1175423
1175423
عمان اليوم

«البيئة»: استحداث مركزي مراقبة بمحمية جبل سمحان على طريق حاسك - الشويمية

25 نوفمبر 2017
25 نوفمبر 2017

رُصِد مؤخرا تواجد القط البري الذهبي والثعلب الجبلي ونبات الفلق النادر -

كتبت - خالصة بنت عبدالله الشيبانية -

أكدت وزارة البيئة والشؤون المناخية أن محمية جبل سمحان الطبيعية بمحافظة ظفار رصدت مؤخرا وجود القط البري الذهبي والثعلب الجبلي وبعض أسماك المياه العذبة والنباتات النادرة مثل «سمحان سيس» أو الفلق بالتسمية المحلية، وقد تم استحداث بعض المرافق المتمثلة في مركزي مراقبة بتنفيذ من شركة جلفار على مسار طريق حاسك-الشويمية. كما تضم المحمية حياة فطرية برية وبحرية متنوعة وبعضها نادرة ومهددة بالانقراض مثل النمر العربي.

تهديدات بشرية

وأكد سعيد بن محمد الشحري، أخصائي محميات طبيعية بالمديرية العامة للبيئة والشؤون المناخية بظفار، أنه يتم المحافظة على المحمية من التهديدات البشرية عن طريق منع الدخول للمحمية إلا بالحصول على تصاريح للغرض المراد من الدخول، إضافة إلى متابعة الحركة البشرية القاصدة إلى المحمية، وحث الجهات الأمنية والعسكرية إلى بذل المزيد من الجهد لإخراج العمالة الوافدة غير الشرعية من داخل المحمية، وأوضح أن هناك تأثيرات بشرية على المحمية تتمثل في الرعي الجائر في أطراف المحمية، ودخول هواة الرياضة، والمتربصين بالحياة الفطرية، إضافة إلى العمالة الوافدة غير الشرعية التي تتواجد داخل قلب المحمية والتي لها العديد من المؤثرات على بيئة المحمية النباتية والحيوانية.

وأوضح الشحري أن المحمية تضم أحياء نادرة أهمها النمر العربي، والوشق، والثعلب الجبلي، والأرنب البري، والقط البري الذهبي، والضبع المخطط، وعدد من النباتات البرية، إضافة إلى العديد من الأحياء البرية غير النادرة والتي تتواجد بأعداد معقولة داخل المحمية، وقد أوضح أن المحمية تغطي ثلاث ولايات، مرباط و سدح، وجزر الحلانيات، وقال إنه يتم مراقبة الحياة الفطرية داخل المحمية من خلال إجراء الدراسات والبحوث الميدانية من خلال المسوحات الميدانية ونصب الكاميرات الفخية، وتنفيذ الزيارات الراجلة بهدف إبراز مكونات المحمية من خلال القرب منها والدخول في تفاصيلها الطبيعية، تمهيدا لإعداد التقارير الخاصة بتلك الأعمال ورفعها فور الانتهاء منها للجهة المختصة بالوزارة.

جروف وأودية

نطاق المحمية عبارة عن سلسلة من الأراضي المرتفعة المكونة من الحجر الجيري، والتي تكون مرتفعة عن السهل الساحلي ومنحدرة إلى الشمال، كما تتضمن جروفا ساحلية إلى الشرق، ويمتد جبل سمحان إلى مساحة واسعة تضم حوالي 1500 متر من الجروف المطلة على تلال «صلوت» الواقعة بين ولاية مرباط وولاية سدح، وتوفر الجروف في بعض الأودية مثل «وادي صناق» مواقع مثالية لتعشيش الأنواع النادرة من الطيور مثل البلشون والطيور الاستوائية، وتوفر المياه الساحلية الغذاء للطائر الأبله المقنع وغراب البحر السوقطري، وتحوي المحمية قرى أهمها قرية حاسك التي تقع على رأس بحري صغير ويعتبر شاطئها عريضا، حيث يتكون الشاطئ الممتد من شمال حاسك إلى رأس قنوت من سفوح جيرية شديدة الانحدار تعرضت لعوامل التعرية من الأسفل، حيث أصبح قاع البحر رمليا ضحلا ويمكن من خلاله ملاحظة أسراب من أسماك السردين.

وتتخلل جبال قرية حاسك أودية وخلجان صغيرة رائعة ذات شواطئ رملية، ويوجد في وادي صناق خور محاط بالأعشاب، وهو موئل للسلاحف المعششة على الشاطئ والطيور المهاجرة التي تتكاثر في السفوح المجاورة.

تنظيم الأنشطة البشرية

وتعتبر محمية جبل سمحان غير آهلة بالسكان من الجهة الشمالية من الحمية، ويتم استغلالها استغلالا بسيطا من قبل الرعاة، ويقوم الأفراد أحيانا بزيارات إلى الأودية داخل المحمية لجمع اللبان، كما يوجد على الساحل نشاط الصيد التقليدي، حيث أنه يسمح بهذه الأنشطة شريطة عدم زيادة الاستخدام غير المرشد للموارد، وقد تم تقسيم المحمية إلى قسمين، قسم منطقة الحماية المركزية، التي ينبغي أن يظل التدخل البشري فيها إلى أدنى مستوى، وقسم منطقة متعددة الاستخدامات، والتي يسمح فيها عادة بالأنشطة العامة.

تساهم محمية جبل سمحان في حماية التنوع الأحيائي والنظم البيئية، وحماية المعالم الأثرية والتاريخية والجمالية ذات الأهمية، كما أن لها دورا في تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للسكان المحليين، إضافة إلى تنمية السياحة البيئية.