1183851
1183851
العرب والعالم

واشنطن تنسحب من الميثاق العالمي للهجرة لعدم «توافقه مع السيادة الأمريكية»

04 ديسمبر 2017
04 ديسمبر 2017

انطلاق أكبر تدريبات جوية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية -

عواصم - (وكالات): أنهت الولايات المتحدة مشاركتها في إعلان تابع للأمم المتحدة يهدف إلى إيجاد إطار عمل دولي للتعامل مع المهاجرين.

وقال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، في بيان له، إن الولايات المتحدة ستنتهى من دورها في عملية الأمم المتحدة لوضع ميثاق عالمي حول الهجرة، ووصف الوثيقة التي استندت إليها المفاوضات «بأنها لا تتماشى مع القانون والسياسة الأمريكيين».

وأضاف تيلرسون «وفي الوقت الذي سنواصل فيه العمل على عدد من الجبهات في الأمم المتحدة، فإنه لا يمكننا، في هذه الحالة ببساطة، أن نؤيد بحسن نية عملية يمكن أن تقوض الحق السيادي للولايات المتحدة في إنفاذ قوانيننا المتعلقة بالهجرة وتأمين حدودنا».

ووفقا للمنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة فإن الميثاق العالمي للهجرة الذي تم تبنيه في سبتمبر من العام الماضي يهدف إلى «تعزيز الحوكمة العالمية للهجرة».

وعمل الإعلان جاهدا من أجل إيجاد إطار عمل موحد حول الهجرة لكي تضمن الدول المشاركة سلامة المهاجرين واندماجهم وعلاجهم وكذلك مكافحة التمييز ضدهم.

وقال تيلرسون إنه بينما تؤيد الولايات المتحدة التعاون في مجال الهجرة فإنها تعتقد «أن المسؤولية الرئيسية للدول ذات السيادة هي المساعدة في ضمان أن تكون الهجرة آمنة ومنظمة ومشروعة».

وكتبت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي على موقع تويتر: «قراراتنا بشأن سياسات الهجرة ينبغي أن يصيغها الأمريكيون والأمريكيون فقط».

وقالت هيلي في بيان نشر على تويتر إن إعلان اللاجئين والمهاجرين، الذي من المقرر أن تعتمده الدول المشاركة عام 2018 «لا ينسجم ببساطة مع السيادة الأمريكية».

وكانت الولايات المتحدة قد بدأت المشاركة في الخطة في عهد الرئيس السابق باراك أوباما.

وذكرت البعثة الأمريكية في بيان أن الكثير من بنود الإعلان تتعارض مع مبادئ الهجرة التي يتبناها الرئيس دونالد ترامب.

وكان ترامب تعهد في حملته الانتخابية العام الماضي بأن تكون «أمريكا أولا» ووعد بتشديد القيود على الهجرة.

وفي موضوع آخر قال دونالد ترامب في تغريدة على تويتر أمس الأول إنه لم يطلب قط من جيمس كومي المدير السابق لمكتب التحقيقات الاتحادي وقف التحقيق المتعلق بمايكل فلين مستشار الأمن القومي السابق.

وفلين هو أول مسؤول بإدارة ترامب يقر بالذنب في جريمة كشفت عنها تحقيقات المحقق الخاص روبرت مويلر في مساعي روسيا للتأثير على انتخابات الرئاسة الأمريكية العام الماضي.

وعزل ترامب كومي من منصبه في مايو الماضي.

وكتب ترامب في تغريدة على تويتر يقول «لم أطلب قط من كومي وقف التحقيق بشأن فلين. إنها مجرد المزيد من الأنباء الكاذبة للتغطية على كذبة أخرى لكومي».

ميدانيا بدأت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية أمس اكبر تدريبات عسكرية جوية في تاريخهما، وهو ما وصفته كوريا الشمالية بانه «استفزاز شامل»، وذلك بعد ايام على تجربة بيونج يانج لاقوى صواريخها الباليستية العابرة للقارات.

وتشارك في التدريبات التي بدأت أمس صباحا وتستمر لخمسة ايام 230 طائرة عسكرية على رأسها 6 طائرات شبح أمريكية مقاتلة من طراز اف-22 إضافة الى عشرات آلاف الجنود، بحسب ما ذكر الجيش الكوري الجنوبي.

وذكرت وكالة يونهاب للأنباء أن تدريبات «فيجيلانت ايس» فوق شبه الجزيرة الكورية تجري سنويا «لتعزيز الموقف الدفاعي»، إلا أنها هذه المرة تعتبر «تدريبا غير مسبوق من ناحيتي الحجم والقوة».

وانتقدت بيونج يانج هذه التدريبات واتهمت إدارة الرئيس ترامب «بتسول حرب نووية».

وتأتي هذه التدريبات بعد خمسة أيام على اختبار بيونج يانج صاروخا جديدا عابرا للقارات تقول انه يجعل كامل أراضي الولايات المتحدة في مرماها.

في الأثناء وصل وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس أمس الى باكستان فيما تكثف واشنطن ضغوطها على حليفتها لعدم توفير ملاذات آمنة للمتمردين وبعد أيام من الإفراج عن المتهم بالتخطيط لاعتداءات بومباي 2008.

