1185852
1185852
العرب والعالم

متحديا العالم.. ترامب يعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل

06 ديسمبر 2017
06 ديسمبر 2017

إدانة دولية و«منظمة التحرير» تعتبر القرار «مدمرا» لأي فرصة لحل الدولتين -

عواصم - عمان - (وكالات):-

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب امس الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل في قرار تاريخي يطوي صفحة عقود من السياسة الامريكية، ما يمكن ان يؤدي إلى موجة جديدة من اعمال العنف في الشرق الاوسط.

وقال ترامب في كلمة من البيت الابيض «قررت انه آلان الأوان للاعتراف رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل».

وأمر ترامب ببدء التحضيرات لنقل سفارة بلاده في إسرائيل إلى القدس، وقال ان القرار يعكس «مقاربة جديدة» إزاء النزاع العربي الإسرائيلي». ويكون ترامب بذلك اتخذ قرارا أرجا اتخاذه كل الرؤساء الامريكيين منذ العام 1995.

وعد الرئيس الأمريكي «ببذل قصارى جهده من اجل الإيفاء بالتزام بلاده بالتوصل إلى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مؤكدا ان الولايات المتحدة تؤيد «حل الدولتين»، ودعا ترامب إلى «الهدوء» و«التسامح» بعد ان اعلن اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل، مشيرا إلى ان نائبه مايك بنس سيتوجه إلى الشرق الاوسط «خلال الايام القليلة المقبلة».

وقال ترامب في كلمة ألقاها من البيت الابيض «اليوم ندعو إلى الهدوء والى الاعتدال ولكي تعلو أصوات التسامح على أصوات الكراهية».

وفي اول ردود الفعل، قالت منظمة التحرير الفلسطينية، ان قرار ترامب بنقل السفارة الامريكية الى القدس سوف «يدمر» اي فرصة لحل الدولتين، من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنه لا بديل عن حل الدولتين ولا توجد خطة بديلة.

وقال الرئيس الفرنسي، إن قرار ترامب الأحادي مؤسف وفرنسا لا تؤيده، من جهته، أشاد نتانياهو بإعلان ترامب بشأن القدس باعتباره «حدثا تاريخيا».

وقد أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إعلان اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل وبدء إجراءات نقل سفارة بلاده إليها، قلقًا دوليًا وغضبًا فلسطينيًا تجاه خطوة تشكل خروجًا عن السياسة الأمريكية المتبعة منذ عقود.

ويعقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب دورة غير عادية يوم السبت المقبل بناء على طلب من فلسطين والأردن للنظر في التطورات الخاصة بإعلان ترامب اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي

وأكدت المذكرة الفلسطينية أن الإعلان يعتبر خرقًا سافرًا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة واتفاقية جنيف الرابعة. إلى ذلك، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى قمة لقادة دول منظمة التعاون الإسلامي في أسطنبول في 13 ديسمبر.

وقال الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين للصحفيين أمس «لقد دعا رئيس الجمهورية إلى قمة طارئة لمنظمة التعاون الإسلامي لإفساح المجال أمام الدول الإسلامية للتحرك بشكل موحد ومنسق في مواجهة هذه التطورات» موضحًا أن هذا الاجتماع سيعقد في 13 ديسمبر في أسطنبول. وتتولى تركيا حاليًا رئاسة منظمة التعاون الإسلامي.

وحذر كالين من أن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، سيشكلان «خطأ فادحا». وأضاف: «القدس هي شرفنا، والقدس هي قضيتنا المشتركة وهي خطنا الأحمر» داعيًا الإدارة الأمريكية إلى «العودة عن هذا الخطأ الفادح فورًا». وكان الناطق باسم الحكومة التركية بكر بوزداغ قال في وقت سابق: إن القرار من شأنه «أن يشعل المنطقة والعالم ولا احد يعلم متى ينتهي ذلك». وأضاف: «إعلان القدس عاصمة (لإسرائيل) هو إنكار للتاريخ وظلم كبير وانعدام كبير للرؤية وجنون تام».

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حذر أمس الأول من أن وضع القدس يشكل «خطا أحمر» للمسلمين متحدثا عن احتمال قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل إذا أقدمت واشنطن على الاعتراف بالقدس عاصمة للدولة العبرية. وفي وقت سابق قال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون أن الرئيس دونالد ترامب، «ملتزم بشدة» بعملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وأكد تيلرسون خلال مؤتمر صحفي في مقر الحلف الأطلسي في بروكسل: إن ترامب «ملتزم بشدة بعملية السلام في الشرق الأوسط»، مضيفا: «ما زلنا على قناعة بأن هناك فرصة جيدة لإحلال السلام والرئيس لديه فريق يعمل بصورة حثيثة من أجل ذلك».

