كلمة عمان

تراث عريق للتواصل البحري مع العالم

02 ديسمبر 2017
02 ديسمبر 2017

في الوقت الذي مثل فيه البحر بوابة العمانيين للانطلاق والتواصل مع الدول والشعوب الشقيقة والصديقة، في المنطقة والعالم من حولها ، فإن الأجيال الماضية والأجداد والآباء ، على امتداد حقب التاريخ المختلفة، قد تركوا لنا تراثا عريقا في التواصل الحضاري، اقتصاديا وثقافيا، مع الدول والشعوب الأخرى، وهو تراث نعتز به على كافة المستويات، وقد حرصت السلطنة، منذ بزوغ شمس نهضتها المباركة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – على إحياء هذا التراث، بجوانبه المضيئة والطيبة في العلاقات مع الدول والحضارات الأخرى .

وفي هذا الإطار جاءت جائزة السلطان قابوس للإبحار الشراعي، التي دشنت بتوجيهات من المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم – أعزه الله – قبل سبع سنوات، لكي تعبر عن الاهتمام السامي بتطوير العلاقات بين مراكز التدريب للإبحار الشراعي على مستوى العالم، ولتكون جسرا للتواصل والالتقاء بين مختلف أنواع السفن الشراعية على مستوى المعمورة. وفي احتفال رفيع المستوى، قامت وزارة الدفاع ممثلة في البحرية السلطانية العمانية أمس، بتسليم جائزة السلطان قابوس للإبحار الشراعي في نسختها السابعة ، وذلك في ختام المؤتمر السنوي للجمعية الدولية للإبحار الشراعي، الذي احتضنته مدينة «بوردو» الفرنسية.

جدير بالذكر أن النسخة الأولى لجائزة السلطان قابوس للإبحار الشراعي تم تدشينها في عام 2011 بمدينة «ستافنجر» بمملكة النرويج ، وهي أرفع جائزة على المستوى الدولي في مجال التدريب للإبحار الشراعي والتنافس بين المشاركين من السفن الشراعية في بحريات العديد من الدول الشقيقة والصديقة.

وفي حين تجسد البحرية السلطانية العمانية، بإمكاناتها البشرية والتسليحية والتدريبية ثمرة يانعة للاهتمام من جانب المقام السامي لجلالة القائد المفدى – حفظه الله ورعاه – بتطوير سلاح البحرية السلطانية العمانية، كجزء من منظومة الجيش السلطاني العماني، بأفرعه الرئيسية، فإن السفينة «شباب عمان الأولى» ، والسفينة «شباب عمان الثانية» ، التي حلت محلها، ساهمتا على مدى السنوات الماضية في العديد من مسابقات ومنافسات الإبحار الشراعي على المستوى الدولي، وفازتا بالعديد من الجوائز في هذا المجال، كما نجحتا في تقديم جوانب مشرقة من التاريخ البحري والتراثي العماني، ومن النهضة الحديثة التي ينعم بها المواطن العماني، في كل المجالات، والإسهام العماني في الحضارة الإنسانية، وهو ما ساهمت فيه أيضا السفينة «فلك السلامة» بمهام محددة ومتعددة، فإن نموذج السفينة «صحار»، الموجود في ميناء كانتون بجمهورية الصين الشعبية الصديقة، والسفينة «جوهرة مسقط» الموجودة في ميناء سنغافورة، بجمهورية سنغافورة الصديقة، والتي تم إهداؤها، بأوامر سامية، للشعب السنغافوري الصديق، تقديرا للعلاقات الوثيقة والتاريخية بين عمان وسنغافورة، وجائزة السلطان قابوس للإبحار الشراعي، تعبر في الواقع عن تواصل حلقات التاريخ والتراث البحري العماني المضيئة وترابطها، ماضيا وحاضرا ومستقبلا، وفي تواصل حضاري رفيع يصب في خدمة وتعزيز أواصر الصداقة والسلام والعمل من أجل عالم أفضل في الحاضر والمستقبل، وهذه هي رسالة عمان التي أرساها ويرعاها جلالة القائد المفدى – حفظه الله ورعاه.