صحافة

الحياة الجديدة: صفعة القرن الاستعمارية .. ترامب خليفة بلفور

08 ديسمبر 2017
08 ديسمبر 2017

في زاوية مقالات وآراء كتب موفق مطر، مقالاً بعنوان: سؤال عالماشي - صفعة القرن الاستعمارية .. ترامب خليفة بلفور، جاء فيه: الشعب الأمريكي أمام لحظة تاريخية، فإما أن يقبل بتهور إدارته التي ستضعه في جبهة مفتوحة على العداء مع العالم، ما يعني استدراج مخاطر وتهديدات تفوق بأضعاف مضاعفة حجم القائم حاليا، وهنا نعتقد بضرورة إبراز حرصنا على الشعب الأمريكي، بمقدار المواقف الإيجابية المرفوعة على قيم الحرية والعدل التي سيواجه بها إدارة ترامب، وهي التي تنم عن فهم عميق وتفهم لموقف الشعب الفلسطيني المحب للسلام، ولكن ليس على حساب حقوقه التاريخية والطبيعية ومقدساته وروح قضيته وسبب وجوده القدس.

قد لا يعي رئيس حكومة دولة الاحتلال بنيامين نتانياهو أن اعتراف ترامب له بالقدس عاصمة لنظام احتلالي استعماري استيطاني، سيفجر أنفاق التواصل السرية مع دول عربية وإسلامية، ذلك أن الدول قبل الجماهير ستقع في الحرج، وتغرقها الفضيحة، وهو ما اعتبره نتناياهو أعظم إنجاز لسياسة حكومته الخارجية، وأما إذا تمادى بعضها وآثر التخفي، فان تسونامي بشري جارف لا يخطر على بال ترامب ونتانياهو كيف سيكون شكله وحجمه، سيقلب التودد الذي تباهى نتانياهو أن (إسرائيل الاستعمارية) باتت تحظى به من تلك الدول رأسا على عقب، فقد يضطر نتانياهو للتودد إلى دول عربية وأخرى في منظمة التعاون الإسلامي، ودول صديقة للمنظومتين لمساعدته في إطفاء نار أشعلها بيديه ونفخ ترامب فيها ترامب استكبارا.أهم ما في هذه اللحظة التاريخية هو أن تعرف الجماهير الفلسطينية والعربية، وكذلك أصدقاء فلسطين وأحرار العالم أن دونالد ترامب سيكون خليفة (بلفور) بالنسبة لنا نحن الفلسطينيين، وأنه قد أطاح ببريطانيا العظمى وأخذ مكانها كدولة استعمارية، لاستكمال المشروع الصهيوني عمليا، الذي ابتدأ بوعد بلفور البريطاني قبل قرن من الآن أي قبل مائة عام، وبذلك يكون ترامب قد وضع حدا لتفسير مقولة (صفقة القرن) ويعدل حروفها لتصبح (صفعة القرن) للعالم والشرعية الدولية، ومنظومتها القانونية ومواثيق الأمم المتحدة وقوانينها وقراراتها، ولكن علينا أن نتذكر دائما أن الخاسر الأكبر ستكون الولايات المتحدة الأمريكية وصنيعتها دولة الاحتلال إسرائيل، لأنهما بجريمة تفجير جسور السلام التي بنيت، والتي كان الجميع يعمل على ترميمها بسبب أضرار العقلية العدائية الإسرائيلية، يعلنان الحرب على المنطق والحوار والمفاوضات للوصول إلى حلول للصراعات وتحقيق السلام بين الدول المتحاربة، علاوة على إشهار تمردهما على قيم الحرية، ورغبتهما باستعادة عصر العبودية والاستعمار.إن تحدى ترامب العالم، وأصر على إشعال نار عالمية، تؤججها الرغبات الشيطانية لقادة إسرائيل المتطرفين العنصرين، فإن الحرائق الدينية التي لا يعرف أحد إلى أين سيصل مدى ألسنتها ستأكل الأخضر واليابس، وهذا ما يجعلنا نراقب انبعاث النازية والفاشية من جديد بعد سبعين عاما ونيف على دفن رموزها إثر حرب مدمرة كادت تهلك شعوب العالم، بعدما حصدت أرواح عشرات الملايين معظمهم أبرياء أو جنود دفعوا إلى أتون الحروب والمعارك، تحت رايات بدت للشعوب حينها وطنية لكنها كانت مشبعة بالعنصرية.