1187270
1187270
العرب والعالم

لافروف: أمريكا «أهدرت فرصة» لخفض التصعيد مع كوريا الشمالية

08 ديسمبر 2017
08 ديسمبر 2017

انتهاء تدريبات جوية مشتركة بين سول وواشنطن -

عواصم -(د ب أ - رويترز): ذكر وزير خارجية روسيا، سيرجي لافروف في فيينا أمس أن الإدارة الأمريكية أهدرت فرصة لخفض التوترات مع كوريا الشمالية بإرسال إشارات مختلطة عبر الوسطاء الروس.

وألقى تصريحه بمزيد من الضوء على السياسة الأمريكية تجاه البرنامجين النووي والصاروخي لكوريا الشمالية،التي شابها خلافات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون.

وفي سبتمبر أبلغت واشنطن موسكو أنها لا تخطط لإجراء تدريبات عسكرية بالقرب من الجزيرة الكورية حتى الربيع المقبل، حسبما قال لافروف للصحفيين خلال اجتماع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

ونقلت روسيا هذا لبيونج يانج، معتقدة أن الولايات المتحدة مستعدة «لبدء تهيئة الظروف لحوار» في حال بقيت كوريا الشمالية هادئة.

غير أنه بعدما نُقلت الرسالة، أعلنت الولايات المتحدة عن اجراء تدريبات عسكرية في مناسبتين، بحسب لافروف.

وردت كوريا الشمالية بإطلاق صاروخ عابر للقارات.وقال: «لقد تصرفت الولايات المتحدة الأمريكية كما لو أنها تريد استفزاز هذا، وقد كان.. والآن من الصعب تهيئة الظروف لاستئناف الحوار». وفي أواخر سبتمبر الماضي قال تيلرسون علانية إنه يجس النبض بحثا عن فرصة لإجراء محادثات ولكن بعد يوم قال ترامب «إنه يضيع وقته».

وتسعى كوريا الشمالية للحصول على ضمانات أمنية قبل بدء المحادثات بشأن برنامج الأسلحة النووية، بحسب لافروف.

وقال لافروف إن رفض ترامب للاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران أثار «شكوكا قوية» فيما يتعلق بما إذا كانت أي نتيجة لمحادثات أمريكا وكوريا الشمالية سوف تظل سارية لفترة طويلة.

ميدانيا اختتمت القوات الجوية الكورية الجنوبية والأمريكية أمس تدريبات «فيجيلانت أيس» المشتركة، طبقا لما ذكرته وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء.

وكانت تدريبات «فيجيلانت أيس» قد بدأت في الرابع من ديسمبر الجاري، بمشاركة حوالي 230 طائرة عسكرية كورية جنوبية وأمريكية، على رأسها 24 طائرة شبح أمريكية استراتيجية من طرز «إف22-» و«إف35- ايه» و«إف35-بي».

ومن المقرر أن تعود طائرات عسكرية أمريكية إلى قواعدها الجوية في اليابان والولايات المتحدة تدريجيا.

ويعتبر نشر 24 طائرة شبح أمريكية في شبه الجزيرة الكورية أمرا غير مسبوق.

ويبدو أن ذلك يمثل ضغوطا عسكرية شديدة ضد كوريا الشمالية التي تواصل تهديداتها النووية والصاروخية، حسب يونهاب.

وكانت الولايات المتحدة قد نشرت الأربعاء والخميس الماضيين قاذفات القنابل الاستراتيجية من طراز «بي1-بي» فوق شبه الجزيرة الكورية لتكثيف ضغوطها العسكرية ضد كوريا الشمالية.

وركزت التدريبات على تعزيز القدرة التشغيلية في زمن الحرب.

وتقوم الأصول الجوية الكورية الجنوبية والأمريكية مثل طائرات الشبح الأمريكية بتوجيه ضربات دقيقة ضد مرافق العدو الأساسية عند اندلاع الحرب.

وجاءت هذه التدريبات بعد مرور حوالي 20 يوما فقط من إجراء التدريبات البحرية المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة بمشاركة ثلاث حاملات طائرات أمريكية بما فيها «رونالد ريجان» و«تيودور روزفلت» و«نيميتز».

