1163427
1163427
آخر الأخبار

«الصناعات الحرفية» .. جهود متواصلة لمسيرة التقدّم والنماء الثقافي والاجتماعي والاقتصادي

05 ديسمبر 2017
05 ديسمبر 2017

برامج تأهيلية ترفد السوق الحرفي بطاقات وطنية ذات مهارة وجودة -

شهد القطاع الحرفي العماني نموا قياسيا ونقلة نوعية في مختلف مجالات العمل والأداء الحرفي في السلطنة، وذلك تلبية للرؤية السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ للحفاظ على الموروثات الحرفية وتعزيز الدافعية الذاتية للإقبال عليه، كما أن التنمية الشاملة التي تحققت في عهد النهضة المباركة كان لها الأثر الأعظم في نمو وتطور القطاع الحرفي وزيادة فعالية الإنتاجية، ولقد استمدت الحرف ما وصلت إليه من ابتكار وتصميم متفرد من مرتكزات محورية دأبت الهيئة على تجسيدها تحقيقا للرؤية السامية للهوية الحضارية التي تعد نهجا قويما اختطه القائد المفدى منذ بدايات عصر النهضة حتى اليوم، حيث أسهمت تلك الرعاية السامية في النهوض بالقطاع الحرفي والحفاظ على الصناعات الحرفية باعتبارها من الموروثات الحضارية، ومع احتفالات البلاد بالعيد الوطني السابع والأربعين المجيد تتواصل مسيرة الخير والعطاء للقطاع الحرفي في ظل منجزات عظيمة تحققت على أرض الوطن بفضل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه -.

جائزة السلطان للإجادة الحرفية

أعلنت الهيئة العامة للصناعات الحرفية هذا العام عن فتح باب الترشُّح لمسابقة جائزة السُّلطان قابوس للإجادة الحرفية في دورتها الخامسة، حيث قامت الهيئة باستقبال طلبات الترشح وتسجيلها، ثم قامت لجنة التقييم المبدئي بزياراتها لتقييم المنتجات والمشاريع الحرفية المتنافسة في المسابقة حيث اطلعت اللجنة على كافة جوانب الأعمال وقامت بقياس جودتها وكفاءتها ومطابقتها لشروط التقييم المبدئي حسب المعايير الموضوعة من قبل اللجنة الرئيسية للمسابقة، وعمدت اللجنة لاستعراض ومطابقة المنتجات والمشاريع المتنافسة بالاشتراطات الواردة في الاستمارات المخصصة للتقييم المبدئي ومدى التقيد بها مع مراعاة جوانب التطوير والابتكار وتوظيف خامات البيئة العمانية في الإنتاج بالإضافة إلى مدى المساهمة في نقل الحرفة للأجيال العمانية الشابة، ثم قامت لجنة التحكيم النهائي للأعمال المتنافسة في المسابقة بتحكيمها للمنتجات الحرفية المرشحة من قبل لجنة التقييم المبدئي، وزارت المشاريع الحرفية المتنافسة في المسابقة بعد أن قامت بزيارة المشاريع الحرفية في مختلف محافظات السلطنة، وقامت بقياس جودتها وكفاءتها ومطابقتها لشروط التحكيم النهائي حسب المعايير الموضوعة من قبل اللجنة الرئيسية للمسابقة، ثم عقدت اللجنة اجتماعها لاختيار الأعمال الفائزة في المسابقة هذا العام، وركزت خلال عملية الاختيار على الاشتراطات الواردة في الاستمارات المخصصة للتحكيم والموضوعة من قبل اللجنة الرئيسية للمسابقة، وقد بلغ عدد الأعمال التي قامت اللجنة بتحكيمها خلال مرحلة التحكيم النهائي والتي رشحت من قبل لجان التقييم المبدئي في المحافظات المختلفة للوصول إلى المرحلة النهائية أكثر من 40 منتجا حرفيا و5 مشاريع حرفية على أن تقوم الهيئة بتكريم الفائزين في حفل خاص بعد أن تقوم اللجنة الرئيسية للمسابقة التي ترأسها معالي الشيخة عائشة بنت خلفان السيابية بإعلان أسماء الفائزين في وسائل الإعلام.

