صحافة

آرمان: المحافظون والخطأ التاريخي

03 ديسمبر 2017
03 ديسمبر 2017

تحت هذا العنوان أوردت صحيفة «آرمان» مقالاً نقتطف منه ما يلي: شهدت إيران طيلة العقود الماضية تطورات سياسية أثرت بشكل مباشر على الهيكلية الحكومية التي تضطلع بإدارة الدولة في شتى المجالات. ومن هذه التطورات انبثاق تيارات سياسية وفكرية وثقافية وإعلامية من أبرزها التيارين المحافظ والإصلاحي اللذين تناوبا على إدارة الدولة من خلال شغل المناصب المهمة والحساسة كرئاسة الجمهورية والبرلمان. وقالت الصحيفة: إن هذا التنوع في الرؤى السياسية يحمل في طياته إيجابيات كثيرة من بينها استيعاب مختلف التوجهات الفكرية، لكنه ينطوي على سلبيات متعددة في مقدمتها التنافس غير المحمود والذي يظهر بشكل واضح خلال الفترات الانتخابية، مشيرة في هذا الخصوص إلى بروز بعض الظواهر التي تبلورت بمرور الزمن وبات من الصعب الابتعاد عنها ومن بينها التمحور حول شخصيات معينة لعبت دورًا متميزًا في مرحلة من المراحل الزمنية ولكنها تحولت إلى أقطاب تحمل رؤى خاصة تتقاطع مع الرؤية السائدة في الوسط السياسي والفكري الذي يضطلع بإدارة الدولة في مرحلة زمنية أخرى. وأعربت الصحيفة عن خشيتها من أن تصطبغ بعض التوجهات الفكرية والسياسية بصبغة دينية كما يحصل لدى بعض الشخصيات المحسوبة على التيار المحافظ والتي لم تتمكن حتى الآن من الانسجام مع الوضع القائم بسبب تقاطع الرؤى، الأمر الذي من شأنه أن يوجد مشاكل وعراقيل تعترض سبيل النهوض بالقطاعات الأخرى التي تهم المواطن بشكل مباشر لاسيّما فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي.

كما حذرت الصحيفة من اتخاذ مواقف متشنجة وردود أفعال غير مدروسة إزاء بعض الشخصيات التي تبدو متحمسة لتبني الفكر المحافظ ولكنها لا تتقاطع بشكل كلي وواضح مع الوسط السياسي والفكري القائم في إيران، مؤكدة في الوقت نفسه على أهمية إدراك هذه الشخصيات لخطورة التصريحات التي تطلقها هنا وهناك بين الحين والآخر والتي تسعى لتوظيف التيار المحافظ لأغراض وأهداف قد لا تتفق مع الأهداف الرئيسية والأساسية لهذا التيار حتى وإن بدت محسوبة على هذا التيار.

وختمت الصحيفة مقالها بالتأكيد على ضرورة الاستفادة من التجارب السابقة التي أفرزت الغث من السمين والصالح عن غيره، لأن المصالح العليا لإيران وتلبية تطلعات الشرائح الكبيرة في المجتمع لا تتحمل الدخول في سجالات ومناكفات لا طائل منها سوى إرباك الوضع في إيران في وقت هي بأمسّ الحاجة إلى التكاتف والانسجام لمواجهة التحديات وتحقيق التقدم والازدهار في كافة المجالات.