1173410
1173410
العرب والعالم

الحريري يتريث باستقالته تجاوباً مع طلب الرئيس اللبناني

22 نوفمبر 2017
22 نوفمبر 2017

أكد تطلعه إلى شراكة حقيقية من كل القوى السياسية -

بيروت - عمان - حسين عبدالله - أ ف ب -

أعلن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أمس أنه عرض استقالته على رئيس الجمهورية ميشال عون الذي تمنى عليه التريث بتقديمها والاحتفاظ بها لمزيد من التشاور في أسبابها وخلفياتها السياسية»، مضيفًا: «وأنا أبديت تجاوبي». وقال الحريري بعد خلوة عقدها مع عون في قصر بعبدا، إن «اللقاء كان مناسبة لشكر الرئيس عون على عاطفته النبيلة وحرصه على حماية الاستقرار والدستور ورفضه الخروج عنها تحت أي ظرف»، مضيفًا: «أتوجه بتحية تقدير وامتنان إلى جميع اللبنانيين الذين غمروني بمحبتهم وأؤكد الالتزام الكامل مع الرئيس للنهوض بلبنان وحمايته من الحروب وتداعياتها على كل صعيد».

وخصّ رئيس مجلس النواب نبيه بري بالشكر «لأنه أظهر حرصاً على الدستور»، مشددًا على «وجوب الالتزام بسياسة النأي بالنفس عن الحروب والنزاعات الإقليمية وعن كلّ ما يسيء إلى الاستقرار الداخلي والعلاقات الأخوية مع الأشقاء العرب».

وأكد الحريري أنه يتطلع «إلى شراكة حقيقية من كل القوى السياسية في لبنان لتقديم مصلحة البلاد العليا على أي مصالح أخرى»، لافتًا إلى أن «وطننا يحتاج إلى جهود استثنائية من الجميع ووجوب الالتزام بسياسة النأي بالنفس عن النزاعات الإقليمية وكل ما يسيء إلى العلاقات الأخوية مع العرب»، ومشددًا على أن «لبنان أمانة ولا يجوز التفريط بهذه الأمانة وحفظ الله لبنان وحفظ شعبه الطيب».

وكان الرئيس الحريري قد وصل إلى لبنان فجرا امس للمشاركة بالاحتفال بعيد الاستقلال إلى جانب الرئيسين عون وبري، بعدما كان قد انتقل من الرياض حيث أعلن استقالته في الرابع من الجاري، إلى فرنسا يوم الجمعة الماضي ، قبل أن يلتقي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في مصر أمس الأول. وأكد وزير الإعلام ملحم الرياشي أن «فكرة التريث بموضوع الاستقالة لا بأس بها طالما أن رئيس الحكومة سعد الحريري يصر على المبادئ الأساسية التي حصلت على أساسها الاستقالة»، مشيراً إلى أن «التريث أمر ضروري طالما هناك أمل للخروج بنتائج إيجابية من صدمة الاستقالة التي نتمنى أن تكون صدمة إيجابية».

وشدد الرياشي، في تصريح امس على أن «شروط الاستقالة هي موجبات ميثاقية وتلزم لبنان بالنأي بالنفس عن المشاكل في المنطقة لأن هذه الأمور هي التي تخلص لبنان»، لافتاً إلى أن «التريث يؤكد كلامنا أن الحريري كان حر في السعودية لأنه أكد على شروط الاستقالة»، ذاكراً «فلننتظر طاولة الحوار». واحتفل لبنان امس بالذكرى الرابعة والسبعين للاستقلال وقد أقيم في هذه المناسبة عرض عسكري للجيش اللبناني في بيروت.

وبحسب الخبير الدستوري اللبناني إدمون رزق، فإن قرار الحريري يعني أنه «مستمر في مهامه لأن التريث يعني تعليق الاستقالة».

وأضاف لوكالة فرانس برس «طالما أن رئيس الجمهورية لم يقبلها فلا تعتبر الاستقالة ميثاقية».

وأبدى حزب الله الذي يعد المكون الأبرز في الحكومة اللبنانية استعداداً للتفاهم مع الحريري. وقال أمينه العام حسن نصر الله الإثنين الماضي «بالنسبة لنا ليس مستقيلاً.. ونحن منفتحون على كل حوار وكل نقاش».

وترى مديرة مركز كارنيغي للأبحاث في الشرق الأوسط مهى يحيى في تصريحات لفرانس برس أن «العديد من الدول» دخلت على خط التهدئة، مضيفة «بالتأكيد بذلت جهود لتهدئة الأمور قليلاً ولمحاولة إفساح المجال أمام حصول نقاشات أو مفاوضات خلفية».

وتعرب عن اعتقادها بأن «المجتمع الدولي يدرك جيداً أنه لا مصلحة لأحد في وجود دولة أخرى غير مستقرة في المنطقة».

في الأثناء، قال وزير الخارجية الأمريكي ركس تيلرسون أنه «نيابة عن الشعب الأمريكي، أود أن أتقدم بأحرّ التحيات والتهاني إلى شعب لبنان بمناسبة ذكرى استقلالكم اليوم».

وأشار تيلرسون، في بيان له، إلى أن «الولايات المتحدة تتطلع إلى تعزيز صداقتها وتعاونها مع لبنان في الوقت الذي نعمل فيه سويا لتحقيق أهدافنا المشتركة ولدعم سيادة واستقرار لبنان واستقلاله»، مؤكداً «الدعم لمؤسسات الدولة اللبنانية»، مثمناً «الشراكة الوثيقة في التصدي للتحديات الإقليمية المشتركة، ولا سيما مكافحة الإرهاب».

وذكر أن «التزامنا الدائم تجاه الشعب اللبناني سيبقى قويا، فيما يعمل لبنان على تحقيق تطلعات جميع اللبنانيين من أجل مستقبل مزدهر وآمن»، راجياً أن «تقبلوا منا أطيب التمنيات لجميع اللبنانيين في هذه المناسبة التاريخية».