الملكية الفكرية

قامت الهيئة العامة للصناعات الحرفية بإيداع مجموعة من المصنفات الحرفية التي أصدرتها الهيئة مؤخرا والتي تضم قرابة 143 تصميما حرفيا تتضمن العديد من المنتجات الحرفية في الصناعات الحرفية المختلفة، وذلك بدائرة الملكية الفكرية التابعة لوزارة التجارة والصناعة وفق قانون حقوق المؤلف والحقوق المجاورة الصادر بالمرسوم السلطاني رقم 65 /‏‏ 2008 بهدف دعم مبادرات الهيئة في حماية حقوق الملكية الفكرية للصناعات الحرفية الوطنية وحمايتها وتطويرها، وتأتي أهمية تسجيل المصنفات الحرفية في نظام الملكية الفكرية بهدف حماية الموروثات الحرفية الوطنية المبتكرة وتطوير الأداء الحرفي وتجويد الصناعات الحرفية وتعزيز الحس الإبداعي لدى الحرفيين بالإضافة إلى تحقيق التكامل في العمل على المستوى الإقليمي والدولي مع المنظمات والهيئات المختصة بحماية حقوق الملكية الفكرية.

وتشتمل قائمة المصنفات الحرفية التي تم إيداعها على منتجات حرفية مطورة كأحزمة الخناجر والهدايا التذكارية والدروع والمجسمات والأطقم المكتبية إلى جانب إكسسوارات الأثاث المنزلي والمكتبي وأطقم الضيافة والإكسسوارات النسائية والميداليات ووحدات الإنارة، كما تم استصدار شهادات إيداع مصنفات لعدد من التصاميم الحرفية في منتجات السعفيات وتصاميم منتجات العظام وتصاميم لمنتجات مستفادة من قشرة النارجيل كمسابح يدوية وتحف وهدايا وحامل ملفات وميداليات ومجسمات ذات استخدام نفعي وجمالي.

وتترجم جهود توثيق حقوق الملكية الفكرية الحرف العُمانية التزام الهيئة بتأمين الحماية التشريعية لتصاميم المنتجات الحرفية بما يلبي الاشتراطات المعمول بها التي تكفل الحقوق والواجبات لمكونات القطاع الحرفي، كما تضبط جودة المنتجات الحرفية مما يسهم في استمرارية المنشآت الحرفية والحرفيين بالدور الفاعل في تنوع مصادر الدخل فضلا عن تحقيق مؤشرات الإجادة الحرفية.

التعاون الدولي

تعزيزا لبرامج التعاون الدولي خلال عام 2017م بحثت معالي الشيخة عائشة بنت خلفان بن جميّل السيابية رئيسة الهيئة العامة للصناعات الحرفية سبل ومجالات التعاون مع «بهمن نامور مطلق» مساعد رئيس منظمة التراث الثقافي والصناعات اليدوية والسياحة للصناعات اليدوية بإيران وذلك خلال زيارته للسلطنة وقد تم خلال اللقاء بحث عدد من المحاور المتعلقة بتعزيز وتطوير مجالات التعاون القائمة بين السلطنة والجمهورية الإسلامية الإيرانية خاصة في المجالات المرتبطة بالصناعات الحرفية.

كما تم خلال اللقاء بحث كافة الجهود التي تبذلها السلطنة بهدف تطوير الصناعات الحرفية إلى جانب استعراض عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك بين البلدين وسبل التعاون القائمة والمستقبلية بينهما في المجالات الحرفية، ومناقشة عدد من الخطط والبرامج المتكاملة لتطوير واستمرارية الحرف والمهن التقليدية بهدف تحقيق معدلات من التنمية المستدامة إضافة إلى بحث أطر تعزيز الشراكة في مجالات التعاون الإقليمي بهدف النهوض بالقطاع الحرفي والحفاظ على الصناعات الحرفية.

كما استقبلت معالي الشيخة رئيسة الهيئة وفدا من لجنة الصداقة البرلمانية العمانية المغربية زار الهيئة للاطلاع على التجربة العمانية في مجال تأهيل وتدريب الكفاءات الوطنية على الصناعات الحرفية والحفاظ على الموروثات الحرفية وتطوير الحرف والجهود التي تقوم بها الهيئة العامة للصناعات الحرفية في مختلف الفعاليات والمناسبات الدولية والإقليمية التي تعنى بالقطاع الحرفي، كما تم خلال اللقاء بحث عدد من المحاور المتعلقة بتعزيز وتطوير مجالات التعاون القائمة بين السلطنة والمملكة المغربية خاصة في المجالات المرتبطة بالصناعات الحرفية.

