عمان اليوم

السلطنة تتبنى علاج جميع المتعايشين مع فيروس نقص المناعة المكتسبة

29 نوفمبر 2017
29 نوفمبر 2017

تسجيل 2871 حالة حتى نهاية سبتمبر 2017 -

دأبت السلطنة على مشاركة العالم الاحتفال بمناسبة اليوم العالمي للإيدز الذي يصادف الأول من ديسمبر من كل عام حيث تقام العديد من الفعاليات والأنشطة في جميع محافظات السلطنة لتوعية أفراد المجتمع بالمرض ومسبباته ونتائجه إيمانا منها بأن العمل الجماعي والشراكة على المستوى العالمي يعتبران حجر الأساس في وقف مرض الإيدز. وتتبنى وزارة الصحة نظام التقصي والاستجابة الذي يعمل على تشخيص المرض وسرعة تلقي العلاج ومن ثم المتابعة الدورية للمريض. وقد تم التبليغ عن أول حالة في السلطنة في عام 1984 وتضاعفت الأعداد الى 2871 حتى نهاية شهر سبتمبر 2017 . وقالت الإحصائيات ان الفيروس انتقل إلى هؤلاء عن طريق الاتصال الجنسي غير الآمن بنسبة 78%، فيما انتقل بنسبة 3.3% عن طريق المشاركة بالإبر الملوثة بالـفيروس. وقد تبنت السلطنة سياسة منظمة الصحة العالمية ببدء العلاج لجميع المتعايشين مع فيروس نقص المناعة المكتسبة من بعد التشخيص مباشرة، وذلك لما له من نتائج إيجابية وصحية للمريض حيث انه لا يوجد لقاح أو علاج شاف ضد الفيروس. وتحث وزارة الصحة المرضى الذين يعزفون عن العلاج على ضرورة أخذ العلاج المجاني المتوفر في المؤسسات الحكومية الذي بدوره يقوم بكبح جماح فيروس العوز المناعي البشري بإعطاء توليفة من الأدوية المضادة للفيروسات القهقـرية، كما تولي اهتماما آخر بمتابعة المتعايشين مع المرض وتشجيعهم على الانخراط في المجتمع كباقي الأفراد وبـث روح الأمل فيهم. ووفقا لتقارير برنامج الأمم المتحدة للإيدز يوجد ما يقارب 36.7 مليون مصاب بالفيروس في العالم وهناك ما يقارب 1.8 مليون إصابة جديدة بالمرض مما يشكل تحديا ملموسا لبعض الدول الفقيرة من حيث تشخيص المرض وتكلفة العلاج.

وبالرغم من أن المصابين الذين يعايشون الفيروس يغلب أن تكون إصابتهم بالعدوى قد حدثت خلال الأشهر القليلة الماضية، إلا أن الكثير منهم لا يعرفون بإصابتهم إلا في مراحل متأخرة.

وقد لا يعاني المصابون بالعدوى خلال الأسابيع القليلة التي تتلو إصابتهم من أية أعراض إذ تقتصر الأعراض على مرض شبيه بالإنفلونزا، وتشمل الإصابة بالحمى والصداع وظهور طفح جلدي أو التهاب بالحلق، وعندما تتدرج العدوى في نخر عظام النظام المناعي للمصاب تظهر الأعراض والعلامات مثل تضخّم العقد اللمفاوية، وفقدان الوزن، والحمى، والإسهال، والسعال.

وبدون تلقي العلاج المناسب، وتظهر لدى المصابين أمراضا وخيمة مثل السل والتهاب السحايا، والسرطانات، مثل اللمفومات وساركومة كابوزي، وأمراض غيرها. ويكشف اختبار كشف فيروس العوز المناعي البشري وضع المصاب من حيث العدوى، وذلك بإظهار وجود أو غياب أضداد الفيروس في الدم إذ ينتج النظام المناعي لدى المصابين بالعدوى الأضداد لمكافحة العوامل الغريبة عن الجسم.

ولدى معظم المصابين «فترة نافذة» تتراوح بين 3 أسابيع و6 أسابيع تكون الأضداد المضادة لفيروس العوز المناعي البشري خلالها قيد الإنتاج ولكن لا يمكن كشفها. أما الدور الباكر من العدوى فيمثل الوقت الأعظم لإحداث العدوى مع أنها يمكن أن تحدث في جميع مراحل الإصابة بالمرض، وإذا ما تعرض فرد الى فيروس العوز المناعي البشري، فلابد من إعادة إجراء الاختبار بعد مضي 6 أسابيع لتأكيد نتائج الاختبار، والتي تسمح بمرور وقت يكفي لإنتاج الأضداد لدى المصابين بالعدوى.

عالميا يوجد ما يقارب 80% من المتعايشين مع المرض لا يعرفون عن إصابتهم بالفيروس وهنا تكمن خطورة انتشار الفيروس لذلك جاء دور وزارة الصحة بتوفير خدمة المشورة والفحص الطوعي للراغبين بالفحص حيث تبقى هوية الشخص مجهولة وتعطي النتائج خلال دقائق معدودة، من دون ذكر اسم الشخص أو تسجيله في السجلات الطبية ويتوفر الفحص الطوعي مع أغلب مقدمي خدمة المشورة في الخدمات الحكومية.

وصمات العار ضد المتعايشين مع فيروس نقص المناعة هي المعتقدات السلبية الموجة ضدهم أما التمييز فيتكون من خلال الأفعال والمواقف الموجة ضد المتعايشين مع الفيروس وللأسف الشديد يواجه المرضى المتعايشين أشكالا مختلفة من وصمات العار في المجتمعات العربية خاصة. ومن التحديات التي يواجهها القطاع الصحي لدى المتعايشين مع فيروس الإيدز عدم معرفة المريض بأنه حامل للفيروس، وذلك بسبب الوصم والتمييز مما يؤخر التشخيص المكبر والعلاج وهذا بحد ذاته يزيد من فرص انتشار الفيروس بالمجتمع.

أن ظاهرة الوصم والتمييز لها أعباء على الفرد والمجتمع، حيث إن المرضى المتعايشين مع بالمرض بإمكانهم العمل في معظم المجالات التي توفرها القطاعات العامة والخاصة.

هذا بالإضافة إلى بإمكان المتعايش الزواج وانجاب أطفال أصحاء وعدم نقل الفيروس للزوج أو الزوجة إذا التزم المريض بالعلاج المجتمعي والصحي حيث أن بسببها الشخص لا يرغب في التشخيص والعلاج المبكر والذي قد يساهم كثيرا في جعله يعيش حياته الطبيعية دون أي أعراض، وهذا بحد ذاته يشكل عائقا أمام الرعاية الصحية لمتابعه المرضى.