وحطت طائرة ماتيس في قاعدة عسكرية جوية في مدينة رو البندي الشديدة التحصين والمجاورة لإسلام آباد، بحسب ما أفاد صحافيون قبل توجهه الى السفارة الأمريكية.

ومن المقرر أن يجري ماتيس خلال توقف قصير في إسلام آباد محادثات مع رئيس الوزراء الباكستاني شهيد خاقان عباسي وقائد الجيش الجنرال قمر جاويد بجوا.

وتأتي زيارة ماتيس، وهي الاولى التي يجريها كوزير للدفاع، وسط ضغوط أمريكية على حليفتها لمزيد من التحرك في مواجهة المتمردين الذين يشتبه في ان لديهم قواعد في المناطق القبلية ينطلقون منها لمهاجمة قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان.

وشهدت العلاقات بين الجانبين مزيدا من التأزم بعدما أمرت محكمة باكستانية اواخر نوفمبر بالإفراج عن حافظ سعيد، ما استدعى رد فعل غاضبا من البيت الأبيض.

وسعيد يرأس جماعة الدعوة الإسلامية المتطرفة التي تعتبرها الأمم المتحدة منظمة ارهابية، وكانت الولايات المتحدة رصدت في 2012 مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار لقاء أي معلومات تقود الى توقيفه. وكان سعيد وضع في الإقامة الجبرية منذ يناير عقب حملة للحكومة الباكستانية ضد جماعة الدعوة، إلا أن متحدثا باسم حزبه قال ان الحكومة لم تقدم اي دليل ضده في قضية الاعتداء الذي شهدته بومباي وأدى إلى مقتل اكثر من 160 شخصا.

وقبل فرض الإقامة الجبرية عليه مطلع 2017، كان حافظ سعيد وهو على رأس المطلوبين لدى نيودلهي ايضا، يعيش بحرية تامة في باكستان التي كان يدعو منها الى الجهاد ضد الهند.

وجاء قرار الإفراج عن سعيد استجابة لمطالب متظاهرين إسلاميين أقاموا اعتصاما في العاصمة الباكستانية.

وأدى قرار المحكمة الذي جاء نتيجة اتفاق ساهم الجيش في التوصل اليه، الى استقالة وزير العدل الباكستاني زاهد حامد بعد اتهامات بالتجديف طاولته على خلفية قانون متعلق بأداء القسم.

وأدى القرار إلى صدمة في باكستان، والى التشكيك في ان الجيش لا يقوم بجهود كافية للسيطرة على التطرف بعد تأييده مطالب حفنة صغيرة من المتشددين.

وتعليقا على قرار المحكمة قال المكتب الإعلامي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الإفراج عن سعيد «يدحض ادعاءات باكستان بانها لن تؤمن ملاذا للإرهاببين».

وأضاف بيان الرئاسة الأمريكية «اذا لم تبادر باكستان الى اعتقال سعيد وتوجيه التهم إليه للجرائم التي ارتكبها، فان عدم تحركها سيكون له تداعيات على العلاقات الثنائية وعلى سمعتها دوليا».

وكان ترامب اتهم اسلام آباد بإيواء «عناصر تزرع الفوضى» ويمكن ان تهاجم قوات الحلف الأطلسي التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان المجاورة.

وبعد المواقف التي اطلقها الرئيس الأمريكي عقدت عدة اجتماعات دبلوماسية رفيعة المستوى أمريكية-باكستانية، إلا أن إسلام أباد لم تبد اي تجاوب ملحوظ بتقديم تنازلات لواشنطن.

ولطالما اتهمت واشنطن وكابول، إسلام آباد بإيواء متطرفين أفغان منهم عناصر في طالبان، يعتقد انهم مرتبطون بالمؤسسة العسكرية الباكستانية التي تسعى لاستخدامهم كدرع إقليميه لمواجهة العدو اللدود الهند.

وتنفي باكستان باستمرار هذه الاتهامات وتقول إنها تتواصل معهم فقط سعيا لإقناعهم بإجراء محادثات سلام. بدورها عبرت باكستان عن غضبها إزاء سعي ترامب الى إعطاء الهند دورا اكبر في إعادة إعمار أفغانستان. والأسبوع الماضي، وعلى الرغم من إقراره بـأن باكستان «منخرطة في قتال شرس للغاية ضد المتشددين داخل أراضيها»، قال قائد القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان الجنرال الأمريكي جون نيكولسون أنه لم ير بعد أي تغييرات هامة من قبل إسلام آباد.

وفي طريقه إلى باكستان قال ماتيس للصحفيين المرافقين انه لن يستخدم تكتيك الضغط وشدد على انه سيقوم «بالإصغاء».

ولدى سؤله عما إذا كان سيحث إسلام آباد على المزيد من التحرك قال «ليست هذه الطريقة التي اعتمدها.

اعتقد اننا نعمل بجد لإيجاد أرضية مشتركة، وبعدها نعمل سويا، هذه هي المقاربة التي أريدها».