1180082
1180082
المنوعات

«التراث والثقافة» تبدأ سلسلة مسوحات وتنقيبات أثرية جديدة

29 نوفمبر 2017
29 نوفمبر 2017

بمشاركة جامعات محلية وأجنبية ومؤسسات علمية عالمية -

التركيز على طول ساحل بحر العرب وكهوف ناطف وشربثات وجبل الصفايق -

العمانية: دشنت وزارة التراث والثقافة أعمال المسوحات والدراسات الأثرية لموسم 2017 -2018م بستة عشر مشروعا موزعة على مختلف محافظات وولايات السلطنة بمشاركة جامعات محلية وأجنبية ومؤسسات علمية عالمية حيث تزخر السلطنة بالعديد من المعالم الأثرية التي تروي قصة حضارات ضربت بجذورها في عمق النشأة الأولى للإنسان.

ويشمل برنامج المسح والتنقيب الذي تقوم به دائرة التنقيب والدراسات الأثرية بالمديرية العامة للآثار عددا من المشاريع وهي ولاية حاسك بمحافظة ظفار حيث تواصل الوزارة أعمال مشروع مسح سواحل بحر العرب بالتعاون مع البعثة الفرنسية من المركز الوطني للبحوث العلمية الذي يهدف إلى توثيق ومعرفة الاستيطان البشري القديم على السواحل العمانية من محافظة جنوب الشرقية إلى محافظة ظفار.

ويتركز العمل في هذا الموسم على مواصلة المسوحات على طول ساحل بحر العرب والدراسات الأثرية في كهوف ناطف وشربثات وجبل الصفايق امتدادا لأعمال المواسم السابقة التي قامت خلالها البعثة بمسوحات في ولاية جعلان بني بو علي ورمال الشرقية وبر الحكمان وجزيرة مصيرة كشفت عن العديد من المواقع الأثرية التي ترجع  للعصر الحجري الحديث والعصر البرونزي والعصر الحديدي والكشف في رأس الحد عن موقعين يعودان إلى بداية العصر البرونزي إلى جانب إجراء مسوحات أثرية في «جبل قار وحاسك وجبل الصفايق وجزيرة مصيرة» نتج عنها الكشف عن العديد من مواقع العصور الحجرية أبرزها في كهوف ناطف بنيابة حاسك.

ومن مشاريع المسوحات موقع شياع وموقع خور جراما في ولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية .. حيث تتواصل للموسم الثالث أعمال المسوحات والتنقيبات في منطقة شياع بولاية صور بالتعاون مع بعثة معهد السهول والصحراء الفرنسي بهدف الكشف عن مستوطنات العصر الحجري وطبيعة الاستيطان فيها بالإضافة إلى التعرف على المقابر المهددة بالخطر نتيجة التوسع العمراني والمشاريع التنموية في المنطقة.

كما تقوم نفس المؤسسة العلمية بتنقيبات أثرية وتصوير جوي في موقع خور جراما وأصيلة لمعرفة طبيعة الحياة الجنائزية في فترة الألف الثالثة قبل الميلاد.

استمرارا لبرنامج الوزارة لتأهيل مدينة قلهات في ولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية فإن الوزارة تواصل للموسم الثالث أعمال الترميم والتوثيق في المباني المنقب فيها في المواسم السابقة وفقا للعقد المبرم مع مؤسسة «WMF» لأعمال ترميم وصيانة للمباني التي تم التنقيب عنها في المواسم السابقة كما يتم وفقا للعقد مع بعثة من مؤسسة أكنوم الفرنسية بتنفيذ تصوير ثلاثي الأبعاد لمدينة قلهات إضافة الى تنفيذ عقد ثالث مع بعثة من المركز الوطني للبحوث العلمية الفرنسية للقيام باستكمال دراسة القطع الأثرية والسيراميك المكتشف بالمدينة إضافة إلى استكمال أعمال المسح للموقع .

كما تواصل الوزارة أعمال التنقيبات الأثرية في موقع رأس الحد بولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية بالتعاون مع بعثة إيطالية من جامعة بولونيا وهو واحد من أهم المواقع الأثرية العائدة إلى أكثر من 5000 عام والتي كانت عامل جذب للاستيطان نتيجة لموقعها الاستراتيجي المطل على بحر العرب ونتيجة لهذه الأهمية يتم تنفيذ مسوحات وتنقيبات أثرية واسعة كشفت فيها عن الكثير من المواقع الأثرية الممتدة من العصور الحجرية الحديثة إلى العصر الإسلامي.

وستواصل البعثة خلال هذا الموسم التنقيب في المجس الاختباري الذي تم التنقيب فيه في الموسم السابق لمعرفة عادات الدفن وكذلك تتبع المنشآت الاستيطانية بالإضافة لدراسة القطع الأثرية التي تم العثور عليها.

