tahira
tahira
أعمدة

نبـض الــدار :طرائف إدارية..

27 نوفمبر 2017
27 نوفمبر 2017

د.طاهرة اللواتية -

[email protected] -

لم يعد علم الإدارة يستغني عن علمي النفس والاجتماع، للصلة الوثيقة بين هذه العلوم ، فلا يمكن التطوير الإداري بدون النظر إلى قدرات وميول وإمكانات الأفراد وردات أفعالهم ، وهي عوامل نفسية بامتياز. ويؤدي الاستخدام الأمثل لعلم النفس الإداري إلى تحقيق المؤسسات لمستويات إنجاز غير مسبوقة، عبر ثلاثة محاور أساسية هي اختيار العاملين، وثم تقييم أدائهم ، وثم التنمية العائدة على المؤسسة من ذلك.

وكذلك فإن دراسة الجوانب المجتمعية ومحددات وديناميات الجماعة لها دور ودخل في التطوير الإداري ، فقد تحولت مؤسسات العمل إلى أسرة ومجتمع صغير يعيش فيه العامل ويتنفس من خلاله. لذا يهتم علم الاجتماع الإداري بدراسة الإدارة العمومية باعتبارها فضاء مختبريا، يشتمل على مجموعة من الموظفين والمديرين ورؤساء الإدارة، تجمعهم علاقات وظيفية مختلفة، ضمن نسق تراتبي.

في هذه الطرفة عن التطوير الإداري نرى اجتماع ثلاثة عوامل وهي النفس والاجتماع والإدارة معا لتنتج لنا واقعا قد يكون غريبا ومتعثرا في فضاءات ومؤسسات إدارية صغيرة أو كبيرة.

تقول الطرفة: كانت هناك نملة مجتهدة

تتجه صباح كل يوم إلى عملها بنشاط وهمة وسعادة، فتنتج وتنجز الكثير.

ولما رآها الأسد تعمل بكفاءة متناهية دون إشراف قال لنفسه: «إذا كانت النملة تعمل بكل هذه الطاقة دون أن يشرف عليها أحد

فكيف سيكون إنتاجها لو عينت لها مشرفاً؟

وهكذا قام بتوظيف الصرصور مشرفاً عاماً

على أداء النملة فكان أول قرار له هو

وضع نظام للحضور والانصراف ، وتوظيف منسقة لكتابة التقارير، وعين العنكبوت لإدارة الأرشيف ومراقبة المكالمات التليفونية. ابتهج الأسد بتقارير الصرصور وطلب منه تطوير هذه التقارير بإدراج : الرسوم البيانية، وتحليل المعطيات لعرضها في اجتماع مجلس الإدارة القادم، فاشترى الصرصور جهاز حاسب آلي

وطابعة ليزر، وعيَّن الذبابة مسؤولة عن قسم نظم المعلومات. كرهت النملة المجتهدة كثرة الجوانب الإدارية في النظام الجديد، والاجتماعات التي تضيع الوقت والمجهود. وعندما شعر الأسد بوجود مشكلة في الأداء قرر تغيير آلية العمل في القسم، وتعيين الجرادة لخبرتها في التطوير الإداري. فكان أول قرارات الجرادة شراء أثاث جديد، شراء سجاد من أجل راحة الموظفين، تم تعيين مساعد شخصي لمساعدتها في وضع الإستراتيجيات التطويرية وإعداد الميزانية. لكن بعد أن راجع الأسد تكلفة التشغيل وجد أن من الضروري تقليص النفقات، وتحقيقاً لهذا الهدف عيّن البومة مستشاراً مالياً. وبعد أن درست البومة الوضع لمدة ثلاثة أشهر رفعت تقريرها إلى الأسد، وتوصلت فيه إلى أن القسم يعاني من تكدس القوى العاملة الزائدة ، فقرر الأسد فصل النملة!!