1175893
1175893
العرب والعالم

ارتفاع ضحايا الهجوم في سيناء إلى 305 قتلى والمهاجمون رفعوا علم «داعش»

25 نوفمبر 2017
25 نوفمبر 2017

مصر تتراجع عن فتح معبر رفح -

القاهرة ـ عواصم وكالات -

قال مسؤولون مصريون أمس إن المسلحين الذين هاجموا مسجدا في محافظة شمال سيناء أمس الأول رفعوا راية تنظيم (داعش) وإن عدد القتلى ارتفع إلى 305 قتلى بينهم 27 طفلا. وبعد بضع ساعات على توعد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي «الثأر لشهدائنا»، نفذ الجيش الليلة قبل الماضية غارات جوية في منطقة الهجوم بشرق سيناء حيث تحارب قوات الأمن «ولاية سيناء» الفرع المصري لتنظيم (داعش).

وقال المتحدث باسم الجيش تامر الرفاعي انه في إطار ملاحقة القوات المسلحة للعناصر الإرهابية المسؤولة عن استهداف المصلين بمسجد الروضة بمدينة بئر العبد، «قامت القوات الجوية بمطاردة العناصر الإرهابية واكتشاف وتدمير عدد من العربات المنفذة للهجوم الإرهابي الغاشم وقتل من بداخلها في محيط منطقة الحدث». وتشير كل العناصر الى أن الاعتداء نفذه متطرفون.

وأعلنت النيابة العامة في بيان بثه التلفزيون الرسمي أمس انه «وبعد بدء إلقاء خطبة الجمعة، فوجئ المصلون بقيام عناصر تكفيرية يتراوح عددهم بين 25 و30 شخصا، يرفعون علم (داعش) ويحملون الأسلحة النارية وأخذوا في إطلاق النار على المصلين».

وتابع البيان أن المهاجمين وبعضهم ملثم كانت شعورهم طويلة ويرتدون بزات عسكرية ويحملون أسلحة نارية وأنهم «اتخذوا مواقع أمام باب المسجد ونوافذه، واطلقوا النار بطريقة عشوائية داخل المسجد».

وأشارت إلى أن المسلحين أتوا على متن خمس سيارات رباعية الدفع وأضرموا النار في سيارات المصلين وعددها سبع.

ونقلت النيابة عن جرحى التقتهم فرق التحقيق في المستشفيات سماعهم «أعيرة نارية كثيفة خارج المسجد مع أصوات انفجارات عالية، تبعه دخول» المسلحين للمسجد. وقالت النيابة إنها وجدت «آثار دماء كثيفة تحيط (الجثث) وسط المسجد ودورات المياه».وعند الفجر حضر آلاف من سكان بلدة (ميت حبيب) القريب من مكان الاعتداء مراسم تشييع مدير مدرسة بئر العبد السيد ابو عيطة وابنه احمد وكلاهما قتلا في الهجوم وسط هتافات «لا اله الا الله الشهيد حبيب الله».

وتزاحم أقارب للضحايا في مستشفى الإسماعيلية المدينة القريبة من قناة السويس في شمال شرق البلاد والذي نُقل إليه الجرحى لتلقي العلاج .

وعنونت صحيفتا «الأخبار اليوم» و«الجمهورية» اللتان وضعتا شارة سوداء علامة الحداد، «الإرهاب في بيت الله». وأوردت وسائل الإعلام أن كل المساجد في مصر ستقيم الصلوات لراحة أنفس «الشهداء». ودعا السيسي القوات المسلحة الى إقامة نصب لتكريم الضحايا، بحسب ما أوردت وسائل الإعلام الرسمي.

وعرض التلفزيون بشكل متواصل صور الجثث في المسجد وسيارات الإسعاف ومراكز العناية التي نقل إليها المصابون.

وروى شهود أن مرتكبي الهجوم أحاطوا المسجد بسيارات رباعية الدفع وقاموا بزرع عبوة ناسفة خارجه.

وبعد انفجار العبوة بدأ المسلحون بإطلاق النار على المصلين الذين أصيبوا بذعر وكانوا يحاولون الفرار، إلا أن المهاجمين أضرموا النار في سيارات متوقفة في المكان بهدف قطع الطريق. وروى مجدي رزق الذي أصيب بجروح في المسجد أن المسلحين «اقتحموا المسجد وكان عددهم بين عشرة أشخاص وعشرين شخصا وكان عدد القتلى اكبر من الجرحى».

