Oman Daily K O
Oman Daily K O
كلمة عمان

التعاون الفعال ضرورة لمواجهة آفة الإرهاب

25 نوفمبر 2017
25 نوفمبر 2017

إذا كان الأشقاء في جمهورية مصر العربية قد صدمهم الحادث الإرهابي الخسيس ، الذي تعرض له مسجد الروضة في مدينة بئر العبد بشمال سيناء أمس الأول ، فإنه مما لا شك فيه أن العمانيين والكثيرين جدا في المنطقة وعلى امتداد العالم ، قد صدمهم الحادث البشع ، ليس فقط لأنه أودى بحياة المئات من الأبرياء من أبناء الشعب المصري الشقيق ، ولكن ايضا لأن الحادث استهدف أحد بيوت الله ، وخلال تجمع المصلين لأداء صلاة الجمعة أمس الأول ، والمساجد ودور العبادة بوجه عام هي أماكن آمنة ، تقام فيها الصلوات ، ويتوجه مرتادوها الى الله عز وجل ، ولا يجوز أبدا قتلهم او ترويعهم ، لا في داخل المساجد ولا حولها .

وبينما بعث حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – بتعازيه وصادق مواساته إلى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة ، فإن وزارة الخارجية أعربت عن إدانتها واستنكارها الشديدين للتفجير الارهابي والهجوم المسلح على مسجد الروضة ، وأكدت في بيان لها ، تضامنها مع جمهورية مصر العربية الشقيقة ضد آفة العنف والإرهاب بشتى صوره وأشكاله، كما دعت السلطنة دول العالم إلى بذل المزيد من الجهود لمحاربة الإرهاب والتصدي له بكل الوسائل والسبل الممكنة .

ومع اليقين بأن مصر الشقيقة قادرة بجهود أبنائها وبتعاون الأشقاء والأصدقاء معها بأشكال مختلفة، على مواجهة هذه الهجمة الارهابية الشرسة والجبانة ، والتي بدأت تمتد الى المساجد في أرض الكنانة ، وأنها قادرة أيضا على التغلب على محاولات مكشوفة لشغلها على أكثر من جبهة ، فإن توحش العمليات الإرهابية – كتلك التي حدثت امس الأول - واتساع نطاقها في أكثر من دولة من الدول العربية والإسلامية، خاصة في هذا التوقيت المريب، بات يتطلب في الواقع ما هو أكثر بكثير من مجرد الشجب والإدانة وصيغ الاستنكار العديدة والمعروفة ، ليس فقط لأن هذه الآفة باتت تهدد عدة دول وشعوب شقيقة ، وبشكل واضح ومتزايد ، بكل ما يعنيه ذلك من حاجة لمزيد من التضحيات والنفقات والجهود والوسائل الضرورية لاقتلاع هذه الآفة من جذورها ، ولكن أيضا لأن الجهود الفردية لمواجهة مثل هذه العمليات والتنظيمات الإرهابية المتعددة والمتكاثرة كالفطر تظل غير كافية وحدها ، وهو ما يحتم في الواقع ضرورة التعاون الإقليمي والدولي الحقيقي والفعال والملموس أيضا بين أكبر عدد من الدول ، وفي مجالات فعالة على صعيد مقاومة هذه الظاهرة التي أساءت وتسيء كثيرا الى الدين الإسلامي والى الإنسانية جمعاء . وهنا تكتسب دعوة السلطنة دول العالم كافة إلى بذل الجهود لمحاربة الإرهاب والتصدي له بكل الوسائل الممكنة أهميتها وضرورتها من أجل محاصرة أعمال العنف والإرهاب واقتلاع التنظيمات المتورطة في مثل هذه الأعمال من جذورها، وهو أمر يعود بالفائدة عند تحقيقه على دول المنطقة وعلى العالم من حولها أيضا ، واذا كان قد تمت محاصرة داعش وتوجيه ضربات فعالة ومؤثرة لها في العراق وسوريا ، فإن التعاون الحقيقي لمكافحة الإرهاب يمكن ان يضع نهاية لهذه الظاهرة الخطيرة ، إذا خلصت النوايا بالطبع .