صحافة

جوان: مصير الاتفاق النووي في ظل الموقف الأوروبي

03 ديسمبر 2017
03 ديسمبر 2017

تحت هذا العنوان كتبت صحيفة «جوان» مقالا جاء فيه: يبدو أن الاتفاق النووي بين إيران والمجموعة السداسية الدولية الذي كانت تعوّل عليه بعض الأطراف لتسوية أزمة طالما هددت بإشعال أزمات أخرى من شأنها أن تزيد من زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، أخذ منحىً آخر بعد التغيير الذي طرأ على موقف الإدارة الأمريكية بشأن هذا الاتفاق والذي برز بشكل واضح في تصريحات الرئيس «دونالد ترامب» والذي هدد فيها بتمزيق الاتفاق أو تغيير بعض بنوده بذريعة أنه لا يلبي مصالح الولايات المتحدة.

وقالت الصحيفة: إن الموقف الأوروبي وعلى الرغم من التصريحات التي أطلقها عدد من المسؤولين في الاتحاد الأوروبي وفي مقدمتهم منسقة السياسة الخارجية للاتحاد «فيدريكا موجريني» والتي أكدت على ضرورة تنفيذ بنود الاتفاق النووي، لم يتمكن حتى الآن من تغيير مسار الأزمة التي نشبت بين طهران وواشنطن والتي تهدد بنسف الاتفاق في حال أصرت الأخيرة على مواقفها، خصوصًا بعد تصاعد التوتر بين الجانبين الأمريكي والإيراني حول عدد من الملفات العالقة في المنطقة.

ولفتت الصحيفة إلى أن الترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) التي هي جزء من المجموعة السداسية الدولية التي تضم أيضا أمريكا وروسيا والصين قد طالبت كذلك بوقف تجارب إيران الصاروخية البالستية تماشيا مع الموقف الأمريكي، الأمر الذي تعتبره إيران حقا مشروعا أجازه قرار مجلس الأمن الدولي 2231. ونتيجة الموقف الأوروبي حيال هذا الموضوع، تعكرت الأجواء أكثر من السابق، ما أدى إلى توسع نطاق التشاؤم بشأن إمكانية إجراء الاتفاق النووي.

وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن تواصل هذا المسار لن يسهم في إيجاد حلول للخلاف القائم بين إيران من جهة والغرب من جهة أخرى خصوصا مع أمريكا ما لم يبادر مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ خطوات لحسم هذا الخلاف. وختمت الصحيفة مقالها بالقول بأن المصالح المشتركة لاسيّما في الجانب الاقتصادي بين إيران والدول الأوروبية تمثل في الحقيقة الورقة الأكثر تأثيرا في العلاقات بين الجانبين، ولابد من توظيفها لمصلحة الطرفين بعيدا عن التأثير الأمريكي، مشددة في الوقت نفسه على أن هذا الأمر يتطلب مزيد من الحكمة والصبر كي تثمر الجهود التي تبذلها إيران وروسيا والصين ومنسقة السياسة الخارجية الأوروبية في التوصل إلى حل للأزمة النووية والذي بدوره سيكون مفتاحا لتسوية أزمات أخرى إقليمية ودولية.