1186630
1186630
العرب والعالم

واشنطن وموسكو تتبادلان اتهامات بالعمل على زعزعة الأمن في أوروبا

07 ديسمبر 2017
07 ديسمبر 2017

«الأمن والتعاون الأوروبي» تناقش انتشار قوات سلام في أوكرانيا -

فيينا- (وكالات):تبادلت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتهامات بالعمل على زعزعة الأمن في أوروبا، وذلك خلال لقاء وزراء خارجية دول منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في فيينا أمس.

وطالب الأمين العام للمنظمة توماس جريمنجر جميع الدول الأعضاء بالمنظمة بإعادة بناء الثقة على الرغم من الأزمة الأوكرانية، ولكن وزيري خارجية واشنطن وموسكو لم يظهرا ما يدل على انحسار التوترات.

وقال وزير الخارجية الأمريكية ريكس تيلرسون « من بين جميع التحديات التي تواجه المنظمة، ليس هناك ما هو أكثر أهمية وإزعاجا من الموقف في أوكرانيا». واتهم تيلرسون موسكو بأنها السبب في ازدياد حوادث انتهاك وقف إطلاق النار مؤخرا في شرق أوكرانيا، حيث تشتبك القوات الأمنية بكييف مع الانفصاليين الموالين لروسيا.

وأضاف تيلرسون « روسيا تقوم بالتسليح وتقود وتدرب وتقاتل بجانب القوات المناهضة للحكومة». واتهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي تهيمن عليه أمريكا « بتقويض» الأمن في أوروبا، وأرجع ذلك إلى قيام الحلف « بتطوير قدراته من خلال التوسع المتهور للحلف و نظام نشر أنظمة مضادة للصواريخ في أوروبا». وكان قيام روسيا بضم منطقة القرم الأوكرانية ودعمها للانفصاليين بشرق أوكرانيا قد أضر بالعلاقات بين موسكو والدول الغربية.

وقال جرينمجر للحضور « الأمن يبدأ بالثقة، والثقة تبدأ بالحوار.

من المهم أن نحيي ذلك الآن». وأوضح « أشعر بقلق بالغ بسبب النشاط العسكري المكثف وتفاقم الموقف الإنساني في شرق أوكرانيا». ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا هي المنظمة الإقليمية الوحيدة التي تضم الولايات المتحدة وروسيا بين أعضائها، وبالتالي فهي بمثابة منتدى للحوار بين القوتين.

ولذلك، يعتزم الدبلوماسيون الروس والأمريكيون التباحث حول مقترح موسكو بإرسال قوات حفظ سلام مسلحة لشرق أوكرانيا، بالإضافة إلى المراقبين غير المسلحين التابعين للمنظمة الموجودين في المنطقة حاليا.

وبجانب القضايا العسكرية، سوف تناقش الدول الـ57 الأعضاء بالمنظمة أيضا سبل مكافحة الإرهاب وتعزيز حقوق الإنسان ومن بينها حرية الإعلام.

ويناقش وزراء خارجية الدول الـ57 الأعضاء في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، الخميس في فيينا بحضور وزيري الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون والروسي سيرجي لافروف، لمناقشة المسألة المثيرة للجدل حول انتشار قوات حفظ السلام في أوكرانيا.

وتعد منظمة الأمن والتعاون في أوروبا محفلا للنقاش في المجال السياسي العسكري والاقتصاد وحقوق الإنسان لـ 57 بلدا، بدءا بالولايات المتحدة، وصولا إلى منغوليا، ومرورا بكندا والقارة الأوروبية وآسيا الوسطى وروسيا.

ويعقد الاجتماع السنوي للمنظمة التي تتولى النمسا رئاستها الدورية هذه السنة، فيما بلغت العلاقات بين واشنطن وموسكو التي يأمل دونالد ترامب في إحيائها، أدنى مستوياتها.وما زال النزاع في أوكرانيا كما يقول وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون «العقبة المستمرة» التي تمنع أي تحسن مع موسكو.

وقبل افتتاح اجتماع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الخميس، قال أمينها العام توماس غريمينغر «بلغنا نقطة متدنية جدا على صعيد الثقة بين الجهات الرئيسية».

وعلى هامش مؤتمر منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، سيلتقي تيلرسون نظيره الروسي ليناقشا بالتأكيد الموضوع المثير للجدل المتعلق بانتشار قوات حفظ السلام في أوكرانيا.

واقترحت موسكو انتشار قوات من الأمم المتحدة لحماية مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الذين يشرفون على الوقف الهش لإطلاق النار، بين قوات كييف والمتمردين الانفصاليين المدعومين من روسيا.

لكن القوى الغربية تطالب بتفويض أوسع يستهدف حفظ السلام في كل أنحاء منطقة دونباس المتنازع عليها. ويتولى حوالي 600 مراقب من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الإشراف على احترام اتفاقات السلام المعقودة بين أوكرانيا وروسيا برعاية فرنسا وألمانيا.

وأنشئت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا خلال الحرب الباردة لتسهيل الحوار بين الشرق والغرب.

ومنذ اندلعت الأزمة الأوكرانية، كانت المنظمة منتدى تحاورت فيه أوكرانيا وروسيا والأوروبيون والولايات المتحدة.

لكن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا تعكس أصداء التوترات الدبلوماسية العالمية وخصوصا بين موسكو وواشنطن وأوروبا التي تعرقل عملية القرار في إطار المنظمة.

وبقي عدد كبير من المناصب الأساسية شاغرا طوال اشهر بسبب الخلافات بين أعضاء منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الذين توصلوا أخيرا إلى تسوية الصيف الماضي.