كلمة عمان

دعم مجلس التعاون ضرورة للجميع

04 ديسمبر 2017
04 ديسمبر 2017

بعد جهود دؤوبة، طيبة ومشكورة، بذلها، ولا يزال، صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة، على مدى الأشهر الستة الماضية، تكللت هذه الجهود بالنجاح، وبدعوة الكويت الشقيقة لعقد القمة السنوية الثامنة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي تبدأ اليوم برئاسة سموه.

وبغض النظر عما حدث خلال الأشهر الستة الماضية، بين الأشقاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، فإنه من المؤكد أن أبناء شعوب دول المجلس جميعها، قد أسعدتها دعوة الكويت الشقيقة لعقد القمة في موعدها، وسيسعدها أيضًا أن تنجح لقاءات أصحاب الجلالة والسمو خلال قمة الكويت، وعلى هامشها، في طي صفحة الخلافات، والتوجه نحو تعزيز وتعميق سبل التعاون والتكامل بين دول المجلس، لتحقيق المصالح المشتركة والمتبادلة، اليوم وغدا.

وإذا كان مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي أعلن في الخامس والعشرين من مايو عام 1981، كان تتويجًا لعلاقات عميقة وتاريخ مشترك، وتطلعات مشروعة، لآمال قادة ودول وشعوب المجلس الستة في إيجاد صيغة للعمل والتعاون والتكامل بين دول المجلس، لتحقيق مصالحها المشتركة والمتبادلة، وحماية هذه المصالح في مختلف المجالات، وتعزيز وتطوير علاقاتها الجماعية مع القوى والتجمعات الدولية الأخرى، في عالم يتجه نحو مزيد من التنسيق والتكامل بين المجموعات الإقليمية، فإنه من المؤكد، في ظل العديد من التطورات والتحديات التي تواجهها دول الخليج ودول المنطقة بوجه عام، بما في ذلك موجة التنظيمات الإرهابية التي فرضت نفسها وروَّعت، ولا تزال تروع، عددًا من دول وشعوب المنطقة، فضلا عن تحديات التنمية المستدامة. إن دول وشعوب مجلس التعاون في حاجة حقيقية، وأكثر مما كان عليه الوضع إبان إنشاء المجلس في بداية ثمانينات القرن الماضي، إلى دعم مسيرة مجلس التعاون، وتعميق وتوسيع مجالات التعاون فيما بينها في مختلف المجالات، والأهم العمل المخلص من أجل تحقيق مزيد من تماسك وتقارب دول المجلس وشعوبه، وعلى نحو يتجاوب مع طموحاتها نحو غد أفضل.

واليوم تتجه أنظار كل أبناء شعوب دول مجلس التعاون، والكثيرين من أبناء الشعوب العربية والصديقة على امتداد العالم، صوب الكويت الشقيقة، لمتابعة جلسات القمة العادية الثامنة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي يشارك فيها نيابة عن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء.

ونظرًا لأن اجتماعات ولقاءات قادة دول المجلس وممثليهم كانت دومًا لقاءات خير، وتسعى دومًا إلى ما يحقق مصالح أبناء شعوب المجلس في الحاضر والمستقبل، فإن الآمال معقودة على اجتماعات الكويت لتكون إضافة تعزز مسيرة مجلس التعاون وجهود أعضائه لما فيه خير دول وشعوب المجلس وأمنها واستقرارها في الحاضر والمستقبل، والمنطقة من حولها أيضا، فالتحديات الراهنة تتطلب، ليس فقط، ضرورة الحفاظ على مسيرة المجلس، ولكن تعزيزها ودعمها أيضا.