1181723
1181723
المنوعات

الشموع تجوب مدينة سلا المغربية احتفالًا بذكرى المولد النبوي

01 ديسمبر 2017
01 ديسمبر 2017

الرباط «الأناضول»: احتضنت مدينة سلا المغربية (شمال)، قرب العاصمة الرباط، مساء أمس الأول الخميس، فعاليات مهرجان موكب الشموع؛ إحياءً لذكرى المولد النبوي الشريف.

وجاب موكب الشموع، شوارع المدينة القديمة بسلا، تقدمه حملة الشموع الكبيرة المقتبسة من التقاليد العثمانية.

وحمل الشموع شباب بلباسهم التقليدي المزركش، وسط جموع من سكان سلا وزوارها بهذه المناسبة، التي اعتادت الاحتشاد في هذا اليوم من كل سنة، على طول المسار الذي يقطعه «موكب الشموع».

وتختلف هذه الشموع عن الشموع العادية، باعتبار صنع هياكلها من خشب سميك مكسو بالأبيض والمذوق بأزهار الشمع ذات الألوان المتنوعة من أبيض وأحمر وأخضر وأصفر في شكل هندسي يعتمد الفن الإسلامي.

وتخلّل الموكب العشرات من العروض التي قامت بها العديد من الفرق التقليدية المغربية مردّدين أهازيج ورقصات وأناشيد شعبية. ولم يقتصر المهرجان على العروض المغربية فقط، حيث شهد تواجد فرق أجنبية شاركت هي الأخرى في إحياء فعاليات هذه التظاهرة. ومن بين المشاركين، فرقة التنورة المصرية التي قدمت عروضها على شكل مدائح نبوية، وحركات صوفية إضافة إلى أناشيد تعكس التقاليد الشعبية لمنطقة الصعيد بمصر.

وأيضاً فرق إفريقية عملت هي الأخرى على تقديم عروضها بقرع الطبوع وأداء رقصات شعبية تتميز بها.

وتوقف الموكب في ساحة الشهداء وسط المدينة القديمة بسلا، ليتم تقديم كل فرقة على حدة، من أجل إلقاء عروضها أمام منصة شهدت حضور ممثلين عن السلطات المحلية والمجالس المحلية المنتخبة بالمدينة وعدد من سفراء عدة دول أجنبية، إضافة إلى ممثلين عن جمعيات المجتمع المدني.

وفي حديث للأناضول، قال محمد الحسوني، أحد المشرفين على تنظيم المهرجان، إن «هذه الاحتفالية تحظى بمكانة كبيرة لدى أبناء مدينة سلا لارتباطها بشخص النبي محمد عليه السلام وبالتراث الذي اعتادت المدينة على احتضانه كل عام».

وشهد المهرجان الذي استمر لساعات حضورا كثيفا وتفاعلا شعبيا كبيرا مع فقراته المتنوعة. ويعود أصل «موكب الشموع» إلى عهد الملك المغربي أحمد المنصور الذهبي، الذي كان تأثر، خلال زيارته إلى مدينة إسطنبول إبّان حكم العثمانيين، بالحفلات التي كانت تنظم بمناسبة المولد النبوي الشريف، فأعجب باستعراض الشموع بصفة خاصة.

وعندما تسلم الذهبي، مقاليد الحكم بعد معركة وادي المخازن (عام 1578) استدعى صناع فاس (شمال) ومراكش (جنوب) وسلا، لصنع هذه الهياكل الشمعية، فتم الاحتفال، لأول مرة، بعيد المولد النبوي الشريف في المغرب سنة 986 هـ.

ويحتفل المسلمون بذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم في 12 من ربيع أول من كل عام . وإحياءً لهذه الذكرى، تشهد العديد من البلدان الإسلامية والمجتمعات المسلمة في بلدان العالم احتفالات وفعاليات وأنشطة خاصة بالمناسبة.