أفكار وآراء

معرض إبداعات عمانية

29 نوفمبر 2017
29 نوفمبر 2017

بخيت بن مسن الكثيري -

[email protected] -

يعد قطاع ريادة الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة من المجالات التي نعول عليها في نشر ثقافة العمل الحر واستقطاب شريحة الشباب الولوج بأنشطتهم ومشاريعهم التجارية في السوق المحلي واستثمار الفرص الحقيقية والدعم المقدم من الدولة لهذا النشاط الواعد الذي يتطلب تسليط الضوء عليها من فترة إلى أخرى لتوعية بأهمية هذا النشاط الواعد.

ومن هذا المنطلق نثمن جهود تنظيم معرض رواد الأعمال (إبداعات عمانية) بشكل سنوي في نسخته الخامسة للمساهمة في بناء قاعدة عريضة من أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال وطرح العقود والممارسات تجارية أمام الشباب أصحاب هذه الأعمال.

وكذلك استقطاب المجموعات والشركات الكبرى لدعم المبادرات في هذا النشاط وأن الحكومة ليست وحدها التي تتحمل هذه البرامج والفعاليات بل هي مسؤولية مشتركة مع القطاع العام والخاص والمجتمع كل منهما مكمل للآخر فالمسؤولية الوطنية تتطلب الحرص على المصلحة العامة ودعم البرامج الوطنية التي نعول عليها الكثير لاستثمار الفرص المتاحة.

حيث تمثل هذه المعارض منصة مهمة أمام الشباب أصحاب الأعمال فتح قنوات اتصال تجارية مع السوق المحلي، وبناء جسور تواصل مع كبرى المجموعات التجارية والعقود في الجهات الرسمية والخاصة وتسويق منتجاتهم وأنشطتهم.

وهذا الجانب يؤكد على أهمية الشراكة بين الشركات الكبرى وأصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة الجادين في القيام بمسؤوليات التوريدات والخدمات بكفاءة والتزام حتى يعكس ذلك الثقة لدى قطاع الأعمال وتساهم بتحقيق القيمة المحلية المضافة من الأنشطة التجارية وإبقاء حصة كبيرة من رؤوس أموالها في الاقتصاد الوطني بين قطاعاته المختلفة وتخفض من التحويلات الخارجية التي تحدثنا عنها سابقًا حيث أصبحت أرقام لا يمكن أن نقلل من أهميتها في ظل ملف التجارة المستترة التي تحدثنا عنها سابقا.

فنأمل استثمار هذه الفعاليات والفرص الحقيقية لعقد صفقات تجارية مباشرة والتعريف بخدماتهم وأنشطتهم وتسويقها مع أصحاب القرار في هذه الأعمال التجارية الكبرى للتعرف على احتياجاتها والتواصل معها ومعرفة الإجراءات والمتطلبات لتكون مورد لهذه المجموعات التجارية الكبرى.

وكذلك بناء قنوات تواصل وثيقة مع الشركات الكبرى وإعطائهم الأولوية بالحصول على الخدمات والعقود التجارية لتساهم في دعم جهود الدولة بترجمة التوجيهات السامية لعاهل البلاد المفدى بأهمية هذا النشاط والتصدي لظاهرة التجارة المستترة.

وهذه الشراكة مع الشركات الكبرى سوف ترسخ ثقافة العمل الحر في السوق المحلي الذي يمتلك فرصا في قطاعاته المختلفة والمشروعات الكبرى

خاصة أن السلطنة تبذل جهودا واضحة لتنمية نشاط المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والتوعية بأهمية هذا النشاط أمام الشباب والاستفادة من الإجراءات والقرارات الداعمة للمواطنين للولوج في هذا النشاط وكذلك إعادة النظر حول السجلات التجارية للحد من الممارسات التجارية غير الصحية المرتبطة بالتجارة المستترة التي تمثل آفة اقتصادية للتحايل على الأنظمة.

وكلنا أمل من الشباب لاستثمار هذه الفرص المتاحة وهناك أمثلة عديدة لقصص النجاح حققها كثير من الشباب في الأعمال الخاصة التي تتطلب الجدية والتخطيط السليم.

ومن جانب آخر، نثمن جهود صندوق الرفد والهيئة العامة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وغرفة تجارة وصناعة عمان، ونأمل ببذل المزيد من الجهد وتوجيه الشباب نحو القطاعات النوعية والواعدة وبناء الشراكة مع كبرى الجهات الاقتصادية العامة والخاصة في فتح المجال أمام رواد الأعمال الجادين بالاستفادة من العقود والمناقصات التي تطرحها وتعزيز التسهيلات والخدمات المقدمة لدعمهم وعرض الفرص المتاحة بالسوق المحلي والاستشارات المالية والجدوى الاقتصادية لهذه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لضمان نموها واستمراريتها .