الاقتصادية

أسعار النفط تستقر وسط توازن بين طلب الصين وقوة الدولار

08 ديسمبر 2017
08 ديسمبر 2017

روسيا تطلق مشروع الغاز العملاق «يامال» -

عواصم (وكالات) - استقرت أسعار النفط أمس الجمعة بعد أن كبحها صعود الدولار بينما دعمها نهم الصين الذي لا يهدأ للخام في ظل تخفيضات المعروض التي تقودها أوبك وأدت بالفعل إلى شح السوق هذا العام.

وفي الساعة 0535 بتوقيت جرينتش كانت العقود الآجلة للخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط عند 56.68 دولار للبرميل دون تغير يذكر عن سعر التسوية السابق 56.69 دولار. واستقرت عقود خام القياس العالمي برنت عند 62.20 دولار للبرميل. وقال المتعاملون: إن الدولار الذي ارتفع 0.9 بالمائة هذا الشهر مقابل سلة عملات رئيسية أخرى يثقل كاهل الأسعار.

يجذب ارتفاع الدولار المتعاملين الماليين الذين يحاولون الاستثمارات بين عقود السلع الأولية وسوق الصرف. والدولار القوي يكبح أيضا أسعار الخام إذ يجعل مشتريات النفط المقومة بالعملة الأمريكية أعلى تكلفة في البلدان التي تستخدم عملات أخرى.

وقال بنك أوف أمريكا ميريل لينش في توقعاته لعام 2018 «دولار أمريكي قوي قد يعمل كريح معاكسة للسلع الأولية»، ورغم هذا فإن الطلب الصيني المزدهر على النفط سيتجاوز الطلب الأمريكي هذا العام لتصبح بكين أكبر مستورد للخام في العالم . وزادت واردات الصين من النفط الخام إلى 37.04 مليون طن في نوفمبر بما يعادل 9.01 مليون برميل يوميا في ثاني أعلى مستوى على الإطلاق حسبما أظهرته بيانات من الإدارة العامة للجمارك اليوم.

وقالت بي.ام.آي للأبحاث: «واردات الصين من النفط الخام ستواصل الارتفاع على مدى الأعوام المقبلة مع تراجع الإنتاج من عدد من حقولها البرية العملاقة ... سيفضي ذلك حتما إلى زيادة اعتماد الصين على واردات النفط الخام ... ليصل من مستوى قياسي بلغ 68 بالمائة في 2017 إلى حوالي 80 بالمائة بحلول 2021. في غضون ذلك قال بنك أوف أمريكا ميريل لينش: إن قوة الطلب العالمي وشح الإمدادات سيدفعان سعر خام برنت للارتفاع إلى 70 دولارا للبرميل بحلول منتصف العام. وقال بنك الاستثمار الأمريكي جيفريز: إنه يتوقع نمو الطلب على النفط 1.5 مليون برميل يوميا في 2018 مدفوعا بزيادة نحو عشرة بالمائة في الطلب الصيني.

وفي موسكو دشنت روسيا مشروعها العملاق للغاز يامال في الجزء الواقع في القطب الشمالي من سيبيريا الذي شيد في ظروف مناخية وجيولوجية قاسية، بمشاركة المجموعة الفرنسية «توتال» والصين.

وقررت المجموعة الروسية الخاصة «نوفاتيك» التي تترأس كونسورسيوم دولي يقود المشروع إرسال أول شحنة من الغاز الطبيعي المسال من مرفأ سابيتا، بعدما أعلنت هذا الأسبوع بدء إنتاج الغاز على الخط الأول للإنتاج الذي تقدر استطاعته بـ5,5 مليون طن سنويا.

ويهدف المشروع الذي تبلغ قيمته 27 مليار دولار، ويعد من أوسع المشاريع في العالم وأكثرها طموحا إلى بناء مصنع لتسييل الغاز يسمح بإنتاج 16,5 مليون طن سنويا اعتبارا من 2019، على ثلاث مراحل.

ويشكل إطلاق المشروع الذي تملكه «نوفاتيك» (50,1 بالمائة) والفرنسية «توتال» (20 بالمائة) والصينيتان - شركة النفط الوطنية - (20 بالمائة وصندوق طريق الحرير «سيلك رود فاند» 20 بالمائة)، نجاحا كبيرا بعدما شهد تحديات تقنية ومالية.

وتحوي شبه جزيرة يامال ثروات هائلة لكنها منطقة معزولة في شمال دائرة القطب الشمالي على بعد 2500 كيلومتر عن موسكو، ويمكن أن تنخفض درجة الحرارة فيها إلى 50 تحت الصفر.

وتطلب المشروع منذ بدايته تشييد مطار ومرفأ وخزانات والمصنع ذاته على الرغم من الجليد الذي يستمر فترة طويلة من العام.

وقال صموئيل لوساك الخبير في قطاع المحروقات الروسي في مكتب «وود ماكنزي» إنه «على الرغم من الظروف الصعبة للاستثمار تم تسليم «يامال للغاز المسال» في الوقت المحدد مع احترام الميزانية».

وأضاف أنه بعملية التدشين هذه «ستصبح نوفاتيك التي كانت مزودا محليا للغاز فاعلا عالميا في قطاع الغاز المسال»، مشيرا إلى أن المشروع سيسمح لتوتال أيضا بتعزيز موقعها في هذا القطاع الذي تحتل فيه المرتبة الثانية عالميا . وكان تمويل المشروع تأثر بالعقوبات الأمريكية التي فرضت على «نوفاتيك» وأصبح من المستحيل أن يتم من قبل المصارف الغربية. وتم تمويله في نهاية المطاف بفضل المساهمة الصينية.

من جانب آخر أظهرت بيانات من إدارة الجمارك الصينية ارتفاع واردات الصين من النفط الخام إلى 37.04 مليون طن في نوفمبر بما يعادل 9.01 مليون برميل يوميا مسجلة بذلك ثاني أعلى مستوى لها على الإطلاق.

وفي الأحد عشر شهرا الأولى من العام استوردت الصين 386 مليون طن من النفط الخام بزيادة 12 بالمائة على أساس سنوي وفقا للأرقام.