وأشار تيلرسون إلى أن فريقا «يعمل جاهدًا على وضع مقاربات جديدة لعملية السلام، وأجروا بعيدًا عن الأنظار كثيرا من الاتصالات في المنطقة حول هذه العملية»، و«عمل بنشاط»، مؤكدًا انهم اتصلوا به لإسداء «نصائح» تتعلق بالمسائل «الصعبة». وتعتبر إسرائيل المدينة المقدسة عاصمتها، ويريد الفلسطينيون أن يجعلوا منها عاصمة دولتهم المستقبلية.

وفي وقت سابق أكد المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف في القدس ان الامين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش «تحدث مرات عدة حول هذه القضية، وقال انه يتوجب علينا جميعا أن نكون حذرين للغاية بما نقوم به بسبب عواقب هذه الأعمال». وأضاف «مستقبل القدس أمر يجب التفاوض عليه مع إسرائيل والفلسطينيين، جنبا إلى جنب في مفاوضات مباشرة».

وأعرب وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون عن قلق بلاده. وقال لدى وصوله إلى اجتماع للحلف الأطلسي في بروكسل: «إننا ننظر إلى التقارير التي وردتنا بقلق، لأننا نرى أن القدس ينبغي بوضوح أن تكون جزءًا من التسوية النهائية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، تسوية يتم التفاوض عليها».

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية جينغ شوانغ في مؤتمر صحفي: «نحن قلقون ازاء تصعيد محتمل للتوتر»، مضيفا «على كل الاطراف المعنيين ان يفكروا في السلام والاستقرار الاقليميين وأن يتوخوا الحذر في أعمالهم وتصريحاتهم ويتفادوا تقويض أسس تسوية للقضية الفلسطينية ويتجنبوا التسبب في مواجهة جديدة في المنطقة». ودعا البابا فرنسيس إلى احترام الوضع القائم في القدس.

وفي طهران ندد الرئيس الإيراني حسن روحاني بقرار نظيره الأمريكي المرتقب بشأن القدس قائلا: إن بلاده «لن تقبل بانتهاك المواقع المقدسة الإسلامية» وأكد أنه «على المسلمين أن يبقوا متحدين في وجه هذه المؤامرة الكبرى».

وفي قطاع غزة، تظاهر مئات من الفلسطينيين الغاضبين في قطاع غزة أمس، وأحرقوا صور ترامب وأعلاما إسرائيلية وأمريكية.

ورفع المشاركون أعلاما فلسطينية ولافتات كتب عليها «القدس عاصمة دولتنا الفلسطينية، القدس خط أحمر والعاصمة الأبدية لدولة فلسطين». ودعت حركة حماس الإسلامية إلى مسيرات غضب في القطاع.

وكانت القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية قد أعلنت أيام الاربعاء والخميس والجمعة، «أيام غضب شعبي» تحسبا لقرار أمريكي مماثل. ودعت القوى الى مسيرة مركزية اليوم الخميس في مدينة رام الله، مقر السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة.

وحذر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية من ان نقل السفارة من تل ابيب إلى القدس سيشكل «تجاوزا لكل الخطوط الحمر».

وأبلغ ترامب مساء أمس الأول خلال سلسلة اتصالات هاتفية عددا من القادة العرب، بينهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس والعاهل الاردني الملك عبدالله، بنيته نقل السفارة. وحذر عباس «من خطورة تداعيات مثل هذا القرار على عملية السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم».

وحذر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز واشنطن من نقل سفارتها إلى القدس، قائلا: إن مثل هذا القرار «يستفز مشاعر المسلمين» في العالم.

وأقرّ الكونجرس الأمريكي عام 1995 قانونا ينص على «وجوب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل»، ويطالب بنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس. ورغم أن قرار الكونجرس ملزم، لكنه يتضمن بندا يسمح للرؤساء بتأجيل نقل السفارة ستة اشهر لحماية «مصالح الأمن القومي». وقام الرؤساء الأمريكيون المتعاقبون من الحزبين الديموقراطي والجمهوري بصورة منتظمة بتوقيع أمر تأجيل نقل السفارة مرتين سنويا، معتبرين أن الظروف لم تنضج لذلك بعد. وهذا ما فعله ترامب في يونيو الماضي. وكان ترامب تعهد في حملته الانتخابية بنقل السفارة، ولكنه قام بالتأجيل من أجل «إعطاء فرصة» أمام السلام. ومنعت الولايات المتحدة الموظفين الحكوميين الأمريكيين من التوجه بشكل شخصي إلى البلدة القديمة في القدس.

ومنعتهم أيضا من التوجه إلى الضفة الغربية المحتلة، بحسب إعلان من الخارجية الأمريكية، ولا يسمح بالتوجه إلى هناك بشكل رسمي إلا في حال اتخاذ تدابير أمنية إضافية.