1178884
1178884
مرايا

فكرة تتحول إلى واقع خلال 8 أشهر - مشروع «مقهى الغريفة التراثية».. نموذج للنجاح

06 ديسمبر 2017
06 ديسمبر 2017

حاوره- عبدالله بن محمد المعمري -

يسعى العديد من الشباب إلى تحقيق طموحاتهم وصنع النجاح من خلالها عبر مشاريعهم التجارية التي تبدأ بالفكرة وتتحول إلى وقاع جميل، فحينما يكون الإبداع نتيجة فكرة يسعى صاحبها إلى تطبيقها لتكون على أرض الواقع، يكون النجاح سر هذا الإبداع، هذا ما سعى إليه سعيد بن عبدالله بن راشد الجابري من ولاية شناص في مشروعه التجاري (مقهى الغريفة التراثية)، حيث تفرد بأسلوبه الخاص في تقديم الأكلات الشعبية وتقديمها لمرتادي المقهى، مع الاهتمام بجوانب أخرى تعكس الرقي في الخدمات التي يقدمها مع تلك المأكولات، كاهتمامه بالديكور والجلسة التراثية واستخدماه أدوات تقديم الطعام تحمل عبق الماضي.

بدأ الجابري مشروعه منذ ثمانية أشهر، والتي سبقتها خلال الفترة الماضية تجهيزات المقهى ومن وضع لمسة تراثية من كراسي وسعف النخيل والفخاريات.

ويتحدث الجابري عن فكرة المشروع ويقول: تقوم فكرة المقهى على إيجاد مكان يقدم المأكولات الشعبية يتسم بالبساطة في الشكل ويحمل الطابع التراثي العماني، حيث تتميز فكرة المشروع بشقين هما: الأول تأثيث المقهى بأطقم جلوس تراثية مع أدوات التقديم، والثاني: تقديم مأكولات شعبية بنفس الطعم والنكهة التي كانت تقدم قديما.

ليس هذا فقط، بل إن الأفكار لدى سعيد الجابري لا تزال متوقدة حول مشروعه التجاري هذا، وذلك من خلال تسليط الضوء على المناسبات التي تمر خلال العام لابتكار فعاليات مصاحبة في تقديم المأكولات الشعبية لزبائن المقهى، ومنها أفكار مميزة لشهر رمضان المبارك أطلق عليها «الفنر» وفي مناسبات الأعياد فكرة «العيدية».

عمل الخير

يقدم مشروع مقهى الغريفة التراثية أغلب المأكولات العمانية مثل الهريس وخبز البر ولقمة القاضي، كما أن معظم الزبائن يحبون التغيير في الأكلات المتوافقة لصحتهم والتي تتناسب مع طعام البيت من حيث الطعم والنكهة والمكونات وطريقة التقديم.

سعيد الجابري حظي برضى الزبائن عن مشروعه، بل ويجد منهم الأفكار لتطوير مشروعه وتقديم أفضل الخدمات لهم، ويقول عن ذلك: الزبائن هم أصحاب المقهى، كل اقتراح أو فكرة نحاول توفيرها بشكل اسرع، من تصميم المقهى أو بعض الأكلات التي يجب توفيرها.

لم يهتم سعيد الجابري بالربح فقط من مشروعه هذا، بل جعل لعمل الخير مساهمة منه لمجتمعه المحلي من خلال إطلاقه لمبادرة إنسانية يبتغى من ورائها الأجر والثواب من الله، ويقول عن هذه المبادرة: للمقهى مبادرات إنسانية عديدة حيث سيتم تخصيص مبلغ للفرق الخيرية نهاية كل 3 أشهر، وسيتم توزيع المشروبات الباردة والساخنة كل يوم جمعة فترة المساء (الكمية محدودة)، كذلك سيتم تخصيص مبلغ للفعاليات التطوعية في الولاية.

ويقدم الجابري عن مشروعه هذا نموذجا لتحدي الصعوبات والمعوقات التي يواجهها الشباب في بدايات مشاريعه التجارية، ويقول بأن أي مشروع تواجهه صعوبات تحتاج إلى عزيمة وإصرار من أجل النجاح، والذي بحسب قوله لا يأتي في يوم وليلة، بل بعد فترة من الزمن قد تمتد إلى أشهر أو سنوات، وهنا تتضح مدى قوة صبر وتحمل الشاب في تحقيق الربح والنجاح من مشروعه، والوقوف على تلك التحديات والسعي إلى حلها، وتمكين ذات الفكرة وتطويرها لتتوافق مع الأنظمة والقوانين، وبهذا يقدم الجابري كلمته الأخيرة لكل شاب مقبل على فتح مشروعه التجاري أن يتحلى بالعزيمة والصبر والمثابرة للوصول إلى ما يريد، حتى وإن كانت هنالك عراقيل قد تسد طريق وصوله إلى هدفه المنشود.