1183824
1183824
مرايا

وفرات اقتصادية لزراعة النخيل والاستثمار في صناعات التمور

06 ديسمبر 2017
06 ديسمبر 2017

د. إبراهيم عبد الباسط عودة خبير بستنة النخيل[/caption]

تعمل نخلة التمر على تحقيق نظام مستدام للمعيشة في المناطق التي تعتمدُ على الإنتاج الزراعي للتمور، وبذلك تلعبُ دوراً اجتماعياً هاماً في تعزيز قاعدة المعيشة لمجموعةٍ عريضة من السكان عن طريق مساعدتهم في الإقامة في المناطق الريفية بدلاً من الهِجرة إلى المراكز الحضرية والمُدُن، حيث يعتمدُ الكثير من العائلات على النخيل الذي يوفر الجزء الأكبر من الدخل، خاصة وان عدداً كبيراً من ملاك بساتين النخيل وأصحاب الأراضي في مختلف مناطق زراعته هم متوسطو الدخل، وان خدمة نخلة التمر توفر الأيدي العاملة الموسمية للكثير من الناس في مجال التلقيح والتقليم والتحدير والجني، وتوفر فرص عمل خاصةً للنساء الريفيات.

تمتلك النخيل العديد من المزايا ذات المردود الاقتصادي: الأولى أن أموالها ثابتة لذلك يداين صاحبها ويعامل، والثانية أن أهلها لا تنالهم المجاعة، والثالثة أن أثمان الرياع بها وأكريتها لا تنقص في أيام المجاعة، والرابعة أن أهلها لا يحتاجون إلى التنقل في الأوطان، والخامسة أنها بلاد تقوى وعبادة لتوفّر المياه وتيسير الأقوات في أكثر الأوقات.

توفير فرص العمل

النخلة هي منظومة عمل متكاملة لكافة أفراد الأسرة أولا والمجتمع ثانيا، كما أنها توفر فرص عمل للمرأة بشكل خاص وعلى وجه الخصوص المرأة الريفية في تلك المناطق، وأن تشجيع الصناعات الريفية والتقليدية المعتمدة على التمور وأجزاء النخلة الأخرى والصناعات المنزلية يساهم في تحسين الدخل والمستوى المعيشي للأسرة وبشكل خاص المرأة، ويمكن أن يرافق ذلك تطوير العمليات الزراعية الملائمة في مجال الخزن المبرد والتجفيف والأعداد والتجهيزِ والتغليفِ للتمور الأمر الذي يؤدي بدوره إلى توفير المزيدٍ من فرص العمل وزيادة دخل المزارع والعاملين في خدمة النخيل.

مصدر جيد للدخل

النخيل شجرة اقتصادية تساهم بتوفير تحقيق ربح وفير للمستثمرين في ظل توفر الظروف المُناسِبة، أكثر من أي نشاطٍ زراعي آخر وحتى في الظروف المناخية القاسية، فعلى سبيل المثال الهكتار الواحد من تمور صنف المدجول Medjool، وفي ظل الإدارة المتكاملة واتباع التقنيات والخدمة والرعاية الفنية الحديثة ضمن برنامج زمني منظم وفي ظل تنسيق متطوُّر مع قنواتٍ ذات كفاءة وجيدة التنظيم للتوزيع والتسويق، يوفر دخلا في المتوسط ما يعادل 25.000.00 دولار أمريكي في العام، كما أن عشرة من أشجار النخيل يُمكنُ أن تُمِدَ المزارع تحت ظل الظروف المحلية العادية للسوق بدخلٍ سنوي مقداره 1000 دولار أمريكي، وأن أصناف التمور التجارية المهمة في العالم والتي لها أسعار عالية جداً تتراوح من 15 دولارا إلى 25 دولارا للكجم الواحد.

