1173325
1173325
المنوعات

سالم بن علي سعيد ينهي «سفره» الطويل.. ويترك سجلا فنيا حافلا

22 نوفمبر 2017
22 نوفمبر 2017

بعد عقود من حمل لواء الأغنية العمانية والغناء في «ألبرت هول» -

حمل لقب «سفير الأغنية العمانية» ونال «وسام السلطان قابوس» -

«مسافر.. والألم ما طاع ينزاح مسافر»

«عمان»: رحل فجر أمس الفنان الكبير سالم بن علي سعيد بعد صراع مع المرض، وبرحيله تفقد الأغنية العمانية أحد أهم رموزها، وأحد أهم ممثليها في المحافل الخليجية والإقليمية ما جعله يستحق لقب «سفير الأغنية العمانية».

وكان الراحل يكمل برنامجه العلاجي في العاصمة التايلندية بانكوك حينما بدأت حالته تسوء قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة فجر أمس. وبدأت رحلة سالم بن علي سعيد العلاجية في فبراير الماضي عندما وصل إلى بانكوك، ثم عاد في رمضان الماضي إلى مسقط ومن مسقط إلى صلالة، وفي سبتمبر الماضي عاد الراحل إلى بانكوك إكمالا للبرنامج العلاجي.

كان الراحل يعيش في مدينة دبي مع والديه عندما بدأ عصر النهضة، ولبى نداء الوطن وعاد إلى السلطنة. وكان في تلك المرحلة يغني مع أخيه سعيد الذي رحل هو الآخر قبل شهرين بالمرض نفسه.

وكان سالم بن علي سعيد قد بدأ رحلته الفنية منتصف سبعينات القرن الماضي حينما سجل للإذاعة العمانية بعض الأغاني الوطنية التي تذكي الحس الوطني في لحظة مفصلية من عمر الوطن. ففي عام 1974 سجل الفنان أغنية «خليك معي يا أخي» وهي للشاعر مسلم عساس وغنى الأغنية بلحن يمني، وفي العام التالي سجل أغنية «يا أمة الخير» من كلمات الشاعر مانع بن سعيد الكثيري وألحان مسلم بن علي عبدالكريم، وغنى الراحل هذه الأغنية في ميدان الاحتفالات بمدينة صلالة.

وكانت أول أغنية من ألحان الراحل هي أغنية «طابت ليالينا» وهي من أشعار سالم بن ناصر الحبشي.

وفي نهاية السبيعينات سجل مجموعة من الأعمال المختلفة برفقة الفرقة الشرقية الخاصة، وهي بداية التعاون مع الشاعر الراحل عبدالله بن صخر العامري، وكانت أهم هذه الأعمال: «عتاب الزمن، كم ليل قد عشنا سوا، هلت ليالينا وغنينا، شاقني قرب الحبيب».

واستمرت مسيرة الراحل تقدم الفن الأصيل الذي وإن ذهب باتجاه الأغاني العاطفية إلا أنه الجانب الوطني بقي الأكثر حضورا والأكثر تأثيرا في فنه.. ورسخت في أذهان الجمهور العماني والخليجي أغاني من مثل: «عُمان الخير» و«قابوس» و«قائد وباني» و«ميلاد شعب» و«عشت يا قابوس» و«مسافر» و«عش سعيد» و«لك يوم» و«ولمن السفائن» و«لا تبكي» و«ياعين بالله نامي» و«لي مطلب إذا تسمح» و«يا أهل الهوى» و«البلبل الشادي» و«صافي ودادك» والكثير الكثير من الأغاني التي مثل بها السلطنة في الكثير من المهرجانات العربية. حيث شارك في مهرجان الأغنية العربية في الجزائر عام 1985 وهي فترة مبكرة جدا من عمر الفنان قياس بتاريخ تجربته وقياس بالتجربة الفنية العربية، وفي عام 1993 شارك في مهرجان الأغنية العربية أيضا التي أقيمت في لبنان، وفي عام 1999 شارك في مهرجان الباحة في المملكة العربية السعودية، وفي 2001 شارك في مهرجان الجنادرية إلى جوار نخبة من كبار الفنانين في الخليج والمنطقة العربية. كما شارك الراحل في مهرجان الأغنية العمانية عام 2006.

لكن الراحل كان حاضرا بكثافة في المشهد الغنائي العماني من خلال المهرجانات الفنية والوطنية التي تقام في السلطنة. ومن بين المراحل المهمة في تجربته، مرحلة الغناء في بيت الحيل، وكان مقرا حكوميا في ذلك الوقت وتقام فيه الكثير من حفلات الشاي والحفلات الغنائية الوطنية قبل أن ينتقل البيت إلى عائلة الملحن السيد خالد بن حمد البوسعيدي.

وتشير بعض المعلومات إلى أن الراحل عمل في مرحلة من حياته في الفرق الوطنية وبالتحديد فرقة صلاح الدين.

وغنى الراحل للكثير من الشعراء أمثال مسلم عساس، وسالم فنخور الكثيري، وعوض بخيت وطارش قطن، وسالم الصومالي وهو كاتب أحد أشهر أغانيه «مسافر»، إضافة إلى سالم بنخيت المعشني «أبو قيس».

ولحن سالم بن علي سعيد الكثير من أغانيه قبل أن يبدأ مرحلة علاقته بالسيد خالد بن حمد الذي لحن العديد من أغاني الراحل.

ومن أغاني الراحل الشهيرة أغنية «لك يوم» وهي من كلمات عوض بن بخيت العمري وألحان السيد خالد بن حمد.

ومن بين المنعطفات المهمة في حياة الراحل سفره إلى لندن وغناؤه في القاعة الملكية ألبرت هول وهي أحد أشهر القاعات في العالم ولا يغني فيها إلا كبار الفنانين من العالم. وكان الراحل بين قلة من الفنانين العرب الذين غنوا في تلك القاعة إلى جوار الفنان اليمني أبو بكر سالم.

وسجل الراحل في لندن 4 أغان عام 1982 بدعوة من الشيخ عوض بن بخيت العمري، واختار الملحن المصري أشرف السركي لكتابة النوتات.. والمعروف أنه سجل أغانيه الأربع بشكل متواصل من الساعة التاسعة مساء وإلى الساعة الواحدة من بعد ظهر اليوم التالي.

وتــــوج الراحل مسيرته بحصوله على وسام جلالة السلطان للثقافة والعلوم والفنون من الدرجة الثانية، وكان الراحل قد كرم في عدة مناسبات من بينها تكريمه في مملكة البحرين كأحد رواد الفن الخليجي برفقة الفنان محمد عبده وأحمد الجميري.