المجرية: طريق الحرير من اليونان إلى الصين

تناولت جريدة «الديموقراطية» المجرية موضوع الاستثمار الصيني البالغة قيمته ثلاثة مليارات يورو، بهدف تطوير البنى الأساسية لطرق الحرير الجديدة في منطقة بلاد البلقان. هذه الطرق الجديدة ستسمح بنقل سريع للبضائع الصينية إلى أوروبا الوسطى انطلاقاً من مرفأ بيري اليوناني. الجريدة المجرية تعتبر أنَّ دول أوروبا الوسطى هي الشريك الجديد للصين. لقد حصلت تطورات كثيرة منذ القمة الصينية المجرية الأولى التي انعقدت في العام 2011 فمنذ عدة أيام عُقِدت قمة صينية مجرية في بودابست في السادس و العشرين من الشهر الماضي و يبدو أن الرئيس الصيني يعتبر أن القرن الواحد والعشرين جعل أوروبا أوروبتين، الأولى قديمة و الثانية حديثة. هذه النظرة الصينية إلى أوروبا تعتبر أن أوروبا الأولى تتمسَّك بعظمتها التاريخية و تريد حمايتها و حماية آثارها، وأوروبا الثانية هي التي تسير مسرعة نحو مستقبل مميَّز خلَّاق تقدمي أقل تطلُّعاً إلى الوراء وأكثر بحثاً عن شركاء دوليين. والصين تريد أن تتشارك مع أوروبا الثانية أي أوروبا الجديدة التي اندمجت مع أوروبا القديمة الأولى التي تبدو متباعدة عن الشراكة مع الصين. تتابع الجريدة المجرية وتشير إلى أنَّ التعاون مع الصين منهجي على عكس التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية. الصين لا تسعى لإقناع أوروبا بفضائل نهجها الاقتصادي المعتمد على دولة رأس المال في نظام شيوعي معاصر ومتجدد. الصين يهمها فقط أن تكون علاقاتها الاقتصادية جيدة مع دولٍ صديقة و شريكة بغض النظر عن سياسات هذه الدول وأنظمتها. بينما تمارس الولايات المتحدة الأمريكية ضغوطاً سياسية هائلة على شركائها الاقتصاديين وكذلك يفعل الاتحاد الأوروبي. لهذا السبب لا يخشى أحد الرغبة الصينية بالقيام بمهمة تطوير العالم وتحسينه ولا تخشى أية دولة أن تنغمس الصين في سياساتها الضيقة وهذه نعمة سياسية.