1184758
1184758
العرب والعالم

الحريري يعود عن استقالته بعد تأكيد الحكومة التزامها «النأي بالنفس»

05 ديسمبر 2017
05 ديسمبر 2017

التأكيد على احترام ميثاق جامعة الدول العربية واعتماد سياسة خارجية مستقلة -

بيروت - عمان - حسين عبدالله:-

أعلن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري العودة عن استقالته التي كان قد أعلنها في الرابع من الشهر الماضي من الرياض وبعد عودته الى بيروت أواخر الشهر الماضي اعلن تريثه في تقديم الاستقالة بناء على طلب رئيس الجمهورية ميشال عون إفساحا لمجال المشاورات للتوصل الى صيغة تلغي أسباب الاستقالة وهي ضرورة نأي لبنان بنفسه عما يجري في المنطقة.

وبعد التوصل بين الفرقاء السياسيين الى تسوية سياسية عنوانها نأي لبنان بنفسه عن الأحداث في المنطقة. فقد اقر مجلس الوزراء الذي عقد جلسة استثنائية في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون امس وهي صيغة «بيان التسوية» السياسية الجديدة.

وتلا رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بيان الحكومة فور انتهاء جلسة مجلس الوزراء التي عقدت استثنائيا في قصر بعبدا: قائلا إن الحكومة تلتزم بما جاء في خطاب القسم لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من ان لبنان سائر بين الألغام لا يزال بمنأى عن النار المشتعلة حوله في المنطقة بفضل وحدة موقف الشعب اللبناني وتمسكه بسلمه الأهلي.

من هنا ضرورة ابتعاد لبنان عن الصراعات الخارجية ملتزمين احترام ميثاق جامعة الدول العربية وبشكل خاص المادة الثامنة منه مع اعتماد سياسة خارجية مستقلة تقوم على مصلحة لبنان العليا واحترام القانون الدولي حفاظا على الوطن ساحة سلام واستقرار وتلاق.

وستواصل الحكومة تعزيز العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة والتأكيد على الشراكة مع الاتحاد الأوروبي في إطار الاحترام المتبادل للسيادة الوطنية كما تؤكد التزامها بالقرارات الدولية كافة بما فيه قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 وعلى استمرار الدعم لقوات الأمم المتحدة العاملة في اليونيفل وفي ضوء هذا التأكيد يقرر مجلس الوزراء التزام الحكومة اللبنانية، بكل مكوناتها السياسية، النأي بنفسها، عن أي نزاعات أو صراعات أو حروب تضر بعلاقات لبنان السياسية والاقتصادية مع أشقائه العرب وتهدد مصالح اللبنانيين في البلدان الشقيقة، وهو الأمر الذي يرتب على كافة الأطراف السياسية والحزبية، عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية والتزام القوانين المرعية الإجراء إزاء الحملات التي تستهدف تلك الدول وقادتها. وأضاف ان مجلس الوزراء يجدد تمسك الحكومة باتفاق الطائف ووثيقة الوفاق الوطني ولاسيما البند الثاني من المبادئ العامة التي تنص على أن «لبنان عربي الهوية والانتماء وهو عضو مؤسس وعامل في جامعة الدول العربية وملتزم بمواثيقها كما هو عضو مؤسس وعامل في منظمة الأمم المتحدة وملتزم بميثاقها، وهو عضو في حركة عدم الانحياز».

ويتطلع مجلس الوزراء بناء على ذلك إلى أفضل العلاقات مع الأشقاء العرب وأمتنها بروح الروابط التاريخية التي تجمع بين دولنا وشعوبنا».

وكان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تحدث في مستهل جلسة مجلس الوزراء عارضا بالتفصيل المراحل التي قطعتها الأزمة بعد استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري شارحا بالتفصيل المواقف والاتصالات سواء على الصعيد الداخلي أم مع السلك الدبلوماسي، مشيرا الى ان المهم كان استيعاب الوضع في الداخل وتأمين عودة الحريري.

وأشار الرئيس عون إلى مروحة التشاور التي قام بها مع جميع الفرقاء وقادة دول العالم، وقال: «إن موقفنا في الأزمة الأخيرة انطلق من عدم قبولنا بألا تمس أي سلطة في العالم كرامتنا لأننا نعتبر ان لا وطن صغير ولا وطن كبير بل الكل يجب أن يكون متساويا بالعزة والكرامة».

واكد الرئيس أن «موقف لبنان كان موقف مواجهة لما حصل وان وحدة اللبنانيين تبقى الأساس لحماية الاستقرار بالبلاد»، وشكر رئيس الحكومة سعد الحريري في مداخلة له في اجتماع مجلس الوزراء، الرئيس ميشال عون على إدارته الحكيمة للأزمة والجهود التي شاركت فيها مكونات الحكومة لحماية الاستقرار.

وعرض لعودته الى لبنان ولقائه بالرئيس عون وعرضه عليه الاستقالة ومن بعدها تجاوبه مع التريث لإفساح المجال أمام الجهود لحماية البلد.

وأكد انه «نحن كحكومة مسؤولون عن حماية البلد من المخاطر التي تواجهه»، آملا أن تشكل الجلسة فرصة جديدة للتعاون وحماية لبنان لا سيما وان المنطقة تغلي والأمر يحتاج منا ان نتحمل المسؤولية لا سيما وأننا رفضنا جميعا السير وراء شعارات تستهدف جر الفوضى الى لبنان «.