المنوعات

كتاب يرصد مخاطر استخدام الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعي

04 ديسمبر 2017
04 ديسمبر 2017

القاهرة- «العمانية»: مع اتساع نطاق استخدام وسائل الإعلام الاجتماعي، يتزايد الشعور بالقلق على الصغار من التأثيرات السلبية لهذا الاستخدام، وهو ما يتناوله كتاب «أولادنا ووسائل التواصل الاجتماعي.. التوجيه والحماية» الذي صدر للدكتور عبد الكريم بكار عن دار السلام للطبع والنشر بالقاهرة. ويقول بكار: إن ما دفعه إلى تأليف هذا الكتاب هو ما لمسه في محيطه، وفيما اطّلع عليه في (النت) من حيرة الآباء والأمهات في كيفية التعامل مع الجوال و«الآيباد» والحاسب الآلي والتلفاز، وكيفية التعامل مع «الفيسبوك» و«تويتر» و«اليوتيوب». ويضيف: «إنهم يجدون لها بعض المنافع، ويلمسون بعض أضرارها، وهم فعلًا حائرون في تقييم هذه وتلك، لكن الجميع يدركون أنهم ليسوا اليوم مخيّرين بين إبقائها في البيوت وإخراجها منها؛ فقد صارت هذه الوسائل والمواقع جزءًا من حياتهم، إنها مثل الفراش والوسادة والثلاجة والكرسي والملعقة... بل إن التصاقهم بها أشد بكثير؛ لأن المرء لا يدمن حمل الملعقة بيده، لكن كثيرين منَّا قد أدمنوا إمساك الجوال باليد، وفتحه كل خمس دقائق». ويأمل المؤلف من كتابه هذا تحسين وعي القرَّاء بهذه الظاهرة الجديدة، وإرشادهم إلى أفضل الطرق للتعامل معها، بهدف الاستفادة المثلى من مواقع التواصل الاجتماعي وأدواته، وحماية الصغار من شرورها ومخاطرها.

ويوضح أن الذي يغري الطفل لامتلاك الهاتف الذكي هو تقليد الكبار حوله، ووجود أدوات تواصل خاصة بالطفل، منحته الشعور بالاستقلال، والقدرة على التحكم بحياته.

فالعالم الافتراضي مليء بالتصاميم الرائعة، والأشياء المسلّية التي لا تتوفر في واقع الطفل المعاش، ما يدفعه للهروب من الملل والفراغ، والانشغال بأي شيء لتزجية الوقت.

ويتفهم المؤلف الشعور بالقلق من قِبل الأولياء بسبب استخدام أبنائهم الهواتف الذكية، إما بسبب الإفراط في استخدامها، أو بسبب التكاليف المادية المترتبة على ذلك.

ويؤكد أن الذي يقض مضاجع الآباء والأمهات، أن منع الفتيان والمراهقين من امتلاك هاتف ذكي أو فتح حساب على «تويتر» أو «الفيسبوك» ضعيف الجدوى، وقد يؤدي إلى نتائج عكسية.

ويقول: إن وسائل التواصل لم تعد بالنسبة إلينا عبارة عن أدوات نستخدمها فيما نراه مناسبًا لنا، وإنما صارت أدوات للسيطرة علينا، وتغيير أنماط حياتنا.

ويضيف: إن تحكم وسائل التواصل بنا، أدى إلى أن نكون أشبه ببضائع أو منتجات تم تصنيعها بوساطة خطوط التجميع، فنحن «متشابهون اليوم إلى حد بعيد، وهذا يجعلنا نفقد خصوصياتنا وإنسانيتنا»، ويرى أنه ينبغي ألّا يكون لمن هم دون سن الثانية عشرة «بريد الكتروني» مستقل، والأفضل أن يتبادلوا رسائلهم عبر بريد الأب أو الأم، مع مراقبة الأطفال عند استخدام الإنترنت، عبر مراجعة المواقع التي يتصفحونها، وعدم ترك مهمة الشراء الإلكتروني من الإنترنت للأطفال، وتولي ذلك من قِبل أحد الأبوين، علاوة على عدم منح الأطفال (كلمة السر) الخاصة بالإنترنت، حتى يتم منعهم من الدخول في الأوقات غير المناسبة، وضرورة اقتناء برامج الحماية الخاصة من الدخول إلى المواقع السيئة.

ويؤكد أن الأبوَين يحتاجان إلى الصرامة في التعامل مع الأطفال، ويجب أن يكونا مستعدَّين لتنفيذ العقوبات والتهديدات على نحو مباشر، حتى يكون لها معنى وتأثير.

كما يجب إبعاد الأجهزة عن أماكن النوم، والاعتماد على المنبه التقليدي في الاستيقاظ، فهذا مما يخفف من وطأة النظر في الأجهزة قبل النوم وبعده مباشرة.