المنوعات

مذكرة بحث عن لوحة لفريدا كالو اختفت في وارسو عام 1955

05 ديسمبر 2017
05 ديسمبر 2017

بوزنان (بولندا) «أ.ف.ب» : إلى جانب صورة لأكبر لوحة للفنانة المكسيكية فريدا كالو وهي تحفة فنية سوريالية اختفت بشكل غامض عام 1955 في وارسو، وضع لوح صغير كتب عليه «ماذا حل باللوحة المفقودة، أين عسانا نجدها؟».

إينيس ويوانا كافاكو هما شابتان برتغاليتان استقلتا الحافلة ليلا لزيارة معرض مكرس لكالو وزوجها المكسيكي أيضا دييغو ريفيرا في بوزنان في غرب بولندا يستمر حتى 21 يناير. وفي المعرض نسخة بالحجم الطبيعي للوحة المفقودة بالأبيض والأسود يبلغ عرضها 2,44 متر وطولها 1,21 متر، وهي عبارة عن بورتريه ذاتي مزدوج تظهر فيه الفناة جالسة أمام طاولة ملطخة بالدماء بين يهوذا وهيكل عظمي، تذكر بالعشاء السري . وقرب اللوح الذي أتى على شكل مذكرة بحث، صندوق صغير للاقتراحات يدعو زوار المعرض إلى «دخول التاريخ» من خلال طرح اقتراحات محتملة للعثور على اللوحة المتبخرة.

وتقول الطالبة في كراكوفيا إينيس كافاكو البالغة 21 عاما «كتبت أن اللوحة أتلفت على الأرجح أو سرقت وبيعت في السوق السوداء».

وترى شقيقتها يوانا (23 عاما) وهي معجبة كبيرة بكالو وتعتمر مثلها شعرا مزينا بالزهور «من البديهي أن اللوحة معلقة في غرفة جلوس أحدهم».

ويستعيد معرض «فريدا كالو ودييغو ريفيرا: الإطار البولندي» في مركز «زاميك» الثقافي وهو قصر بناه الإمبراطور غيوم الثاني، الروابط غير المعروفة جدا بين الفنانين الزوجين وبولندا.

وعلقت لوحاتهما على جدران صفراء تذكر بألوان كالو الزاهية وعشقها للحياة التي احتفظت به رغم مشاكلها الصحية وخيانات زوجها لها.

وخصصت قاعتان لفنانين آخرين من أصل بولندي كانا قريبين من الزوجين المكسيكيين هما المصورة بيرينس كولكو التي التقطت صورا لكالو على فراش الموت العام 1954 ورسامة الجداريات فاني رابيل، وهي واحدة من أربع تلميذات متفانيات جدا لها.

وتذكر قاعة أخرى بمعرض حول الفن المكسيكي أقيم في وارسو العام 1955م، وهو المكان الأخير الذي عرضت فيها لوحة «المائدة الجريحة».

وتقول هيلغا بريغنيتس - بودا مفوضة المعرض الحالي «يفترض أن تكون اللوحة في مكان ما. لا يمكن أن تختفي لوحة بهذا الحجم. إلا إذا أحرقت في الخمسينات...»

وتضيف «هذه هي أحد أسباب إقامتي لهذا المعرض. ربما رأى أحدهم هذه اللوحة في بولندا».

وكانت فريدا كالو المعروفة بحاجبيها المتصلين وتنانيرها الطويلة وحليها الثقيلة أنجزت «المائدة الجريحة» بمناسبة المعرض العالمي للسوريالية الذي نظم العام 1940 في مكسيكو.

وعلقت اللوحة فيما بعد في منزلها قبل أن تقدمها الفنانة إلى الاتحاد الأوروبي حبا في الشيوعية.

لكنها أرسلت بعد ذلك إلى وارسو في إطار معرض حول الفن المكسيكي جال على دول اشتراكية عدة، فاختفت في العاصمة البولندية بسبب طابعها على الأرجح. فاللوحة كانت تقدم «تجسيدا سورياليا قاسيا جدا لفريدا المزدوجة» يتعارض مع الأسلوب الواقعي الاشتراكي.

وتعتبر اللوحة راهنا تحفة فنية يقدر سعرها بعشرين مليون دولار.

وفي تلك المرحلة «صدرت تصريحات رسمية مفادها أن اللوحة لا يمكن أن تعرض وأنها فظيعة وأنها لا تستحق المال الذي دفع لنقلها. ومن الممكن أن يكون أصحابها الروس رفضوا استعادتها» على ما تضيف مسؤولة المعرض.

واختفاء اللوحة مزعج أيضا إذ إن نصف أعمال كالو الـ300 فقط معروفة من الجمهور أما البقية فإما دمرت أو فقدت أو أنها موجودة ضمن مجموعات لا تعيرها أبدا على ما توضح بريغنيتس-بودا التي كرست لها كتابا.

وقطع كريستوف نايبور، وهو ممثل يبلغ السادسة والخمسين من زاكابان (جنوب) مسافة 600 كيلومتر لزيارة المعرض. ويقول لوكالة فرانس برس «أنا سعيد لأنني تمكنت من الاطلاع على جزء من أعمال هذه الأسطورة الأصلية. فالمكسيك بعيدة».

ويروي أن في عائلته تقليدا «عندما نغادر معرضا فنيا نسأل أنفسنا ماذا حملنا معنا. هنا أحببت كثيرا بورتريه ذاتي صغير لفريدا».

ولا تزال لوحة «المائدة الجريحة» مفقودة رغم الاقتراحات الكثيرة التي وجدت في الصندوق.

وتقول آنا هرينيفيكا مديرة مركز «زاميك» الثقافي «الناس كتبوا أشياء ظريفة جدا، منها أن اللوحة في المستشفى لأنها جريحة وأنها لدى بوتين أو في منزلهم تحت السجادة. ورسم أطفال خريطة كنز».

لكن ثمة أمل صغير بإمكانية العثور على اللوحة فجدارية لريفيرا فقدت في الخمسينات أيضا وجدت العام ألفين في مخازن متحف بوشكين في موسكو.