1184480
1184480
الاقتصادية

ولاية الحمراء.. مقومات متنوعة بين الجبال والأودية والكهوف

05 ديسمبر 2017
05 ديسمبر 2017

الحمراء - عبدالله بن محمد العبري -

شهدت ولاية الحمراء نشاطا سياحيا كبيرا مع بداية موسم السياحة الشتوية بصفة عامة وخلال إجازة العيد الوطني بصفة خاصة حيث تتنوع أوجه السياحة بين الجبال والأودية والمواقع الأثرية والكهوف الطبيعية والتسويقية والثقافية والدينية نظرا لما تتميز به هذه الولاية من التنوع في المجالات السياحية وأجوائها المختلفة أيضا بين البرودة في المناطق الجبلية والتي تصل في بعض الأيام إلى مستويات التجمد كما هو الحال في جبل شمس والجبل الشرقي ( الشرف ) خصوصا إذا حظيت هذه المناطق بهطول أمطار فإن المياه تتجمد هناك وتشهد المناطق السهلية اعتدالا في درجة الحرارة مما يتيح للزائر اختيار المواقع التي تتناسب مع رغباته فيكثر توافد السياح من الدول الأوروبية نظرا لانخفاض مستويات درجات الحرارة والتي يعتبرونها معتدلة بالمقارنة مع أجواء بلدانهم إلى جانب السياحة العربية والخليجية والسياحة الداخلية، ويتمتع الجبل الشرقي ( جبل هاط ) بالمناظر الجميلة المطلة على المناطق الجبلية التابعة لولاية الرستاق إلى جانب تنوع التضاريس الطبيعية التي تتميز بها هذه الولاية ومن بين عامل الجذب السياحي الذي تتميز بها مناطق وقرى الولاية خاصة الجبلية العادات والتقاليد العريقة وما يقوم به سكان تلك القرى من ممارسة أسلوب وطبيعة الحياة التي يعيشها الإنسان العماني منذ القدم كالزراعة والرعي والصناعات الحرفية التقليدية والتي تلقى إعجاب الزوار عند مشاهدتها حيث تمثل الموروث الشعبي وصور الحياة التقليدية التي جعلت من أولئك الزوار يعمدون على تدوينها في مذكراتهم لتكون جزءا من رصيدهم الثقافي الذي اكتسبوه خلال زيارتهم لهذه الولاية العريقة.

البيوت والمواقع الأثرية

تشتهر ولاية الحمراء بتنوع فن العمارة القديمة تتمثل في الحارات القديمة كحارة الحمراء الأثرية ومسفاة العبريين وقرية بني صبح والقلعة وذات خيل وغيرها والتي تشكل طابعا تاريخيا يحكي عراقة هذا البلد من القرون الماضية قبل الإسلام والتي من بينها حصن الظويهر بوادي غول وقلعة روغان في مسفاة العبريين وحصاة بن سلت في وادي الخور والآثار الموجودة في قرن كدم والبروج التي اتخذها أبناء هذه الولاية للرصد والمراقبة والحماية والتصدي للغزاة في زمن الحروب وهناك البيوت الأثرية التي شيدها الأجداد وكانت رمزا لمدى قدرتهم على ابتكار الهندسة الفريدة والإتقان حيث كانت جميع المواد التي تدخل في عملية البناء من خامات الطبيعة كالطوب والطين والأخشاب وجذور النخيل وسعفها وأليافها حيث بقيت شاهدا حيا تقاوم عوامل الطبيعة من الأمطار الغزيرة والرياح الهوجاء وكان تصميم تلك البيوت يشبه إلى حد كبير القلاع والحصون التي تتداخل في مبانيها ومن بين تلك البيوت التي اشتهرت بها ولاية الحمراء بيت الصفاه الذي يعد اليوم أحد أبرز المواقع السياحية والأثرية والذي يستقبل أفواج السياح من جميع أقطار العالم ونظرا لما يشهده هذا البيت من ممارسة الحياة الطبيعية من خلال القائمين على العمل هناك مثل إعداد الوجبات الغذائية والموائد التقليدية والصناعات الحرفية وما يحتويه من الموروثات التاريخية من أدوات الطبخ والعمل الزراعي والحرفي فقد عمدت إدارة بيت الصفاه على تطوير الجانب السياحي بمزج نسيج الماضي مع الابتكارات الحديثة لتضفي طابعا سياحيا فريدا، ومن بين البيوت الأثرية الأخرى بيت البيتين في مسفاة العبريين والذي يشرف على جداول المياه ومزارع النخيل والحمضيات والموز وغيرها ومن بين البيوت الأثرية أيضا بيت الغنيمة والعالي والمغري وغيرها الكثير إلى جانب الحارات القديمة كحارة الحمراء وحارة وادي غول والقلعة وقرية بني صبح وذات خيل والعيشي وغيرها .