استهلاك التمور

التمور ثمار متميزة عن جميع أنواع الفواكه الرئيسية الأخرى، إذ يتم استهلاك التمر في ثلاث مراحل رئيسية من مراحل نُضجه ( بدءًا من مرحلة الخلال أو البسر حيث تكون حلوة لبعض الأصناف خالية من المادة العفصية القابضة (التانين) ومنها (البرحي، السكري، الحياني، الحلاوي، البريم، الروثانة، الإخلاص وشقرة القصيم) والثمار تتحمل الخزن المبرد والتجميد والشحن والنقل وكذلك وهو في مرحلة الرطب الطازجٌ ، مرحلة النضارة وإلى مرحلة الليُّونة المرِنة وخاصة للتمور الطرية، ومرحلة التمر الذي يستهلك بدون خزن على مدار العام.

وتقسم التمور إلى ثلاثة أقسام فيما يتعلق بطبيعة استهلاكها وهي:

- تمور تستهلك أثناء الموسم في الصيف وهي بمرحلة الرطب وجزء قليل يستهلك في مرحلة البسر (الخلال) وتقدر نسبة الاستهلاك في طوري الخلال (البسر) والرطب 48%.

- تمور تستهلك بعد الموسم فيكون الاستهلاك كما يلي:

- تمور مفككة، التمور المعبأة بشكل فردي وطبيعي دون استخدام أي ضغط ميكانيكي عليها.

- تمور مكبوسة أو مكنوزة حيث تكون الثمار مكبوسة في طبقات ويتم ذلك باستخدام القوة الميكانيكية. -رطب مبرد أو مجمد وبسور (خلال مطبوخ) وتمور محشوة وتمور كاملة منزوعة النوى ومحشوة بالمكسرات (الجوز، واللوز، والفستق ).

- منتجات الصناعة التحويلية (مربى التمر، دبس، عجينة التمر وعلف حيواني، ومنتجات الصناعات المنزلية). وللتمر أهمية كبيرة كفاكهةٍ طازجة، حيث يتم استخدامه كعنصر أساسي وبديل للسكر في إعداد الحلويات، والوجبات الخفيفة، والمنتجات الأخرى التي يتم تحضيرها عن طريق الخَبْز، وفي الأطعِمة الصحية وتشمل الأطباق والأغذية التي تقوم ربة المنزل بإعدادها من التمور للاستهلاك المنزلي، حيث يتم غسل الثمار ونزع النوى منها ثم تقطيعها حسب ما سيتم إعداده من أطباق أو وجبات غذائية.

- وتمور غير مستهلكة ( المهملة). والتمور رديئة النوعية وثمارها لا تجنى وتترك على الأشجار أو على الأرض ومعظمها من أشجار بذرية رديئة الإثمار.

التمور المخصصة للأغراض الصناعية

التمور التي لا ترتقي إلى تمور الدرجة الأولى بمواصفاتها الفيزيائية والنوعية (تمور المائدة)، وتعتبر التمور المتخصصة للأغراض الصناعية تمور من الدرجة الثانية والثالثة والتي تصنف اقتصاديا بتمور خارج التسويق .

ازدهرت بعض الصناعات الكيماوية القائمة على استغلال التمور وفضلاتها والتمور الرديئة، حيث تتم معالجتها لإنتاج العديد من الصناعات المهمة، ومنها (إنتاج الوقود الحيوي، صناعة عسل التمر (الدبس)، صناعة السكر السائل، إنتاج خميرة الخبز، صناعة البروتين النباتي، صناعة الخل، صناعة الريون (الحرير الصناعي)، صناعة الآيس كريم، صناعة مسحوق التمر، صناعة الكراميل، صناعة أغذية الأطفال، البسور أو السلوق، صناعة مربى التمر، الصناعات المعتمدة على نوى التمر .

تدوير المخلفات (المنتجات الثانوية)

وتنتج نخلة التمر كميات من المنتجات الثانوية، ويمكن الاستفادة من الألياف الناتجة من فضلات النخيل في مجالات صناعية جديدة، منها صناعة الخشب المضغوط (الخشب الحبيبي)، مشروع إنتاج ألواح خشب الـ MDF، صناعة الورق، صناعة الفورفورال، صناعة الحبال وخيوط الدوبارة، صناعة الكومبوست، مشروع إنتاج الوقود الصلب استخدام سعف النخل في تنقية المياه.