كلمة عمان

تطوير كبير ومتواصل في قطاع الصحة

28 نوفمبر 2017
28 نوفمبر 2017

لعل من الأمور التي تحظى باتفاق كامل تلك المتصلة بالأهمية الكبيرة للقطاع الصحي ، باعتباره من القطاعات بالغة الأهمية ، ليس فقط على صعيد العناية بصحة المواطن ، منذ ما قبل مولده وحتى وفاته، وما تمثله الصحة من أهمية لحياة المواطن في كل مراحل عمره ، ولكن أيضا على المستوى الاقتصادي والاجتماعي العام ، حيث تمثل الرعاية الصحية أحد أهم مفاتيح التنمية المستدامة، وأحد الجوانب ذات التأثير في معدلات الانتاجية في القطاعات المختلفة بحكم ارتباطها بصحة العاملين ، ومن ثم قدرتهم على القيام بواجباتهم وتطوير ادائهم في مواقع العمل والانتاج ، وهو أمر لن يستطيع الانسان القيام به طالما لم يكن متمتعا بصحة جيدة جسمانية ونفسية ايضا .

وفي حين حرصت مسيرة النهضة العمانية الحديثة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – على العناية بقطاع الصحة وإتاحة الخدمات الصحية الجيدة والمتطورة للمواطن العماني ، أينما كان على امتداد هذه الأرض الطيبة وبالمجان ايضا ، فان جلالة القائد المفدى قد استثنى قطاعات الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية من أية تخفيضات تطرأ على جانب النفقات في الموازنة العامة للدولة بسبب انخفاض اسعار النفط في الأسواق العالمية ، منذ منتصف عام 2014 والمستمرة حتى الآن . وعلى ذلك تتواصل الجهود التي تقوم بها وزارة الصحة ، في اطار استراتيجيتها الوطنية ، سواء للتوسع المستمر في أعداد الاسرة وفي الخدمات الصحية ، لمواكبة الزيادة في عدد السكان ، أو لتطوير مستوى الخدمات القائمة ، والحرص على الاستفادة بأفضل ما تتوصل اليه التكنولوجيا والأبحاث الطبية وأساليب العلاج الحديثة ، فضلا عن تجديد المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية ، وذلك جنبا الى جنب مع تحقيق درجة عالية من التواصل مع المجتمع الطبي في العالم عبر استضافة السلطنة للعديد من المؤتمرات العالمية في أكثر من فرع من فروع الطب والجراحة ، والمشاركة بأوراق عمل علمية وتجارب طبية وعمليات جراحية ناجحة في المستشفيات العمانية في مؤتمرات إقليمية وعالمية رفيعة المستوى ، وهو ما أتاح الفرصة للتعريف بجهود السلطنة إقليميا وعالميا في مجال الصحة، بل والاعداد لاختيارها من جانب منظمة الصحة العالمية ، مركزا إقليميا للتدريب لإدارة الأوبئة بالنسبة للشرق الأوسط ، نظرا لنجاحها الكبير في عمليات التطعيم ومكافحة الأمراض المعدية ، هذا فضلا عن قطع خطوات ملموسة في الوقاية من الأمراض غير المعدية ، او ما يسمى بأمراض العصر .

جدير بالذكر أن عمليات تطوير كثيرة تمت وتتم بالنسبة لنظم العلاج وللمنظومة المتكاملة بين المؤسسات الصحية بمستوياتها المختلفة ، والربط الالكتروني فيما بينها ، وهو أمر جدير بالدعم والتشجيع ، خاصة وأنه جهد ينشد تحقيق أفضل مستويات الوقاية والعلاج الممكن للمواطنين والمقيمين ، ودون ضجيج ، ومشروع إنشاء مستشفى السلطان قابوس الجديد في صلالة ، ومشروعات التوسعة في المرافق الصحية في ولاية آدم بمحافظة الداخلية ، وفي المستشفى السلطاني ومستشفى صحار ومستشفى نزوى وغيرها ، هي مجرد أمثلة لجهود تمتد الى مختلف محافظات السلطنة ، وتسعة لخدمة المواطن والاسهام في تعزيز جهود التنمية المستدامة أيضا .