وقد سعى أبناء ولاية الحمراء في تطوير النشاط السياحي لتشجيع الحركة السياحية حيث عمد مجموعة من شباب مسفاة العبريين إلى اتخاذ عدد من البيوت الأثرية كنزل تراثية تستقبل أفواج السياح لتضفي على مسفاة العبريين أهمية أكبر عن ما كانت عليه في الماضي حيث يجد الزائر ضالته في الإقامة والمبيت في هذه النزل بتوفير كافة الخدمات التي يتطلبها الزائر حيث إن مسفاة العبريين تعتبر أحد المواقع السياحية الرئيسية في الولاية .

السياحة الدينية والثقافية

لقد اهتم أبناء ولاية الحمراء بجوانب السياحة الدينية والثقافية والتي تتمثل في ترميم الجوامع والمساجد التاريخية القديمة من بينها جامع الشيخ أبي سعيد الكدمي في بلدة العارض ومساجد في قرية بني صبح ومن بين السياحة الثقافية التي خلفها الأجداد وسعى الأبناء إلى تطويرها مكتبة وقف الحمراء ومكتبة الشيخ محسن بن زهران التي تستقبل أفواجا من الزوار وطلبة العلم والباحثين في مختلف المجالات .

الأودية الخصبة

تشتهر ولاية الحمراء بأوديتها الخصبة والتي تكون عامل جذب سياحي خصوصا أيام نزول الأمطار وجريان تلك الأودية والتي تنبت على ضفافها الأشجار العالية الكثيفة كالسدر والغاف وغيرها وتشكل مواقع للظل واستراحات طبيعية والتي من بينها وادي المدعام الذي أوجدت به استراحة طبيعية حيث الكهوف الجبلية وأشجار الظل وانسياب مياه الوادي أثناء هطول الأمطار وكذلك وادي الملح ووادي غول ووادي النخر الذي يعد من الأودية التي تستقبل السياح طوال العام نظرا لعدم انقطاع جريان المياه في مجراه وتوجد بوسطه عين تنبع من الصخور الجبلية ليستمر جريانها طوال العام وهناك وادي شعما الذي يمر على ثلاث بلدان يضفي عليها مناظر جميلة وهي قرية بني صبح وذات خيل والعارض ويشكل عامل جذب سياحي إلى جانب الأفلاج التي تحكي قدرة الإنسان العماني في العصور القديمة على براعة هندسة استخراج مياه الأفلاج من الصخور الجبلية وتمريرها إلى الساحات الزراعية في انسيابية محكمة كما هو الحال في فلج مسفاة العبريين العجيب وفلج الحمراء مركز الولاية وفلج وادي غول الذي يعتمد على جريان وادي النخر إلى جانب أفلاج بلدة القلعة بما يعرف بفلج الحمام الذي يشتهر بمياهه المعدنية الدافئة والذي يقصده الناس في الماضي للتشافي من الأمراض حيث تغلب عليه الرائحة الكبريتية وفلج الحديث والبويرد وهناك أيضا فلج قرية بني صبح الذي ينفرد في تكوينه بارتباطه ارتباطا وثيقا مع فلج مسفاة العبريين حيث يستمد قوته من نفس المصادر الجبلية والأغرب من ذلك أنه في حالة استغناء مزارع المسفاة عن الفائض من الفلج يتم توجيهه عبر هوة في نفس الجبل عند موقع المجلس العام للمسفاة ومنها يصب في فلج قرية بني صبح ليستفيد منه المزارعون هناك في ري مزروعاتهم .

سياحة المغامرات

تحظى ولاية الحمراء بسياحة المغامرات نظرا لوجود المرتفعات الجبلية الشاهقة والطرق الضيقة المبنية بالحجارة ومنها الفالق العظيم الذي يستقبل المغامرين في التسلق من مختلف أقطار العالم حيث مؤهل للطيران بالمظلات والتسلق بواسطة المعدات الخاصة بالتسلق وكذلك السلسلة الجبلية في الجبل الشرقي التي كانت تربط بين طرق هذه الولاية ومناطق وادي السحتن في ولاية الرستاق هذا إلى جانب ما تشتهر به ولاية الحمراء من الكهوف الجبلية والتي من أهمها كهف الهوته .