1181151
1181151
الاقتصادية

وضع حجر الأساس لمشروع تصنيع الحافلات بالمنطقة الاقتصادية بالدقم

30 نوفمبر 2017
30 نوفمبر 2017

بتكلفة 90 مليون دولار وينتج 1000 حافلة في الربع الثاني من عام 2020 -

الدقم – عامر بن عبدالله الأنصاري -

احتفلت المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم أمس بوضع حجر الأساس لمصنع شركة “كروة موتورز”، وذلك برعاية معالي يحيى بن سعيد الجابري رئيس مجلس إدارة هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم بحضور أصحاب السعادة الوكلاء والسفراء وممثلي الشركاء في المشروع.

وسيقام المشروع بشراكة استراتيجية عمانية قطرية، بين الصندوق العماني للاستثمار حيث يمتلك ما نسبته 30% من حصص الشركة الجديدة، و”مواصلات قطر” وهي شركة النقل الوطنية في دولة قطر حيث تمتلك ما نسبته 70% من حصص الشركة.

وقال خالد ناصر الهيل رئيس مجلس إدارة شركة “كروة موتورز” في تصريح حول المناسبة: “تم اختيار شهر نوفمبر للاحتفال بوضع حجر الأساس لنتزامن مع احتفال الشقيقة سلطنة عمان بالعيد الوطني السابع والأربعين”.

وتابع: “وفق ما هو مخطط سيتم الانتهاء من المشروع في مرحلته الأولى بنهاية عام 2019، على أن يتم الإنتاج الفعلي في الربع الثاني من عام 2020، لإنتاج 1000 حافلة سنويا، وستكون هناك مراحل أخرى لزيادة الإنتاج ولتصل ذروة الإنتاج إلى 3000 حافلة وذلك مرهون بالعرض والطلب في سوقي البلدين والأسواق المجاورة”.

وحول الأسواق المستهدفة قال الهيل: “من أهم الأسواق المستهدفة هي أسواق الشركاء الرئيسيين سلطنة عمان ودولة قطر، إضافة إلى أسواق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ولكل الأسواق التي لها رغبة في التعامل مع (كروة)، ومن ناحية دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع وجدناها إيجابية جدا، وبناء على ذلك جاء وضع حجر الأساس اليوم، ونتوقع تحقيق أرباح مجدية خاصة مع الطلب المرتفع على الحافلات في الوقت الحاضر الذي يشهده العالم”.

وأضاف: “المصنع عبارة عن تجميع حافلات، وفي بداية مسيرة المصنع عقدنا اتفاقا مع شركة (هايجر) الصينية لتوفير التقنيات التكنولوجية، وستأتي الحافلات عبارة عن مكونات رئيسية من هيكل الحافلة وإطارات وإجزاء مختلفة على أن يتم تجميعها في المصنع وبنائها بالشكل المتكامل، كما أن المصنع يضع ضمن خططه أن يقوم بصناعات مساندة مثل صناعة المقاعد، والإطارات، والمصابيح، والبطاريات، والزجاج، كما أن ذلك مرهون بالطلب”.

وحول شركة “هايجر” الصينية قال: “ما يؤكد على النجاح المتوقع لهذا المشروع، هو انه قد تم اختيار شركة (هايجر) الصينية المشهورة في مجال تصنيع الباصات والحافلات، كشريك تكنولوجي ومورد لأدوات ومعدات سي كي دي لهذا المشروع، ويعرف عن الشركة الصينية أنها واحدة من العلامات التجارية الأسرع نموا على مستوى العالم في مجال تصنيع الحافلات والباصات عالية الجودة، مدعومة في ذلك بقدرتها الابتكارية العالية وتوفيرها لأفضل معايير السلامة والاعتمادية العالية”.

موقع استراتيجي

وفيما يتعلق باختيار الدقم لإقامة المشروع قال: “منطقة الدقم الاقتصادية منطقة واعدة ونتوقع لها النمو والازدهار، خصوصا وأنها في موقع استراتيجي مميز على بحر عمان، مقابل باكستان والهند وقرب مضيق هرمز وباب المندب، وهذا الموقع جعل المنطقة في حلقة وصل بين عدة قارات”.

وحول الأسعار أوضح بقوله: “ما يميز مصنع كروة هو إتاحة المجال أمام الزبون لاختيار المواصفات التي يريدها في الحافلة، من عدد الركاب، ونوعية المحرك، والمكيف وغيرها من المواصفات، وكل ذلك سيكون بسعر تنافسي، أي أنه لو تمت المقارنة بين العلامات التجارية الأخرى ومنتج (كروة) فيسكون منتج كروة بسعر منافس وبمواصفات مماثلة، فالأسعار تحدد بالمواصفات التي يطلبها الزبون”.

كما ألقى رئيس مجلس الإدارة خالد الهيل كلمة في الاحتفال، قال فيها: “تحرص كروة موتورز على الاستفادة القصوى من شبكة سلسلة التوريد الحالية في سوق السيارات في عُمان من أجل الحصول على موطئ قدم في سوق السلطنة وقطر، حيث يتوقع أن تصبح أكبر شركة في المنطقة بحلول عام 2022، وسوف يتيح هذا المصنع لشركة كروة موتورز بيع حافلاتها في أكبر الأسواق بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع توفير قدر أكبر من المرونة والأولوية للسوقين العمانية والقطرية، في حين أن الطلب على الحافلات والباصات في جميع أنحاء العالم في تزايد مستمر، وهذه هي الخطوة الأولى نحو أن تصبح الشركة الرائدة في مجال توفير الحافلات على المستوى الإقليمي”.

