كلمة عمان

مبادئ نجحت في تعزيز التعاون الخليجي

05 ديسمبر 2017
05 ديسمبر 2017

مما لا شك فيه أنه من الأمور بالغة الدلالة، أن صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، الذي شارك، نيابة عن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- في اجتماعات المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي عقدت أمس في رحاب الكويت الشقيقة، وبرئاسة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، قد أكد في بيان سموه الصحفي لدى وصوله الكويت أمس «أن سلطنة عمان لتعرب وبكل اعتزاز عن تقديرها لدولة الكويت الشقيقة وقيادتها الحكيمة على ما يبذل من جهود خيرة لتقريب وجهات النظر وتنسيق المواقف بين دول المنطقة، وصولًا إلى توحيد الرؤى للتعاطي مع كل المستجدات، وان تلك المساعي الحميدة من جانب دولة الكويت تلقى كل التأييد والمساندة من جانب السلطنة، تعزيزا للأمن والاستقرار في المنطقة وتحقيقا لتطلعات الشعوب الخليجية نحو مستقبل أفضل».

وفي هذا الإطار فإنه إذا كان انعقاد القمة الخليجية الثامنة والثلاثين في رحاب الكويت الشقيقة، وفي موعدها المحدد أمس، يشكل نجاحًا للكويت الشقيقة ولقيادتها، بمساندة الدول الشقيقة الأعضاء في المجلس، كما أنه يحمل أيضا، رغبةً واضحةً من جانب كل الأشقاء، للعمل من أجل استعادة التماسك واللحمة بين دول المجلس، وتجاوز أية خلافات عبر الحوار الإيجابي، الذي يعبر عن سمات دول المجلس وتقاليدها وعمق علاقاتها، فإن قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، قادرون بالتأكيد، بفضل حكمتهم وبعد نظرهم، وعملهم دومًا من أجل مصالح دول وشعوب المجلس، على تجاوز أية مشكلات وعقبات أو خلافات، نظرًا لأنهم وضعوا في الواقع، ومنذ إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية، عددًا من المبادئ والأسس، التي شملها النظام الأساسي للمجلس من ناحية، والتي تبلورت وتكرست عمليًا أيضًا، وفي الكثير من المواقف، وفي مواجهة تطورات مختلفة، خليجية وعربية وإقليمية، على امتداد سنوات مسيرة التعاون الخليجي في المجالات المختلفة من ناحية ثانية.

وبالنظر إلى أن هذه المبادئ والأسس تحظى باتفاق عام، ولا خلاف عليها، لا من جانب دول مجلس التعاون، ولا حتى من جانب المجتمع الدولي، فإن العودة إليها، ومراعاتها والالتزام بها، يعد سبيلًا مهمًا وضروريًا كذلك للخروج من الحالة الراهنة، التي تتعدد وتتنوع فيها التحديات والمخاطر التي تواجه دول مجلس التعاون وشعوبه، فرديًا وجماعيًا، والمنطقة ككل من حوله.

ومن المعروف أن من أهم هذه المبادئ والأسس، تلك المتعلقة بالاحترام المتبادل واحترام السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وحسن الجوار، وعدم القيام بما يمكن أن يضر أو يؤذي الدول الشقيقة وشعوبها بشكل مباشر، أو غير مباشر، والتعاون بحسن نية لتحقيق المصالح المشتركة والمتبادلة، ومراعاة ما يربط بين دول المجلس وشعوبه من وشائج وصلات عميقة، والحفاظ عليها، والسعي بشكل جاد لتحقيق آمال وتطلعات شعوب المجلس نحو غد أفضل، ومن شأن تفعيل هذه الأسس والمبادئ الحفاظ على مجلس التعاون، وتفعيل مسيرته لصالح كل دوله وشعوبه ولصالح المنطقة من حوله أيضًا.