1181058
1181058
مرايا

العبث بمسارات الأودية وأشجارها البرية بالحمراء

06 ديسمبر 2017
06 ديسمبر 2017

الحمراء - عبدالله بن محمد العبري:-

تتعرض مسارات الأودية في ولاية الحمراء وأشجارها البرية إلى العبث المفرط من قبل العمالة الوافدة خاصة، حيث تستغل مكونات مساراتها من خلال جرف الرمال والأتربة بالمعدات الثقيلة، وتحدث بها حفرا عميقة تشكل خطرا للأطفال ومرتادي تلك الأودية أثناء هطول الأمطار، الى جانب إنها تشكل بؤرا لتكاثر الحشرات مثل البعوض، كما انه يتم الحفر بالقرب من جذور الأشجار العالية وبالتالي تصبح المواقع السياحية تحت ظلال تلك الأشجار لا تتسع لمرتادي تلك المواقع، ولا يمكن وقوف المركبات بالقرب منها، حيث أكوام الرمال والأتربة والحفر حجزت المساحة الصالحة لجلوس العائلات التي اعتادت قضاء أوقات الإجازات والاستجمام تحت ظلال تلك الأشجار، والتي تحتاج إلى الاعتناء بها من خلال تقليمها وإزالة الأحجار الكبيرة التي تمنع جلوس السياح، خاصة ما يظهر في وادي الملح الذي تقصده العائلات لقضاء أوقاتها منذ القدم، حيث ينظم المواطنون إليه رحلاتهم الشتوية وخصوصا في موسم جمع ثمار السدر (النبق).

كما إن البعض من الذين ينقلون مخلفات المباني يتعمدون رميها وتكديسها في مسارات الأودية أو على ضفافها، على الرغم من أن لجنة البلدية وبلدية الحمراء بذلتا جهودا مضنية في إيجاد موقع مخصص لرمي مخلفات المباني والتي يمكن استغلالها حسب ما تقدره البلدية، وأيضا يلاحظ من بعض المزارعين التخلص من المخلفات الزراعية برميها في مسارات الأودية، فتصبح تلك المخلفات تشكل خطرا على البيئة، حيث تكون مرتعا لتكاثر الحشرات والأفاعي والفئران، وقد عان عدد من الأودية خاصة من تكدس تلك المخلفات منها وادي الملح ووادي المدعام ووادي غول، إلى جانب ما تأثرت به مسارات الأودية الأخرى.

وقد ساهمت تلك الأودية كثيرا في تنشيط الحركة السياحية التي تشهدها ولاية الحمراء على امتداد العام والتي تعد من الدرجة الأولى في هذا المجال على مستوى ولايات محافظة الداخلية، إلا أن العبث بمسارات هذه الأودية وأشجارها البرية أخل بطبيعتها الجميلة وتكوينها التي عهدناها منذ القدم، حيث طالتها يد العابثين الذين لا يكترثون لأهمية هذه الأودية وبيئتها النظيفة وأشجارها التي تشكل جمال الطبيعة وفوائدها الجمة، والتي في مقدمتها إتاحة الفرصة للزائرين والسائحين الذي يأتون للولاية من داخل السلطنة وخارجها طلبا للراحة والاستجمام، حيث الأجواء الجميلة والهدوء بعيدا عن الضجيج والزحام، كما أن لتلك الأشجار فوائد أخرى فهي تعتبر مصدر غذاء لقطعان المواشي التي يهتم المواطنون بتربيتها من أوراق وثمار واستغلالها أيضا في استخراج الزيوت الطبيعية مثل القفص ذات الفوائد الصحية والقيمة المادية.

وتتميز ولاية الحمراء بمكنون الطبيعة الجميلة التي تنفرد بها في التكوين الجيولوجي والتي من بينها الانحدارات والأخاديد والتي أوجدت المسارات العميقة لمجاري الأودية بين الجبال العالية بفعل عوامل الطبيعة على مر العصور والأزمنة، حيث تنحدر مياه الأمطار من القمم الجبلية لتسير في تلك المسارات إلى المناطق السهلية الواسعة، وأصبحت تلك الأودية تمثل عامل جذب سياحي سواء أثناء جريان المياه أم بدونها نظرا لما تحتويه من الأشجار العالية كالسدر والغاف والسمر ذات الظلال الوارفة، حيث تكون بمثابة الاستراحات الطبيعية للزوار الى جانب مختلف أنواع النباتات البرية الأخرى التي منها يحمل روائح عطرية جميلة، كنبات القفص والشحس.