وتابع رزق «كانوا ملثمين ويرتدون بزات عسكرية»، موضحا أن الأسر المقيمة في المنطقة التي تقطنها غالبية من الصوفيين تعرضت لتهديدات من مجموعات متطرفة. ونددت دول أجنبية عدة بالاعتداء من بينها الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا وإيران والسعودية. ودان شيخ الأزهر أحمد الطيب «الهجوم الإرهابي البربري». وقال إن «سفك الدماء وانتهاك حرمة بيوت الله، يستوجب الضرب بكل شدة وحسم على أيدي هذه العصابات الإرهابية ومصادر تمويلها وتسليحها». ودعا المسؤولون الدينيون في مصر عبر وسائل الإعلام الى محاربة الإرهاب والعقيدة المتطرفة.

كما أدانت الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب أمس الهجوم «الإرهابي الذي استهدف مسجدا في قرية الروضة بشمال سيناء، ووصفته بـ «الدنيء». وقالت الأمانة العامة، التي تتخذ من تونس مقرا لها في بيان نشرته على موقعها أمس، إنها «تلقت بإدانة مطلقة واستنكار شديد أنباء الهجوم الإرهابي الدنيء الذي استهدف مسجدا في قرية الروضة بشمال سيناء في جمهورية مصر العربية أثناء صلاة الجمعة وخلف عشرات القتلى والجرحى في صفوف المصلين الأبرياء».

من جهته ، أعرب نائب رئيس الوزراء التركي بكير بوزداج أمس، عن دعم تركيا لمصر بعد الهجوم على مسجد في شبه جزيرة سيناء المصرية.وقال بوزداج إن تركيا، كما هو الحال دائما، تقف مع شعب مصر وحكومتها، وأن تركيا مستعدة لكافة أنواع التعاون في الحرب ضد الإرهاب بدون أي تحفظات .كما أدان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم الهجوم، ووصفه بالشائن، وقدم تعازيه للشعب المصري. من جانبها أدانت حركة حماس في قطاع غزة التفجير الإجرامي الذي استهدف المصلين في مسجد الروضة بمنطقة بئر العبد في سيناء. وقالت في بيان إن «استهداف المساجد والمصلين ودور العبادة تجاوز لكل التشريعات السماوية والقيم الإنسانية وتحدٍ صارخ لكل المسلمين في بقاع الأرض واستفزاز لمشاعرهم واستهداف لعقيدة الأمة، لما تمثله هذه الأماكن الطاهرة من رمزية دينية ومكانة كبيرة للإسلام والمسلمين».

في السياق، أعلن مسؤول فلسطيني في قطاع غزة أن السلطات المصرية أرجأت فتح معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة الذي كان مقررا أمس، اثر الهجوم . وقال المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس إن «الجانب المصري أبلغ رسميا بعدم فتحه معبر رفح (السبت) بسبب الأحداث المؤسفة في شمال سيناء». بدورها أكدت السفارة الفلسطينية في القاهرة في بيان صحفي إبلاغ السلطات المصرية لها بإرجاء فتح المعبر بسبب الظروف الأمنية في سيناء. وكان رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية حسين الشيخ أعلن الخميس الماضي عن فتح معبر رفح السبت لثلاثة أيام.

وكانت ستكون المرة الثانية التي يفتح فيها المعبر منذ تسلم السلطة الفلسطينية معابر قطاع غزة من حركة حماس في الأول من نوفمبر. وفتحت السلطات المصرية السبت قبل الماضي معبر رفح لمدة ثلاثة أيام للحالات الإنسانية في القطاع، في حين تعود آخر مرة فتح فيها قبل ذلك إلى 27 أغسطس الماضي.

وسلمت حماس في الأول من نوفمبر ممثلي السلطة الفلسطينية الوزارات ومعابر قطاع غزة في خطوة رئيسية على طريق تطبيق بنود اتفاق المصالحة الموقع في 12 أكتوبر في القاهرة التي ترعى ملف المصالحة الفلسطينية. ويفترض بموجب الاتفاق ان تتسلم السلطة الفلسطينية جميع المؤسسات في غزة بحلول الأول من ديسمبر.