1179176
1179176
المنوعات

المخرج سليمان محمد إبراهيم يسرد تاريخ السينما السودانية بآمال مستقبلية لإنعاشها

28 نوفمبر 2017
28 نوفمبر 2017

خلال محاضرة احتضنها النادي الثقافي -

تغطية - شذى البلوشية -

أقيمت مساء أمس الأول محاضرة «إضاءات حول السينما السودانية» في النادي الثقافي بتنظيم من النادي الاجتماعي للجالية السودانية بمسقط، قدمها المخرج سليمان محمد إبراهيم رئيس جماعة الفيلم السوداني، وأدار الجلسة الكاتب والإعلامي سليمان المعمري.

انطلقت المحاضرة بتقديم «بانوراما سينمائية» لأشهر الأفلام السودانية الحديثة والقديمة، استعرضت بين طياتها مجموعة متنوعة من الأفكار والسيناريوهات المقدمة في الأعمال التي كانت أفلامًا وثائقية وأخرى تمثيلية، تباينت أيضًا في فنياتها المختلفة، وطرق التصوير، وأداء الممثلين، والتوجهات الإخراجية للعمل الفني.

وتطرق المحاضر في مستهل حديثه لتاريخ السينما السودانية التي رأت النور منذ فترة زمنية بعيدة، ووسط التساؤلات عن انطفاء هذا النور في الوقت الحالي، أجاب المخرج سليمان محمد إبراهيم على التساؤلات بسرد تاريخ طويل للسينما السودانية.

أوضح المحاضر أن الاتفاق التاريخي لدخول السينما في السودان هو عام 1912، ولكن هذه البداية لم تكن الانطلاقة الفعلية للسينما السودانية، حيث إن هذه تعتبر البداية الأولى للمشاهدة السينمائية في السودان وليس الإنتاج السينمائي، حيث أن الثامن والعشرين من فبراير عام 1912 قد شهد عرض أول شريط سينمائي إخباري، ولم يكن عملا سينمائيا سودانيا، كما أن افتتاح أول دار سينما في السودان كان عام 1935، ولكن رغم افتتاحها مبكرا إلا أنها لم تكن متاحة للشعب السوداني، وإنما كانت مخصصة للمستعمر والجاليات الأجنبية، وفي أواخر الأربعينات بدأ العمل في السودان بشكل فعلي على إنتاج الأعمال السينمائية المحلية، حيث تم إلحاق الشباب السوداني لتعلم استخدام تقنيات التصوير، بالإضافة إلى إنشاء وحدة أفلام السودان في عام 1951.

ومن خلال سرد المخرج سليمان محمد إبراهيم لتاريخ السينما في السودان والمتشكل في تطور بطيء للأحداث، أوضح أن بداية الانطلاقة الفعلية للإنتاج السينمائي كانت عام 1970، وكان ذلك من خلال إنتاج أول فيلم روائي طويل من مصور محترف وهو رشيد مهدي، وإخراج إبراهيم ملاحي، ولكن يبدو أن المحاضر قالها صراحة ان الفيلم رغم نجاحه الواضح في جوانب متعددة، إلا أنه «فنيًا معيب في بعض الجوانب»، وأنتج أيضًا في السبعينات فيلم سينمائي آخر يحمل اسم «تاجوج»، وهي قصة عشق شعبية تحكي قصة غرام تاجوج والمحلق، كتبها المؤرخ السوداني محمد صالح ضرار والتي طاف من أجلها بوادي منطقة قبيلة الحمران بحثًا عن تفاصيل ذلك الحب، وما قاله المحلق من أشعار تخليدًا لحبه، وهو من أفلام السينمائي الرائد المرحوم جاد الله جبارة، وأدى دور البطولة فيه الفنان صلاح بن البادية والفنانة الممثلة ماجدة حمدنا الله، وبعدها يتتالى إنتاج الأعمال السينمائية.

وخلال المحاضرة قدم سليمان إبراهيم إضاءة حول تطور السينما السودانية من خلال ما أضافه الدارسون خارج البلاد في المجال السينمائي، حيث يعتبر أحمد شداد أول سوداني دارس في معهد سينمائي، وكان ذلك في ألمانيا، وتوالت بعدها عودة السينمائيين الدارسين خارج السودان، فأصبح هناك عدد منهم في مختلف تخصصات السينما، إلى جانب وجود التقنيين والمصورين في وحدة أفلام السودان.

وتحدث المحاضر ضمن الفعالية عن أسباب قلة الإنتاج في السودان، وأجاب على التساؤلات حول شح الأعمال السينمائية قال: «لا يوجد اهتمام من الدولة بالجوانب السينمائية، ولا يوجد تمويل من القطاع الخاص لإنتاج الأعمال، فكان الحل إنتاج أفلام قصيرة»، كما أوضح المخرج سليمان في حديثه أن كبت الحريات تحول دون إنتاج الأعمال السينمائية، كما أن تناقص دور العرض في السودان والتي بلغ على إثرها عدم وجود أي دار عرض سينمائي في السودان حاليا هو أحد هذه الأسباب.

وحول المستقبل الذي ينتظر السينما السودانية قال سليمان محمد إبراهيم خلال المحاضرة: «لن يكون هناك مستقبل للسينما دون وجود الحريات»، ولكنه أكد على تأسس الجماعات والتجمعات لإنتاج الأفلام ومواجهة التحديات التي تسد طريق استمرار السينما السودانية.