1166485
1166485
مرايا

تحب المشاركة في الأعمال التطوعية الخدمية - سميرة البيمانية: الصدفة قادتني أن أكون مدربة في القيادة والإدارة

22 نوفمبر 2017
22 نوفمبر 2017

حوار- محمد بن خميس الحسني -

سميرة بنت حمدان البيمانية مدربة للتنمية البشرية، وتعمل حاليا مديرة مدرسة في إحدى مدارس محافظة مسقط بولاية السيب، عشقت فن التدريب وأساليبه بعدما تدرجت في مجاله، وحضرت العديد من الورش والندوات والمؤتمرات، وكان عشق حب الإطلاع والمعرفة والمبادرة يراودها منذ أن كانت معلمة في إحدى مدارس محافظة الداخلية .

لم تعقها الوظيفة الإدارية والتي - بطبيعة الحال - تفيض بالعديد من الأعمال الإدارية والفنية إلى جانب ممارسة المجال الذي أحبته في التدريب والتنمية البشرية، والذي يعنى في المقام الأول بتنمية الذات وتلبية متطلبات المتدرب من جانب الادارة والقيادة فهي أرادت أن تجمع بين وظيفتها وبين شغفها بالتدريب في التنمية البشرية.

كما أن سميرة البيمانية بحكم عملها في فترة من الفترات في دائرة تقييم العائد التدريبي بوزارة التربية والتعليم، فقد شاركت بعدد من البرامج التخصصية المعتمدة في تقييم التدريب، كبرنامج الـ ROI العائد من الاستثمار في التدريب، حيث حصلت على محكم دولي في قياس العائد من التدريب، وبرنامج التعلم الفعال 6DS ويعد من البرامج القوية في تصميم التدريب، وايضا لديها شهادة معتمدة كمصمم إعداد الحقائب التدريبية بنظام MIT والذي له دور كبير في إثراء الموقف التدريبي للمدرب.

وحول الخوض في مجال التدريب تقول سميرة: التدريب جاء عن طريق الصدفة، لأني كنت مديرة مدرسة في محافظة الداخلية، وكنت في فترة من الفترات متواجدة كمتدربة في إحدى الدورات لإنماء البشري من خلال برنامج تدريبي، وكان مدرب المجموعة في ذلك الوقت الدكتور حمدي خشان، والذي اعتبرته بعد ذلك المحفز الرئيسي للخوض في تجربة التدريب، حيث أنه شجعني بعبارة « سميرة انت مشروع مدرب متميز» في تلك الفترة لم اهتم بكلام المدرب حمدي إلا عند انتقالي لديوان عام وزارة التربية والتعليم للتحضير لدراسة الماجستير، فسألت نفسي هل حقاً أستطيع أن اكون مشروع مدرب؟ فقررت أن أخوض غمار التجربة وخاصة أنني أمتلك خبرة تربوية تراكمية طويلة، فانضممت إلى العديد من البرامج التدريبية الخاصة بإعداد مشروع مدرب - والحمد لله - نجحت.

وبعد ذلك بدأت بتقديم أول برنامج تدريبي في عام 2007 م لعدد 40 موظفا من وزارة الداخلية في محافظة ظفار، وبعدها ومن خلال تقديمي لبرامج أخرى كونت سمعة طيبة وبدأت في التعاقد مع العديد من المؤسسات الحكومية والخاصة وبعض من الجهات العسكرية، فقدمت أكثر من 250 برنامجا تدريبيا على مستوى السلطنة، و7 برامج خارج السلطنة في الكويت والبحرين ومصر وفي تركيا وذلك في الأعوام 2008 و2010 و2011 وكان آخر برنامج تدريبي في تركيا عام 2017عن طريق وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه، وبعد ذلك واليتُ تقديم مختلف البرامج التدريبية في عدد من المؤسسات والهيئات والفرق والجمعيات التطوعية.

اختلاف في التدريب

وحول سؤالنا عن اختلاف سميرة في التدريب عن غيرها من المدربين، تجيب: تخصصي ماجستير إدارة وقيادة، وأحب أن أدرب في مجالي بحيث يكون هناك تناسب ما بين الخبرة والإدارة، ويختلف التدريب من شخص لآخر، ويكمن الاختلاف في التدريب من ناحية الاستمرارية، فهناك كثير من دخل في دورات إعداد مدرب ولكنه للأسف لم يستمر، وأهم نقطة في المدرب لكي يكون ناجحاً أن تكون لديه ديمومة الاستمرارية والمواصلة في عملية التدريب، وكذلك أن يكون قادرا على مواكبة التطورات ومشاركا في مختلف البرامج التدريبية التخصصية والتي تخدمه أثناء قيامه بالتدريب.