وأضاف الهيل أن المشروع سيقام على مساحة 220 ألف متر مربع في مرحلته الأولى، ولا يبعد كثيرا عن الميناء العالمي متعدد الأغراض الذي يجري تطويره حاليا في منطقة الدقم.

وتابع قائلاً: “إن القرب وسهولة الوصول إلى ميناء الدقم يضمنان تقليص أوقات الشحن والوقت والجهد المطلوبة عادة في عمليات النقل البري للمواد الخام وللإرسال السريع للحافلات المصنعة بالمصنع الجاهزة لاستخدام الزبائن، وهذا بدوره سيساعد أيضا على التخليص السريع للبضائع من الميناء، والحد من تكاليف ووقت التخزين، كما سيتم تجهيز المصنع الجديد بأحدث التقنيات التكنولوجية في مجال عمله، حيث سيتم تجهيزه في بداية الأمر بمعدات اللحام والصبغ والتجميع للحافلات والباصات، فيما يتوقع للمشروع أن يجلب المزيد من الاستثمارات في صناعة قطع غيار السيارات والمكونات الأخرى للسيارات، وغير ذلك من الخدمات الهندسية، والإلكترونية، والورش مكونين بذلك مجموعة متكاملة لتصنيع السيارات في منطقة الدقم الاقتصادية”.

وأضاف: “كما هو الحال مع أي صناعة للسيارات في أي مكان في العالم، فإنه يتوقع أن يسهم مصنع كروة موتورز إسهاما كبيرا في نقل المعرفة وتنمية المهارات وتحقيق مستويات عليا من التطور الاجتماعي والاقتصادي في إطار منطقة الدقم ومحيطها، فضلا عن ما سيوفره من فرص عمل فنية وإدارية لعدد كبير من الشباب العماني المتخصصين في هذا المجال، وكذلك يتميز المشروع الجديد أيضا بقدرته على حفز نمو قطاع مكونات السيارات وازدهارها بالإضافة الى الإسهام في صقل المهارات الفنية المتخصصة في هذا المجال، علاوة على الإسهام في جعل السلطنة وجهة جاذبة في مجال تصنيع السيارات، وأرى أن المصنع سيلعب دورا بارزا في دعم التطور في مجال التصميم الابتكاري المتقدم، وتوسيع المعرفة الهندسية في هذا المجال في عمان، بالإضافة إلى تعزيز التوسع في عمليات تصميم المنتجات ذات العلاقة بتصنيع السيارات، جنبا الى جنب الدفع بنمو الصادر في مجال منتجات الاستثمار الصناعي التي بينها السيارات”.

توفير الخدمات

وفي حديث له قال المهندس يحيى بن خميس الزدجالي مسؤول التخطيط والمناقصات والمشاريع في الهيئة الاقتصادية الخاصة بالدقم: “هناك جدوى اقتصادية بلا شك من هذا المصنع، والمصنع يقام نتيجة دراسات جدوى مستفيضة، كما أن ما يعزز تلك التوقعات الموقع الاستراتيجي لميناء الدقم والولاية بشكل عام، ويعد مشروع كروة إضافة للمنطقة الاقتصادية بالدقم، كما أننا نوفر جميع متطلبات المشاريع الحيوية من خدمات مثل الطرق والاتصالات والكهرباء والمياه وجميع احتياجات المشاريع الكبيرة، تسهيلا لقيامها بوقت قياسي”.

90 مليون دولار

وسيستثمر الطرفان حوالي 90 مليون دولار أمريكي في المرحلة الأولى من المشروع الذي يتميز بقدراته الكامنة في أن يصبح محورا نشطا لصناعة الحافلات بمنطقة الدقم على المدى الطويل.

ويعتبر وضع حجر الأساس بمثابة معلم رئيسي في مسيرة تنفيذ مبادرة تاريخية لبناء أول مصنع لتصنيع وتجميع الباصات والحافلات بالسلطنة كاستثمار استراتيجي من قبل حكومتي السلطنة وقطر معاً.

وقد صمم المصنع لإنتاج الحافلات والباصات لتشمل ثلاثة أنواع وهي الباصات المدنية، وحافلات المدارس، وحافلات نقل العمال لتلبية احتياجات السوق المحلية والإقليمية، كما يتوقع أن يقوم المشروع بتوظيف 200 موظف وعامل بالمرحلة الأولى منه، وهو عدد يتوقع مضاعفته عند توسع المشروع بالإضافة إلى التوظيف في أقسام بحوث التطوير، وتصنيع قطع الغيار، والتصميم، والتسويق الدولي.

جدير بالذكر أن الاحتفال أقيم في أرض المشروع، وقد حضره ناصر بن محمد المالكي رئيس مجلس إدارة شركة مواصلات قطر ممثلا عنها، وخالد اليحمدي الرئيس التنفيذي للصندوق العماني للاستثمار ممثلا عنه والذي هو أيضا نائب رئيس مجلس إدارة شركة كروة موتورز.