أهازيج وطنية ومسابقة للرماية وخيمة تراثية في نخل

نخل - أحمد الرواحي -

احتضن ميدان الرماية بولاية نخل احتفال أهالي الولاية بالعيد الوطني السابع والأربعين المجيد، وذلك برعاية معالي نصر بن حمود الكندي أمين عام شؤون البلاط السلطاني، وبحضور سعادة الشيخ هلال بن سعيد الحجري محافظ جنوب الباطنة، وسعادة الشيخ حارث بن سيف الدغيشي، والي الولاية، وعدد من أصحاب السعادة، والمشايخ والرشداء، وجمع كبير من المواطنين، وعدد من الشخصيات من الدول الشقيقة والصديقة.

ولاحتفال هذا العام طابع خاص ميزة عن الاحتفالات الوطنية السابقة، حيث مكان الاحتفال ميدان الرماية الذي تزين بأعلام السلطنة، والذي صمم بطريقة تحافظ على الطابع العماني التقليدي المميز، وقد احتضن في وقت سابق وعلى مدار أيام منافسات الرماية على مستوى السلطنة، وبفضل النجاح الذي حققه وأشاد به الجميع وقع عليه الاختيار ليحتضن فعاليات الولاية احتفاء بالعيد الوطني السابع والأربعين المجيد، فالميدان مهيأ لاستقبال العدد الكبير من المشاركين والحضور، وساحاته تتسع لتقديم مختلف الفقرات ابتهاجا بهذه المناسبة.

وقد شارك طلاب مدارس الولاية بفقرات متعددة تعبيرا عن فرحتهم بهذه المناسبة، فقد أدى الطلاب على اختلاف أعمارهم عروضا متنوعة صاحبتها الأهازيج الوطنية المعبرة عن المناسبة، وألقى مجموعة من الطلاب قصائد في حب الوطن والسلطان، كما قدم فريق الجمباز بمدرسة الخليل بن شاذان للتعليم الأساسي عرضا رياضيا، يضاف إليه أداء فن العازي وبعض الألعاب الشعبية المعبرة التي تعكس جانبا من التراث الثقافي العماني.

وشاركت فرق نخل للفنون الشعبية بتقديم فن الرزحة، والعازي، وشاركت المصورة ميساء الهوتية بعرض مجموعة من الصور تحت مسمى كنوز عمان البحرية المصورة، كما عرض المصور أيمن الحضرمي مجموعة من الصور المميزة لميدان الرماية بالولاية.

وشهد ميدان الرماية مسابقة الرماية باعتبارها إحدى أنواع الرياضات التقليدية العمانية، التي حظيت باهتمام كبير وجذبت عددا كبيرا من المشاركين والمتنافسين، وقد شهدت تنافسا شديدا خاصة أن فرق الرماية بالولاية حصدت مراكز متقدمة في مسابقات الرماية بالسلطنة وعلى مستوى دول الخليج العربي، وشملت مسابقة الرماية مسابقة فردي سلاح ثقيل وحصل فيها على المركز الأول حسين بن محمود الحضرمي، وسلاح ثقيل فرق أهداف ظفر بها فريق نخل شاذون، وأهداف خفيف فردي حصل فيها على المركز الأول يونس بن سالم الحضرمي، وسلاح خفيف فرق أهداف حصل عليها فريق نخل شاذون، وحصل يونس بن سالم الحضرمي أيضا على كأس التحدي، ونخل شاذون على مسابقة أطباق ثقيل فرق، أما أطباق خفيف فرق فقد فاز بها فريق المرافض، وتوج فريق نخل شاذون بالمركز الأول لعام 2017م.

ولارتباط الاحتفال بالعيد الوطني بالمحافظة على الهوية العمانية التي تمثل جزءا لا يتجزأ من خصوصية الشخصية العمانية التي يعتز بها كل عماني أشرفت جمعية المرأة العمانية على تنظيم الخيمة التراثية التي استقطبت عددا من الحرفيين والحرفيات، وضمت أقساما متعددة منها المنتوجات الحرفية، وحلقات تعليم القرآن الكريم أو ما يسمى قديما بالكتاتيب، وصناعة بعض المأكولات العمانية التقليدية، كالحلوى والقشاط، وقد حظيت بإعجاب الحضور الذي تجولوا بين أقسامها المختلفة.

وقد أشاد سعيد الحكماني، رئيس فريق الرماية واللجنة المنظمة للحفل بالتعاون الكبير من قبل مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة وبالمبادرات الشخصية لإنجاح هذا الحفل، وباحتضانه لتلك الفعاليات المتنوعة أثبت الميدان قدرته على احتضان مختلف الفعاليات والأنشطة المختلفة، وعدم اقتصاره على مسابقات الرماية فقط، فبحكم موقعه المتميز الذي تحيط به الجبال، ومساحته الواسعة، والأقسام المهيئة فيه، كل ذلك ساهم في إظهار احتفالات الولاية بعيدها الوطني الــ47 المجيد بالشكل الذي يليق بها.

وفي سياق الاحتفالات التي تشهدها ولاية نخل بالعيد الوطني السابع والأربعين المجيد نظمت اللجنة الشبابية بالولاية وبالتعاون مع فريق مجان للمسير الحر طواف ومسير نخل للدراجات الهوائية، وذلك تحت رعاية سعادة محمد بن سليمان الكندي، عضو مجلس الشورى، ممثل ولاية نخل، والفعالية عبارة عن مرحلتين: المرحلة الأولى مرحلة الطواف وتشمل سباق الدراجات الهوائية لمسافة إحدى وعشرين كم، حيث كانت نقطة الانطلاق من مدرسة الإمام محمد بن سليمان المفرجي وصولا إلى منعطف وادي مستل الذي مثل نقطة نهاية السباق، وشهد السباق مشاركة واسعة من مختلف ولايات السلطنة، واتسم بالمتعة والإثارة والرغبة في تحقيق المراكز الأولى، وقد حصل على المركز الأول المتسابق محمد الشندودي، والمركز الثاني المتسابق مشاري الخليلي، وكلاهما من ولاية عبري، واحتل المتسابق مطر العبيداني من ولاية نزوى المركز الثالث، بينما حل المتسابق سليمان المعولي من ولاية وادي المعاول في المركز الرابع.

أما المرحلة الثانية فهي للمسير بالدرجات الهوائية وقد حمل راكبو الدراجات أعلام السلطنة وصور قائد صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم-حفظه الله ورعاه-، وكان الانطلاق من تقاطع العقيبة مرورا بمنطقة الثوارة ثم الطريق المؤدي إلى سوق نخل وصولا إلى قلعة نخل، وفي نهاية هذه التظاهرة الوطنية كرم راعي الحفل الفائزين والمنظمين للفعالية.

إن هذه الاحتفالات التي تشهدها الولاية لتعبر عن شكر المواطنين لقائد البلاد المفدى على المنجزات الكبيرة الملموسة التي تحققت في الولاية في مختلف جوانب الحياة الاجتماعية والصحية والتعليمية، ولا شك أن الشكر الحقيقي يتحقق بالمساهمة الحقيقية والفاعلة في بناء الوطن عن طريق الإخلاص والتفاني في العمل وبما يعود عليه بالخير والنفع. حفظ الله مولانا وألبسه ثوب الصحة والعافية.