التدريب والتأهيل

شهد 2017م اعتماد الهيئة العامة للصناعات الحرفية لمجموعة متكاملة من برامج التدريب والتأهيل الحرفي الهادفة إلى النهوض بصناعة الحرف المطورة في مختلف المجالات الحرفية، حيث يتم تنفيذ العديد من برامج ومبادرات المسؤولية الاجتماعية في مراكز التدريب والإنتاج التابعة للهيئة على مدار العام وسعت الهيئة إلى إعداد حزمة متكاملة من البرامج التدريبية والتأهيلية على المستوى الزمني المتوسط والطويل إلى جانب تنفيذ برامج أخرى تختص بالتأهيل قصير المدى وتختلف فتراتها الزمنية بحسب أساسيات الحرفة، وتكمن أهمية المشاريع التدريبية والتأهيلية في ارتباطها بخطط إنتاجية مباشرة للحرفيين بهدف الاستفادة من مخرجات الإنتاج وتوظيفها ضمن استراتيجية الاستثمار والترويج الحرفي مع الاعتماد على خطة مستقبلية متعلقة بالارتقاء بالحرف على منهجية تطوير الصناعات الحرفية العُمانية من أجل تلبية احتياجات السوق المحلي من الإنتاج الوطني للحرف، ولا يقف اهتمام الهيئة بالحرفي عند تأهيله وتدريبه فحسب بل يتعداهما إلى مجالات أوسع تتمثل في تقديم مبادرات الدعم والرعاية الحرفية التي تتضمن تزويد الحرفيين بالآلات والمعدات الحرفية الحديثة بالإضافة إلى المساهمة في التسويق والترويج الحرفي للحرفيين المجيدين وإشراكهم في المعارض المحلية والإقليمية والدولية.

وتأتي برنامج السعفيات من البرامج التي تلقى رواجا كبيرا في الأوساط الحرفية إلى جانب برامج الفضيات والفخار والخشبيات، حيث تقوم تلك البرامج على تدريب الحرفيين على أساسيات الحرفة وإخراج التصاميم المطورة من منتجاتها إلى جانب توليفها وربطها بالحرف الأخرى لصناعة منتجات مبتكرة ترضي الذوق العام، وتتلخص أهداف تلك البرامج على تنويع مصادر الدخل وتنمية المهارات الحرفية وإيجاد فئات منتجة في المجتمع تساهم في نقل الحرفة إلى الأجيال الشابة من خلال توسيع قاعدة المشاريع الحرفية التي تعنى بالحرف لإنشاء كيان مستقل للقطاع الحرفي ذي الطابع العماني المتميز بالجودة العالية والقابلية للتسويق خارجيا وداخليا، إلى جانب تزويد القطاع الحرفي بقدرات حرفية وطنية مؤهلة ومدربة وفق أعلى المعايير العلمية والعملية وتعزيز الكفاءة الإنتاجية للحرفيين العمانيين العاملين في القطاع الحرفي.

تسجيل الحرفيين

أوضح أحدث تقرير إحصائي عن القطاع الحرفي في السلطنة الذي نفذته الهيئة العامة للصناعات الحرفية نموا متزايدا يشهده القطاع الحرفي في تسجيل الحرفيين وارتفاعا في إنتاج الحرف المطورة، فقد أوضحت الإحصائيات الحرفية المسجلة مؤخرا تناميا ملحوظا في أعداد الحرفيين المسجلين لدى الهيئة كما أبرزت المؤشرات مدى الإقبال على عدد من الصناعات الحرفية ذات الربحية الإنتاجية، حيث خلص التقرير إلى توثيق أعداد الحرفيين في مختلف محافظات السلطنة بواقع إجمالي بلغ 20642 حرفيا وحرفية منهم 6224 حرفيا في محافظة ظفار بالإضافة إلى 4685 حرفيا في محافظتي شمال وجنوب الباطنة و4972 حرفيا في محافظتي شمال وجنوب الشرقية و2008 حرفيين في محافظ الداخلية و1329 حرفيا في محافظة الوسطى و465 في محافظة مسقط، كما حصر التقرير 424 حرفيا في محافظة الظاهرة بالإضافة إلى 348 في محافظة مسندم و187 حرفيا في محافظة البريمي، وقد شهدت نسبة تسجيل الحرفيين من مختلف محافظات السلطنة زيادة بلغت أكثر من 17% مقارنة بعام 2016.

