العرب والعالم

«أنصار الله» يحتجزون 41 صحفيًا وغارات عنيفة على صنعاء

06 ديسمبر 2017
06 ديسمبر 2017

مجلس الأمن يدعو الأطراف اليمنية إلى الانخراط في العملية السياسية -

صنعاء- «عمان»- جمال مجاهد-(وكالات):-

كثف التحالف بقيادة السعودية ضرباته الجوية في اليمن صباح أمس بينما عززت جماعة «أنصار الله» المسلحة قبضتها على العاصمة بعد أن قتلت الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

وشنت طائرات التحالف المقاتلة عشرات الغارات الجوية على مواقع «أنصار الله» في صنعاء وفي محافظات قريبة منها بعد يوم من تعهد ابن صالح بالثأر لمقتل والده.

وقال تلفزيون المسيرة اليمني لـ«أنصار الله» إن التحالف قصف مقر سكن صالح ومنازل أخرى لأفراد في عائلته تخضع الآن لسيطرة «أنصار الله». وأضاف تلفزيون المسيرة: إن الضربات الجوية استهدفت أيضا محافظات في الشمال تشمل تعز وحجة وصعدة ومديرية ميدي. ولم ترد أنباء على الفور عن وقوع خسائر بشرية.وأحمد علي لانصار الله قائدًا محتملًا بعد أسبوع من المعارك الشرسة التي شنها انصار الله على أنصار صالح في العاصمة.

من جانبها دعت منظمة «مراسلون بلا حدود» ولجنة حماية الصحفيين جماعة «أنصار الله» إلى الإفراج عن 41 صحفيًا وموظفا على الأقل يعملون في قناة «اليمن اليوم»، محتجزين منذ السبت الماضي في صنعاء. وقد تم احتجاز الصحفيين في مبنى القناة التابعة لحزب الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، بعد أن اقتحمه مسلحون من «أنصار الله» بحسب بياني المنظمتين.

وأفاد قيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام وكالة فرانس برس أن الصحفيين رفضوا طلب «أنصار الله» بعد أن مارسوا ضغوطًا عليهم لإصدار بيانات والقيام بتغطيات ضد صالح واتهامه بالعمالة للتحالف العسكري العربي.

وطلب وزير الإعلام اليمني معمر الأرياني في حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي من المنظمات الدولية «سرعة التدخل لإنهاء معاناة» أكثر من 40 صحفيا محتجزين «في الدور الأرضي لمبنى القناة ومحرومين من الغذاء والأغطية في طقس شديد البرودة». واتهم «أنصار الله» بالعملية، مشيرًا في بيان نشرته وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» إلى إصابة ثلاثة من حراس مبنى القناة بجروح.

وجددت نقابة الصحفيين اليمنيين مطالبتها الثلاثاء في بيان حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه، «بسرعة إطلاق الصحفيين والفنيين المختطفين وإيقاف الإجراءات التعسفية من اقتحام وسائل الإعلام وإيقافها وحجب المواقع الالكترونية وملاحقة الصحفيين».

وقالت منظمة «مراسلون بلا حدود»: إن مسلحي «أنصار الله» ألقوا قنابل صاروخية على مبنى القناة أثناء عملية اقتحامه في الثاني من ديسمبر الحالي ما أدى إلى جرح ثلاثة حراس.

وقالت مديرة مكتب المنظمة في الشرق الأوسط الكساندرا الخازن: إن «احتجاز الرهائن أصبح أمرًا اعتياديًا وسط الجو العدائي (الذي يعاني منه) الصحفيون في اليمن والمستهدفون بشكل متكرر في هذا النزاع»، مشيرة إلى استمرار احتجاز «أنصار الله» 11 مراسلًا في سجونهم.

ودعا متحدث باسم لجنة حماية الصحفيين، وهي منظمة تتخذ نيويورك مقرا لها، إلى الإفراج الفوري عن الصحفيين، معتبرًا أن اعتداء انصار الله على قناة «اليمن اليوم»، «انتهاك عميق لحرية الصحافة».

من جانبه أعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي عن القلق البالغ إزاء التصعيد الحاد للعنف في اليمن، وجدّدوا دعمهم للمبعوث الخاص للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد.

ودعوا في بيان صحفي قرأه الليلة قبل الماضية رئيس المجلس السفير الياباني كورو بيشو بعد مشاورات مغلقة حول اليمن، جميع الأطراف إلى نزع فتيل التوتّر وإعادة الالتزام والانخراط بدون شروط في العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة من أجل التوصّل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار.

وقال البيان: «اتحد أعضاء مجلس الأمن في الإعراب عن قلقهم البالغ بشأن الوضع الإنساني الصعب والمتدهور في اليمن، الذي يواجه في ظلّه 8 ملايين شخص نقصا حادا في الغذاء، فيما يقدّر عدد الحالات المشتبه بإصابتها بالكوليرا بأكثر من 970 ألفا. إن اليمن يقف على حافة مجاعة كارثية». وأدان أعضاء المجلس بشدّة إطلاق القذائف على السعودية، وشدّدوا على أهمية الالتزام بحظر الأسلحة المفروض بموجب قرار المجلس رقم 2216. وكان المجلس قد أصدر القرار في عام 2015 لفرض عقوبات على الأفراد الذين يقوّضون الاستقرار في اليمن.

كما تظاهر أمس عدد قليل من الناشطات في حزب الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح للمطالبة بجثمانه حسب ما أفاد شهود عيان.

وقال هؤلاء: إن نحو 20 امرأة تجمعن أمام مسجد الصالح وهتفن «لا اله إلا الله والشهيد حبيب الله». وانتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر نساء يرتدين الأسود ويرددن ذلك في حرم مسجد الصالح الأكبر في اليمن.وفرق التجمع «أنصار الله» الذين باتوا يسيطرون على العاصمة بشكل كامل . وأمام المستشفى العسكري، تظاهرت مجموعة أخرى من النساء رفعن شعار «الشعب يريد جثمان الزعيم» بحسب شهود عيان.