إشراقات

فتاوى لفضيلة الدكتور الشيخ كهلان بن نبهان الخروصي مساعد مفتي عام السلطنة

07 ديسمبر 2017
07 ديسمبر 2017

الوقف.. لا يباع ولا يوهب -

لا يصح

* رجل قام ببيع مال الوقف دون علم ولا دراية عن الحكم الشرعي في ذلك، ماذا عليه الآن؟

** لا يصح بيع الوقف ولا أن يُوهبَ لأن الوقف هو حبس للعين وتسييل للمنفعة ولذلك فإن على الوكيل أن يتوب إلى الله تعالى من تصرفه وأن يسعى إلى رد البيع ما أمكنه إلى ذلك، فإن لم يستطع لتعنت المشتري أو لأي مانع آخر فعليه أن يشتري بالقيمة أصلا آخر لا يقل عن الوقف الأول وليجعل منفعته في الجهة نفسها الموقوف عليها. هذا والله أعلم.

التفريق مع التوبة

* أنا فتاة تزوجتُ من دونِ عِلم والدي مسبقا بسبب ظروف فرضت علي ذلك .. والآن أريد أن أجدد عقد الزواج بموافقة والدي.. فما هي الإجراءات اللازمة لحالتي هذه؟

** هداكِ اللهُ أيتها الأخت السائلة، لقد أوقعتِ نفسكِ في مضيق، وعرضتِ دينكِ للخطر فشرع الله تعالى أوسع للناس وأرحم بهم، والجهل به كالإعراض عنه يوقع المرء في عنت ومشقة، وقد تأملت في مسألتك وبحثت أقوال أهل العلم لكن لا مناص من التقيّد بما ورد في كتاب الله عز وجل وما ورد في سنة نبيه المصطفى - صلى الله عليه وسلم - فالله تعالى يقول: (وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن) فلولا أن للأولياء حقا في الإنكاح لما نهوا عنه العضل وقد ثبت عن رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (لا نكاح إلا بولي) وقال أيضا: (أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل باطل باطل فإن دخل بها فالمهر لها بما أصاب منها فإن تشاجروا فالسلطان ولي من لا ولي له) وهذا الحديث يرفع الخلاف في المسألة مع احترامنا لمن رأى غير ذلك من أهل العلم، لكننا لا نملك اطّراح هذا الحديث (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا) وعليه نرى وجوب التفريق بينكما مع التوبة إلى الله عز وجل وليمض كل في حال سبيله (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم) هذا والله اعلم.

جاء بأمر عظيم

* ما قولكم عن رجل حرم على أخته الدخول لمزرعة زوجها بسبب خلاف بينه وبين زوج أخته علما بأن لها أعمالا تقضيها في المزرعة مثل إطعام الحيوانات وما شابه من أعمال زراعية وكذلك قام بتحريم على زوجته زيارة أهلها والدخول بيتهم بسبب خلافه مع أبيها، ماذا يتوجب على المذكورتين سابقا؟

** لقد أتى هذا الرجل أمرًا عظيمًا وجرمًا خطيرًا بما لجأ إليه من التحريم، ألا يعلم أن الذي يحرّم ويحلل هو الله وحده: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ، وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلكنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ) ولهذا فإن على هذا الرجل أن يتوب إلى الله عز وجل مما قاله، وليس على أخته أن تمتنع عن دخول مزرعة زوجها إذ لا حق لهذا الرجل في أمر أخته المتزوجة ولا في غير ما يملك، أما امرأته فليس لها أن تقطع أرحامها وتمتنع من زيارتهم، وعلى الرجل أن يكفر كفارة يمين مرسلة والله أعلم.