وفيما يتعلق بنسب الحرفيين وتوزيعهم حسب الصناعات الحرفية فقد أكد التقرير على أن حرفة النسيج القطني تلاقي الإقبال الأكبر من قبل الحرفيين حيث تم تسجيل 6590 حرفيا ممتهنا ومنتجا لمختلف منتجات النسيج القطني، فيما استحوذت حرفة النسيج الصوفي على المرتبة الثانية من حيث إقبال الحرفيين عليها فقد تم تسجيل 5005 حرفيين وحرفيات في هذه الحرفة، كما نالت حرفة صناعة البخور ومستحضرات التجميل المركز الثالث من حيث إقبال الحرفيين بواقع 3051 حرفيا وحرفية.

وبحسب التقرير الإحصائي فقد تصدرت محافظة ظفار محافظات السلطنة من حيث عدد الحرفيين تليها محافظتا جنوب وشمال الباطنة ثم محافظتا جنوب وشمال الشرقية، وهذا بدوره يعكس مدى أهمية المشاريع الحرفية وإسهامها في تعزيز الإنتاج الحرفي المطور.

مشاريع حرفية

تشكل المشاريع الحرفية ارتكازا محوريا ومساندا لرفع حجم نمو الإنتاج المحلي من الحرف، ومثلما تأتي ضرورة النهوض بالقطاع من خلال غرس ثقافة الابتكار لدى الجيل الناشئ من الحرفيين باعتبارهم المحرك الأساسي لإنتاجية التطوير والريادة، شهدت الفترة الماضية تزايدا في أعداد المشاريع الحرفية التي تدعمها وترعاها الهيئة من خلال تدريب وتأهيل الحرفيين بالإضافة إلى تأمين الاستشارات الفنية والتصميمية لخطوط الإنتاج التي طرأت عليها العديد من مراحل التحديث والتطوير من خلال تزويد الحرفيين بنماذج حرفية تستند على الهوية الوطنية وتتوازن مع الملامح التسويقية والترويجية العصرية. وعلى مدى السنوات الماضية من إنشاء الهيئة تنوعت مبادرات والمشاريع المنفذة بهدف تجويد القطاع الحرفي إلى جانب القدرة على إنتاج حرف عُمانية مطورة ومواكبة للحداثة وإيجاد تنافسية معززة لاستقطاب الطاقات الوطنية الشابة، وتمثل بيوت الحرفي العُماني من أهم المشاريع الاستثمارية التي تقدمها الهيئة للحرفيين، وتعتبر أنموذجا قياسيا يُعبر ويمثل المشاريع الحرفية المجيدة، فالبيت الحرفي عبارة عن استثمار مجتمعي بين الهيئة والحرفيين في الولايات، وهو ما يمثل الترجمة الصادقة لقدرة الحرفيين على الاستمرارية والاستقرار في الإنتاج والربح.

وخلال عام 2017م برز الاهتمام بالمبادرات الداعمة للنهوض بمشاريع ريادة الأعمال وأصبح له الاستحقاق والأولوية الأكثر خصوصا لدى فئة الشباب؛ وذلك تنفيذا للتوجيهات الكريمة من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - التي تفضل بها خلال لقائه بالمواطنين بسيح الشامخات بولاية بهلا، كما أن الفرص متاحة لجميع الشباب من أصحاب المهارات الإبداعية والابتكارية في مختلف الصناعات الحرفية للانضمام للقطاع الحرفي، وذلك بتأسيس مشاريعهم الحرفية الخاصة أسوة بالمشاريع الرائدة في القطاع الحرفي التي استطاعت خلال فترة وجيزة أن تضع بصمتها في المجتمع ورسمت كيانا مستقلا لها تدر دخلا مرتفعا.