ونتيجة الاكتشافات المهمة التي عثر عليها في موقع المضمار بولاية أدم وموقع سلوت بمحافظة الداخلية والمتمثلة في اللقى الأثرية الكبيرة فإن أعمال التنقيب ستتواصل في هذا الموقع بالتعاون مع جامعة السوربون بجمهورية فرنسا وذلك بإجراء عدد من المسوحات والتنقيبات الأثرية في موقع المضمار التي كشفت النتائج الأولية عنه أنه استيطان قديم يمتد من العصور الحجرية والعصور البرونزية والحديدية بالإضافة إلى التعرف على أنواع وتطور طرق الدفن المتبعة في هذه العصور.

وتقوم البعثة في الموقع نفسه بمواصلة الحفريات في موقع «ST-2» وعمل دراسة معمارية ثلاثية الأبعاد للموقع بالإضافة الى دراسة القطع الأثرية والفخار المكتشف فيه.

ومنذ الإعلان عن اكتشاف موقع الدير في ولاية دبا بمحافظة مسندم قامت الوزارة بعدد من الأعمال الميدانية شملت تنقيبات ومسوحات ودراسات أثرية على ما تم اكتشافه من الموسم الماضي تنوعت بين الأواني الفخارية والحجرية والبرونزية والسيوف والخناجر والسهام والحراب والفؤوس البرونزية بالإضافة إلى ترميم المقابر والقطع الأثرية التي تم العثور عليها.

وخلال هذا الموسم ستقوم الوزارة وبالتعاون مع بعثة إيطالية من جامعة بولونيا باستكمال التنقيب في القبر الثاني الذي تم اكتشافه سابقا ويعود إلى الألف الأولى قبل الميلاد وشيد فوقه عدد من المقابر من فترات لاحقة.

وستقوم وزارة التراث والثقافة وللموسم الرابع على التوالي بدراسات أثرية بموقع بمة بولاية قريات بمحافظة مسقط الذي يعود إلى الألفة الثالثة والأولى قبل الميلاد بالتعاون مع بعثة إيطالية من جامعة نابولي ضمن خطة عمل تمتد الى خمس سنوات يتم خلالها عمل دراسات وتنقيبات في الموقع بهدف معرفة الاستيطان في المنطقة الساحلية والقيام بدراسة معمارية ودراسة أثرية عن إعادة استغلال الموقع في الفترة الإسلامية والحديثة.

وبالتعاون مع جامعة أوهايو الأمريكية سيتم تنفيذ مشروع دراسة النظم الاجتماعية والبيئية والغطاء النباتي والنظم الرعوية التي كانت سائدة في العصور القديمة وتأثيرها على المجتمعات المحلية في محافظة ظفار ويعد هذا المشروع واحدا من أهم المشاريع التي تجريها الوزارة ويمتد على مدى خمس سنوات.

وفي هذا الموسم تقوم البعثة بمسح وجمع عينات من الوبر الصخري من الملاجئ الصخرية والتجاويف في المناطق الجافة شمال وادي ذهبون وسوف تسهم هذه الدراسة في معرفة الغطاء النباتي قبل آلاف السنين إضافة الى فهم مدى غنى الأراضي الرعوية ومدى استفادة سكان تلك الحقبة من الغطاء النباتي والحيواني السائد.

كما ستواصل في هذا الموسم أعمال التنقيب في موقع الشكور الأثري بولاية ضنك بمحافظة الظاهرة العائد الى فترة وادي سوق 2000-1300 حيث ستقوم الوزارة وبالتعاون مع جامعة تامبل الأمريكية بتنقيبات أثرية في الموقع بولاية ضنك ويرجع لفترة وادي سوق لمعرفة نمط النشاط الاجتماعي والاقتصادي السائد في المنطقة خلال العصور الحجرية والبرونزية بالإضافة إلى التعرف على عادات الدفن التي كانت سائدة في تلك العصور.

كما ستقوم وزارة التراث والثقافة مع البعثة الأمريكية وبالتعاون مع فريق من جامعة السلطان قابوس باستكمال أعمال التنقيب في موقع دهوة بولاية صحم حيث تم في  الموسم السابق التنقيب في مستوطنة ترجع لفترة أم النار وتم العثور على 17 مبنى يرجع لفترة أم النار تفردت بشكلها المستطيل والمربع كما تم العثور على بقايا أفران صهر النحاس وترجع أهمية المنطقة في موقعها الجغرافي الساحلي الذي هيأها للتواصل مع باقي الحضارات ومنها الهند حيث تم العثور على أوان فخارية  (جرار) كانت تستخدم للتخزين مما يدل على وجود صلات تجارية عمية بين المنطقتين.

وبخصوص الاكتشافات الأثرية المهمة التي أعلن عنها في الموسم السابق والمتمثلة في العثور على موقع عقير الشموس بولاية ينقل بمحافظة الظاهرة ستواصل وزارة التراث والثقافة وبالتعاون مع جامعة جون هوبكنز الأمريكية التنقيب في الموقع الذي يعود للألف الأولى قبل الميلاد ويعد أول موقع أثري مرتبط بتعدين وإنتاج الحجر الصابوني مكتشف على مستوى السلطنة والخليج العربي ..ويعتبر هذا الموقع عبارة عن محجر وورشة لإنتاج الحجر الصابوني وقد وثقت المسوحات الأثرية الكثير من كسر أواني الحجر الصابوني التالفة من عملية التصنيع حيث عثر على حوالي 800 قطعة تم جمعها من على السطح.