في الأثناء ذكر مصدران مطلعان أن المنظمة الدولية للطيران المدني (إيكاو) التابعة للأمم المتحدة لا تدرس إقامة منطقة «حظر طيران» حول كوريا الشمالية لعدم القدرة على التنبؤ باتجاه الاختبارات التي تجريها بيونج يانج.

يأتي ذلك بعدما نقلت صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست عن ألكسندر دو جونياك الرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) قوله أمس الأول إن إيكاو «قد تعلن منطقة حظر طيران» في المنطقة.

ولا يمكن لإيكاو، ومقرها مونتريال في كندا، فرض قواعد مثل إصدار أوامر للدول بإغلاق مجالها الجوي الداخلي لكن الهيئات التنظيمية من 191 دولة عضو فيها غالبا ما تتبنى وتنفذ المعايير التي تضعها المنظمة لحركة الطيران الدولي.

ونددت إيكاو بكوريا الشمالية لإطلاقها صواريخ دون إخطار وهو تحرك من شأنه أن يمثل تهديدا للرحلات التجارية.

وقال أحد المصدرين إن شركات الطيران التجارية تتفادى بالفعل إلى حد بعيد المجال الجوي الذي تسيطر عليه كوريا الشمالية.

وقالت متحدثة في إياتا عبر البريد الإلكتروني إن تصريحات دو جونياك كانت تشير إلى دعم الاتحاد لقرار اتخذته إيكاو في الآونة الأخيرة «يدين بشدة استمرار كوريا الشمالية في إطلاق صواريخ باليستية فوق المسارات الجوية الدولية وقريبا منها». وفي حين حثت إيكاو شركات الطيران على اتخاذ احتياطاتها فإنها لا تؤيد فرض منطقة حظر طيران لأن خطوة من هذا القبيل ستلحق ضررا كبيرا بشركات الطيران ونظرا لعدم وضوح وجهة الصواريخ الكورية الشمالية.

وقال أحد المصدرين «الأمر عشوائي للغاية وعليه تصبح (منطقة حظر الطيران) غير فعالة».وتحدث كلا المصدرين شريطة عدم الكشف عن هويتيهما لأنهما غير مخولين بالحديث لوسائل الإعلام.

ولم يتسن الحصول على تعليق من متحدث باسم إيكاو.

وباتت الاختبارات الصاروخية مبعث قلق لسلطات الطيران المدني في أعقاب إسقاط الرحلة (إم.إتش 17) التابعة للخطوط الجوية الماليزية فوق أوكرانيا.

وقال أحد المصدرين إن كوريا الشمالية لم تستجب حتى الآن لطلبات إيكاو بإعطائها إخطارا مسبقا بعمليات الإطلاق.

من جهتها تعتزم اليابان الحصول على صواريخ موجهة متوسطة المدى تطلق من الجو قادرة على ضرب كوريا الشمالية في صفقة مثيرة للجدل لشراء أبعد الذخائر مدى في بلد تخلى عن الحق في شن حرب.

ولم يشر وزير الدفاع إيتسونوري أونوديرا إلى كوريا الشمالية عندما أعلن خطط الحصول على الصواريخ الجديدة التي قال إنها ستخصص للدفاع، حيث لا تزال اليابان معتمدة على الولايات المتحدة في ضرب قواعد أعدائها.

وأضاف في مؤتمر صحفي «نعتزم استخدام صواريخ (جيه.إس.إم) التي ستوضع على مقاتلات إف-35إيه كصواريخ صد يمكن إطلاقها لمدى أبعد من تهديدات العدو».

وقال إن اليابان تتطلع أيضا لوضع صواريخ (جيه.إيه.إس.إس.إم-إي.آر) جو - أرض من إنتاج لوكهيد مارتن على مقاتلاتها من طراز إف-15.

وصواريخ (جيه.إس.إم) من تصميم شركة كونجسبيرج النرويجية للدفاع والطيران ويبلغ مداها 500 كيلومتر.

أما صواريخ (جيه.إيه.إس.إس.إم-إي.آر) فيمكنها ضرب أهداف على بعد 1000 كيلومتر.

وتقتصر القدرة الصاروخية اليابانية على ذخيرة مضادة للطائرات والسفن يقل مداها عن 300 كيلومتر.

ويبرز تغير الموقف الياباني كيف أن التهديد المتزايد الذي يلوح من كوريا الشمالية أعطى أنصار امتلاك طوكيو القدرة على توجيه ضربات يدا عليا في التخطيط العسكري.