صحافة

الحياة الجديدة :نحن في الخندق المصري لمواجهة الإرهاب

01 ديسمبر 2017
01 ديسمبر 2017

في زاوية مقالات وآراء كتب باسم برهوم، مقالاً بعنوان: نحن في الخندق المصري لمواجهة الإرهاب، جاء فيه:

تمهلت في الكتابة بشأن الهجوم الإرهابي الدموي الذي استهدف مسجد الروضة شمال سيناء، تحت وطأة الدم الغزير الذي سال من المصلين الأبرياء من مواطنين مصريين بسطاء، صدمت ولا زلت.

كنت أود تصنيف الهجوم بأنه عمل محصور في نزاعات بين اجتهادات دينية، بين «داعش» وجماعته «الازدواجية»» وبين السلفية أو الصوفية. طريقة الهجوم وحجمه وتوقيته يجعل منه حدثاً كبيراً هو بمثابة إنذار وتحذير لمصر، كي تعود وتنكمش وتنطوي على ذاتها بعيداً عن لعب أي دور إقليمي في المنطقة.

الانطباع الذي ساد قبل الهجوم، أن مصر قد نجت من تبعات ثورات الربيع العربي، واستطاعت أن تحافظ على نفسها دولة موحدة متماسكة لها جيش قوي ومسلح جيداً له مكانته وتأثيره في ميزان القوى السائد في المنطقة اذا ما تم استخدامه . بموازاة ذلك ما تحدث عنه التقرير الأخير لصندوق النقد الدولي حول الاقتصاد المصري، مشيراً إلى انه أخذ بالتعافي وينمو بوتائر معقولة وسريعة. يضاف إلى ذلك اكتشافات حقول الغاز الجديدة، التي ستمنح مصر اكتفاء ذاتياً وطاقة تصديرية من شأنها أن تؤثر إيجابيا على الاقتصاد المصري وتخرجه من أزماته جميعها.

هذا الواقع أعاد إلى مصر وقيادتها الثقة بالنفس وبأنها قادرة على استعادة دورها ومكانتها على الساحتين الإقليمية والدولية. هذه الثقة ترجمت بما تقوم به مصر من دور في ملفات عديدة من بينها الملف الفلسطيني، ملف المصالحة، بالإضافة إلى الملفات الليبية واللبنانية وحتى السورية بشكل أو بآخر. الهجوم الأخير من وجهة نظري جاء بهدف وأد هذا التطور، عبر توجيه انذار بهذا الحجم الوحشي والدموي، ليقول لمصر وقيادتها انه يمكن أن نغرقكم بالدم والإرهاب إذا واصلتم طموحاتكم هذه.

من يقف وراء هذا الإنذار؟ ومن له مصلحة بهذا الهجوم الوحشي؟

من دون شك ان أطرافا عديدة تريد أن ترى مصر ضعيفة منكفئة على ذاتها، في مقدمة هؤلاء إسرائيل التي ترى في مصر العدو الاستراتيجي الكامل لها بغض النظر عما يربطه معها من معاهدة سلام.

إن مصلحة إسرائيل هي في بقاء مصر في الحجم والحيز التي تراه هي والولايات المتحدة لها. وهناك بالطبع الأطراف الأخرى الإقليمية غير العربية.

قد يكون الشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية الشرعية هم أكثر المتحمسين والمحتاجين لدور مصر القوي والقيادي فلنا مصلحة حيوية بذلك لأن مصر القوية هي مهمة في ميزان القوى بالنسبة لعملية سلام أكثر عدلا وسلاماً. ومصر القوية من شأنها أن تحد من تدخل الصغار والكبار الإقليميين في الشأن الداخلي الفلسطيني، وتحد من إمكانية لعبهم بورقة القضية الفلسطينية.

هناك مصلحة مصرية فلسطينية استراتيجية مشتركة في أن تكون مصر قوية وفاعلة لأن ذلك سيقلص مساحة تمدد الغير في الجسد العربي والفلسطيني، كما من شأنه أن يمنع أو يقلل فك العرب بالعرب، واستفراد كل أصحاب الأجندات في الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، لذلك كله نحن في الخندق المصري لمواجهة الإرهاب.