يوم الحرفي العماني

تحتفل السلطنة في الثالث من مارس من كل عام باليوم السنوي للقطاع الحرفي (اليوم الحرفي العُماني)؛ وذلك تعبيرا عن معاني الولاء والعرفان لباني النهضة العمانية المباركة وتوجيهاته الكريمة التي تفضل وأسدى بها لإنشاء (الهيئة العامة للصناعات الحرفية)، وذلك بموجب المرسوم السلطاني رقم ( 24/‏‏2003) الذي صدر في ( 3 من مارس 2003م)، واستلهاما للتوجيهات السامية النيرة لعاهل البلاد - حفظه الله ورعاه وأدام عزه - تحتفي عُمان باليوم الحرفي العُماني تخليدا للذكرى السامية التي تفضل بها قائد البلاد المفدى - حفظه الله ورعاه - على القطاع الحرفي من خلال إنشاء مؤسسة تعنى بالحرفيين والموروثات الحرفية كما تترجم المناسبة ما حققته الهيئة على مدى سنوات إنشائها، ويعد الاحتفال باليوم الحرفي العُماني أحد أهم المبادرات الحرفية التي تحرص الهيئة على تنفيذها تكريما للقطاع الحرفي والمنتسبين لها على مساهمتهم الفاعلة في دفع عجلة الصناعات الحرفية إلى المزيد من التطور والرقي.

مشاركات إقليمية

شاركت السلطنة ممثلة بالهيئة العامة للصناعات الحرفية في الدورة الثالثة من مهرجان تبريز الدولي الثالث للفنون والتراث والإبداع الذي نظمته جامعة تبريز للفنون الإسلامية ومنظمة العلاقات والثقافة الإسلامية الإيرانية ومركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية بتركيا حيث استضافت مدينة «تبريز» شمال غربي إيران أعمال المهرجان بمشاركة حرفيين من مختلف بلدان العالم.

وتأتي مشاركة السلطنة ضمن فعاليات مهرجان تبريز الدولي الثالث للفنون والتراث والإبداع في إطار تعزيز الحوار الإنساني بين مختلف الأمم والحضارات، كما سعت الهيئة العامة للصناعات الحرفية من خلال تواجدها في المهرجان إلى التعريف بالموروثات الحرفية العُمانية والمهن التقليدية للزوار عبر وسائط وتقنيات مبتكرة بالإضافة إلى عرض تجربتها المؤسسية المتمثلة في المشاريع الحرفية التي يتم تشغيلها بنسب تعمين تبلغ 100% وقد أسهمت تلك المشاريع في ضمان استمرارية الإنتاج الحرفي المطور على المستوى المحلي.

الخنجر والمشغولات الفضية

استقبل مركز تدريب وإنتاج الخنجر والمشغولات الفضية بمسقط الدفعة الثالثة من منتسبيه التي تضُم عشرين متدربا ومتدربة، ويأتي تنفيذ مشروع البرنامج التدريبي للدفعة الثالثة من منتسبي المركز الذي سيستمر على مدى سنتين في إطار حرص الهيئة لتنمية القطاع الحرفية مؤسسيا وإرفاده بأيد وطنية من الشباب بالإضافة إلى الحفاظ على استمرارية حرفة صناعة الخناجر العمانية بمختلف أنواعها مع السعي نحو تطوير المشغولات الفضية وفق الضوابط والمواصفات العمانية المعتمدة، كما يعمل البرنامج التدريبي على استقطاب الحرفيين من الجيل الشاب لتعلم معارف ومهارات حرفة صناعة الخناجر بهدف تنمية حرفة الفضيات محليا وتدريب الحرفيين على التعامل مع المعدات والآلات المطورة في صياغة المشغولات الفضية مع الحرص على تطوير وابتكار منتجات حرفية تحمل الهوية الوطنية.

وقد قامت الهيئة بتطوير مركز تدريب وإنتاج الخنجر والمشغولات الفضية بمحافظة مسقط ليتناسب مع متطلبات تنفيذ البرنامج التدريبي والإنتاجي لمختلف الصناعات الفضية وأنواع الخناجر العُمانية من خلال تزويد المركز بأحدث الأجهزة والمعدات والآلات الحديثة المتخصصة في تطوير صياغة المشغولات الفضية وصناعة الخناجر، كما حرصت الهيئة على أن تكون كافة الخبرات التي تشرف على تدريب الحرفيين من الخبرات الوطنية التي كانت في الأساس من مخرجات المركز، كما يدار المركز بإشراف من الهيئة بنسبة تعمين تبلغ (100%)؛ وذلك بهدف تأهيل كوادر وطنية قادرة على مواصل مسيرة الإنتاج الحرفية بروح حديثة بالإضافة إلى تعزيز إقبال الشباب للالتحاق بمختلف برامج التدريب والإنتاج الحرفية.