وأكدت الدراسات الأولية على هذا الموقع أنه يعود الى العصر الحديدي مع احتمالية استمراره الى العصر الإسلامي وسيتم في هذا الموسم دراسة عينات من الحجر الصابوني إضافة الى القيام بمسوحات في محافظة الظاهرة لتتبع خارطة النحاس والكلورايت والمستوطنات القديمة.

وستقوم الوزارة بالتعاون مع جامعة ليدن الهولندية بمواصلة إجراء المسوحات في مشروع توثيق الشواهد الأثرية في وادي الجزي بولاية صحار بمحافظة شمال الباطنة للموسم الرابع لتغطي مساحة كبيرة تمتد من مدينة صحار وعلى طول وادي الجزي.

وهذه المنطقة كما هو معلوم من الدراسات الأثرية السابقة شهدت استيطانا بشريًا كثيفًا امتد عددا من الحقب الزمنية وهو ناتج عن توفر المصادر المائية والثروات المعدنية بالإضافة إلى وقوع مدينة صحار على مفترق التجارة العالمية القديمة والدراسات الحالية ستكون أكثر عمقا وستوثق جميع الشواهد الأثرية وتوثق تاريخ الاستيطان بطريقة علمية منهجية من خلال دراسة الطرق الجبلية القديمة ورواسب وأفران النحاس في صحار وأصول الري في المنطقة والمعتقدات الجنائزية.

وبالتعاون مع البعثة المشتركة بين جامعة السلطان قابوس وجامعة درهام بالمملكة المتحدة سيتم خلال الموسم الحالي تنفيذ أعمال المسح والتوثيق في ولايات الرستاق والمصنعة والسويق وإجراء حفريات أثرية في مواقع تعود الى نهاية العصر الحديدي في منطقة فلج الشراة بولاية الرستاق.

إضافة الى مواصلة أعمال التنقيب في مواقع فترة العصر البرونزي في منطقة الخشبة بولاية المضيبي بالتعاون مع جامعة توبنجن الألمانية باستكمال أعمال التنقيب في الموقع الذي يعد معبرا لطريق النحاس حسب ما أكّدته نتائج الدراسات في المواسم السابقة وتزخر المنطقة بالعديد من المستوطنات والأبراج الأثرية في مواقع صهر النحاس.

الجدير بالذكر أن وزارة التراث والثقافة وبالتعاون مع البعثة الألمانية من جامعة توبنجن أجرت مسوحات وتنقيبات أثرية في قرى وبلدات محافظة شمال الشرقية وذلك للعام الرابع على التوالي (2015/‏‏ 2016 /‏‏ 2017م) حيث تعود هذه المواقع الأثرية إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد بالإضافة لما تحتويه البلدة كذلك من مبان أثرية ذات تصميم هندسي مميّز.

وكانت المباني الحجرية في بلدة الخشبة محل اهتمام الدراسات الأثرية التي قامت بها البعثة الألمانية ومن خلال التنقيبات تبيّن أن هذه المباني الأثريّة يعود بناؤها إلى 3100 قبل الميلاد وفق تحليل كربون 14 على الفحم الذي تم العثور عليه ويُعتبر هذا الصرح الأثري هو الأقدم بين المباني الأثرية في السلطنة ويبلغ قطره الدائري حوالي 24 مترا ويحتوي على مرافق مستطيلة الشكل بالإضافة إلى ذلك فقد تم العثور على فرن لصهر النحاس والعديد من شظايا الخبث المنتشرة في داخل وخارج هذا المبنى وهو ما أشار إلى استخدامات هذا المبنى لإنتاج النحاس. ويعد موقع قميرا بولاية ضنك واحدا من أهم مواقع العصر البرونزي الواقعة على طريق تجارة النحاس القديم وهذا ما دلت عليه المباني الحجرية الضخمة الموجودة على مسار الطريق.ولأهمية الموقع فإن وزارة التراث والثقافة ستواصل أعمال التنقيب بالتعاون مع بعثة بولندية من جامعة وارسو حيث تستكمل البعثة أعمالها في هذا الموسم بالتنقيب في ثلاثة مواقع وهي قميرا (1) وهو عبارة عن مقبرة ترجع لفترة أم النار وموقع قميرا (2) وهو مستوطنة ترجع لفترة العصر الحجري الحديث وموقع قميرا (3) وهو عبارة عن مبنى يرجع لفترة العصر الحديدي المبكر وتأمل البعثة من خلال هذه الدراسة الى معرفة طبيعة الاستيطان الذي كان سائدا بالمنطقة إضافة الى معرفة التأريخ الزمني لهذه المواقع.