الدانماركية: لا للمزيد من اللاجئين

الحَدُّ من توافد اللاجئين ووضع حدٍّ للهجرة شرعية كانت أم غير شرعية، ووقف العمل ببرنامج الأمم المتحدة الخاص باستقبال اللاجئين والمهاجرين، كلُها مواضيع متشابكة تناولتها جريدة «بيرلينجسكه» الدانماركية بعد أن قرَّرت حكومة الدانمارك أن تتخلَّى عن برنامج الأمم المتحدة الخاص بالهجرة واللجوء.

البرنامج الأممي يفرض على الدول الموقعة عليه أن تستقبل وترعى خمسمائة لاجئ سنوياً. الجريدة تشير إلى أنَّ عدد اللاجئين المتوافدين بغتة إلى الدانمارك يفوق بكثير الخمسمائة، وبالإضافة إلى أنّ الدولة الدانماركية تخلَّت عن برنامج الأمم المتحدة الخاص باللجوء، هو أمرٌ مؤسف، لكِنَّ الحكومة الدانماركية محقَّة في قرارها ومقاربتها لواقع الأمور. إنَّ برنامج الأمم المتحدة الخاص بالهجرة وُضِع من أجل هدف محدود لا من أجل أن تستقبل الدول وترعى أيَّ لاجئ يصل إليها في أي وقت. لذلك من البديهي أن يكون قرار الحكومة الدانماركية إصلاحياً، إذا أردنا فعلا أن تكون الهجرة انطلاقة جديَّة نحو مستقبل أفضل.

من جهة ثانية، تشير اليومية الدانماركية إلى أهميَّة المراقبة الحدودية المتشددة كي يُمنع اللاجئون من العبور إلى الأراضي الدانماركية لأنَّ اللجوء الفوضوي هو نقيض الإندماج المجتمعي الذي تتكفَّلُ به الهجرة المنظَّمة والمدروسة. بالنسبة للجريدة الدانماركية، المشكلة الأبرز تكمن في أنَّ العالم اليوم ليس عالماً مثالياً نموذجياً ولا أحد يجهل كيف أنَّ الهجرة المنظَّمة تثمِرُ نجاحا واندماجاً. لهذا السبب تبدو الدولة الدانماركية محقَّة في خياراتها التي ستُوقِفُ مؤقتاً استقبال المهاجرين واللاجئين لكنّ الواجب يدعوها إلى ابتكار القواعد والتدابير التي تُجَنِّب البلاد إدارة أزمة لجوء.