ويشتمل مركز تدريب وإنتاج الخنجر والمشغولات الفضية بمحافظة مسقط على عدد من الوحدات والورش الفنية والتدريبية الخاصة بإنتاج المشغولات الفضية، حيث يتكون المركز من قاعات للتدريب النظري وقاعات للتدريب العملي، كما تم تزويد المركز بأحدث الأجهزة والإمكانيات العلمية الخاصة بعمليات إنتاج وتشكيل المشغولات الفضية، ويتضمن المركز عددا من الوحدات الإدارية والخدمية، كما تم تخصيص مواقع للتصميم والتشكيل الذي يتم وفق طرق وأساليب متخصصة يتم خلالها الاستعانة بمعدات وأدوات خاصة بالمشغولات الفضية، وقد اتخذت الهيئة عددا من المقاييس والبرامج العالمية المتبعة في تصميم وتأهيل المراكز التدريبية والإنتاجية للصناعات الحرفية من خلال الاستفادة من الخبرات والمشاريع المنفذة في مجال تدريب وإنتاج الصناعات الفضية المطورة.

دائرة جنوب الشرقية

أصدرت معالي الشيخة عائشة بنت خلفان بن جميل السيابية رئيسة الهيئة العامة للصناعات الحرفية القرار رقم (20/‏‏2017) الخاص بإنشاء دائرة للصناعات الحرفية بمحافظة جنوب الشرقية، ونصت المادة الأولى من القرار على التبعية الإدارية لدائرة الصناعات الحرفية بجنوب الشرقية للمديرية العامة لرعاية الصناعات الحرفية، وتمارس الدائرة أعمالها بذات اختصاصات الدوائر والأقسام في المحافظات.

واشتمل القرار رقم (20/‏‏2017) على اعتماد عدد من التقسيمات الإدارية الخاصة بهيكلية الدائرة بحيث تتكون من أقسام تتصل بشكل مباشر بالحرف، وفي هذا الإطار تم إنشاء قسم للصناعات المعدنية والخشبية وقسم للشؤون الإدارية والمالية، وتضمن القرار اعتماد جملة من التقسيمات الإدارية والتخصصية المكملة لمراحل نمو واستدامة القطاع الحرفي وزيادة إنتاجيته بما يتماشى مع رؤية تطوير الجهاز الإداري والفني لقطاع الصناعات الحرفية، وذلك في إطار التوجه الحكومي نحو الارتقاء بمختلف تخصصات العمل والأداء لموظفي الدولة.

ويأتي القرار القاضي بإنشاء دائرة للصناعات الحرفية بمحافظة جنوب الشرقية ومقرها مدينة صور من منطلق حرص الهيئة العامة للصناعات الحرفية على إنشاء دوائر متخصصة تسهم في النهوض بالحرف وتطوير ريادة المشاريع الحرفية بما يحقق الأهداف الاستراتيجية للهيئة في تعزيز فاعلية وكفاءة القطاع الحرفي الوطني حيث ستسهم دائرة الصناعات الحرفية بجنوب الشرقية في إيجاد وتكوين خبرة حرفية تراكمية وبالتالي تحسين جودة الإنتاج الحرفي وتطويره.

ويحقق إنشاء دوائر إقليمية متخصصة للصناعات الحرفية قفزات نوعية في جميع حزم الخدمات والبرامج والمشاريع الحرفية التي تخصصها الهيئة للحرفيين كالرعاية والدعم الحرفي إضافة إلى مبادرات التأهيل والتدريب والإنتاج، إلى جانب مساهمة الدوائر في تطوير منظومة حرفية متكاملة تتسم بالكفاءة والقدرة على تقديم خدمات بمستوى عال من الجودة للمشاركة الفاعلة في تحقيق رؤية الهيئة الهادفة إلى استدامة المشاريع الحرفية ذات النفع العام.

وتعمل دوائر الصناعات الحرفية الإقليمية بالمحافظات على تقديم خدمات التوجيه والإرشاد للعاملين بمجال الصناعات الحرفية في النواحي الإدارية والفنية للأنشطة المرتبطة بتطوير الصناعات والحرف بالتنسيق مع المديريات والدوائر المختصة بالهيئة إضافة إلى حصر كافة الصناعات الحرفية وخاماتها واستخداماتها التي تمتاز بها كل محافظة والحرص على حمايتها والمشاركة في تطوير الصناعات الحرفية واستحداث صناعات حرفية مطورة ذات جدوى اقتصادية وتسويق المنتجات الحرفية وتشجيع ريادة الأعمال الحرفية.