salim
salim
أعمدة

إضاءة :هنيئا لهم

30 نوفمبر 2017
30 نوفمبر 2017

سالم بن حمدان الحسيني -

ما أسعدهم من فتية كان لهم شرف الحظوة في التربع على صدارة تلك المسابقة المباركة، ألا وهي مسابقة السلطان قابوس للقرآن الكريم التي ما فتئت منذ 27 عاما تنجب فتية هم أمل الأمة وضياؤها وسراج المجتمع ونوره، أولئك الذين تربوا على حب كتاب الله العزيز ونهجه القويم.. فأكرم بهم ارتوت قلوبهم من فيوضات كتاب الله وأنواره .. فحملوا على عاتقهم أعظم الرسالات وأسماها .. (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى).. فهنيئا لهم تلك المكانة السامقة، حيث تسنموا أعلى المراتب وأشرفها، هذه المسابقة التي عبروا من خلالها لجج البحار المتلاطمة فكانت هذه المسابقة بمثابة قارب النجاة نحو بر الأمان حاملين معهم مشاعل الهداية ليضيئوا هذا العالم بهذا النور المبين الذي تحمله صدورهم وتعيه آذانهم وسائر حواسهم .. ذلك النور الذي يخرج به الحق سبحانه وتعالى أولياءه وأصفياءه (من الظّلمات إلى النّور) ومن الضلالة إلى الهداية ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة.

فمن يحمل في صدره نور القرآن لا شك أنه يعيش في سعادة لا مثيل لها، ومن كان هذا طريقه، فقد أمن الوقوع في الزلات والمهالك فهو النور الذي يضيء له الطريق ويهدي لأفضل السبل وأحسنها وأيسرها، حتى يصل به إلى الحياة الأبدية، فمن كان سعيه الصادق للاغتراف من معين هذا النبع الصافي ليعمل به ويتبع نهجه، وينشر خيره لأبناء أمته سوف يرتوي من عذبه السلسبيل ويغترف من فيوضاته النورانية، مصداقا لقوله تعالى: (قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ، يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)، وقد شبه نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام قارئ القرآن الكريم وحافظه ابتغاء مرضاة الله سبحانه متبعا لنهجه لا رياء ولا سمعة ولا مباهاة، بالثمرة الطيبة التي يفوح عبق ريحها يعطر أرجاء الكون بأسره، فقد روي عن أبي موسى الأشعريّ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «مثل المؤمن الّذي يقرأ القرآن كمثل الأترجّة ريحها طيّبٌ وطعمها طيّبٌ ومثل المؤمن الّذي لا يقرأ القرآن كمثل التّمرة لا ريح لها وطعمها حلوٌ ومثل المنافق الّذي يقرأ القرآن مثل الرّيحانة ريحها طيّبٌ وطعمها مرٌّ ومثل المنافق الّذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريحٌ وطعمها مرٌّ»، وهنا الفارق شاسع بين من يعيش مع القرآن وبين البعيد عنه، وما على الإنسان الذي يريد الارتواء من هذا المعين الصافي إلا أن يجتهد ويرفع أكف الضراعة إلى خالقه الكريم ليهديه إلى هذا الصراط المستقيم مصداقا لقوله تعالى: (لَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)..

فمن يعيش لحظة الفرحة والبشر والسرور على محيا أولئك الفتية وهم يتنافسون في أشرف الميادين، ولسان حالهم يقول: اللهم أجزل العطاء وأسبغ النعمة وضاعف الثواب لمن أمر بإقامة هذه المسابقة المباركة قائد هذا الوطن المعطاء حفظه الله ورعاه وأمد في عمره ومتعه بالصحة والعافية يستشعر بما يشعر به أولئك الفتية وأكثرهم في عمر الزهور من السعادة التي تغمر قلوبهم، وهنيئا لمن سعى وقام بهذا العمل الجليل مخلصا لوجهه سبحانه، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.