- هل هناك فرق بين الفئات العمرية عند تدريبها ؟

نعم، هناك فرق في الفئات المستهدفة، حيث لابد من المعرفة السيكولوجية للمتدربين، فالمدرب الجيد يجب أن يكون لديه معرفة تامة وشاملة عن معظم الجوانب للمتدربين، فثمة اختلاف في عملية التدريب بين فئة كبار السن وصغار السن، فالتركيبة السيكولوجية لكل فرد تختلف من فئة لأخرى، فمعاملة الكبار تفرق عن الصغار من حيث توصيل المعلومة، فلكل مهما طريقة معينة وأسلوب مغاير، كما ان المؤهلات العلمية للمتدربين لها وزنها لدى المدرب، حيث يتهم بالتفاصيل والمادة التي يقدمها لتلك الفئة، وعلى المدرب أن لا يستهين بأي حال من الأحوال بالمتدربين وطبيعتهم .

موقف مع متدرب

من خلال الدورات العديدة التي قمت بتدريبها، هل تعرضت في أي منها لموقف محرج أو سؤال صعب أثناء التدريب؟

لم أتعرض في يوم من الأيام لموقف معين، إلا أنني لاحظت في إحدى المرات أثناء تقديمي لبرنامج تدريبي أن هناك من المتدربين من يقول ويعلق أن لهجتي المحلية تطغى علي، وهذا من وجهة نظري أمر عادي لأنه لا يعيق المدرب فلست بحاجة لتغيير لهجتي، فهناك العديد من المدربين من يستخدم اللهجة، كما أنني أنوع في عملية توصيل المعلومة بعدد من الطرق بحيث لا أتوقف على طريقة واحدة . فالمدرب يجب أن يمتلك الإلمام التام بمجموعة من المفاهيم والمعارف، وليس لدي مشكلة من الاعتراف بعدم المعرفة إذا لم أجد إجابة لسؤال موجه من قبل المتدربين.

فالمدرب هو الذي يفرض نفسه على الآخرين وليس العكس، حيث إن هناك أساليب عدة يستطيع من خلالها التغيير في الإجابة بأسلوب سلس يستشعر المتدرب بصدق المدرب في تقديم برنامجه ،لا أن يتصنع إجابة من تلقاء نفسه ليقال عنه أنه مدرب ناجح.

مشاركات متنوعة

تشير سميرة قائلة: بطبيعتي أحب أن أشارك في الأعمال التطوعية، ففي أغلب الأحيان أشارك في أعمال الفرق التطوعية الشبابية، ولدي اهتمام خاص بهذه الفئة، وقدمت برامج في جامعة السلطان قابوس والجامعة العربية المفتوحة وكذلك في بيت الزبير، أيضا كانت لدي مشاركات متعددة وتعاون دائم مع فريق «فلنترك أثرا» حيث قدمت أمسيات وجلسات تدريبية متنوعة.

حبي للمشاركة لم يمنعني من تقديم برنامج تدريبي حتى في بعض الأماكن الصعبة على نفسيتي، حيث قدمت محاضرة في السجن المركزي، وتفاجأت أنني اقدم لنساء ارتكبن جرائم قد تصنف (بالشنيعة )، فتضايقت نوعاً ما، حيث لم اكن أتخيل ارتكاب النساء لبعض الجرائم كالقتل مثلا، ولكني احمل رسالة هادفة وأهدافا عظيمة أود من خلالها أن أوصل ان التدريب يصلح لكل مكان ولأي إنسان ولو في كان في أحلك الظروف.

- هل تلبين جميع الدعوات المقدمة لك حتى من بعض الفرق التطوعية؟

نعم ألبي الدعوة من أي مكان سواء مؤسسة حكومية أو خاصة او فريق تطوعي في مجال تخصصي، كما إنني أعشق الأعمال التطوعية الشبابية، وأقدم برامج بدون عائد مادي للفرق التطوعية والأعمال الخيرية والجمعيات، ومن تعامل معي يعرف ذلك تماما، لأنني أحب المساهمة في المجتمع بتقديمي برامج تدريبية تعود بالنفع للمتدربين. أما بالنسبة للبرامج التعاقدية للمؤسسات غير التطوعية فذلك أمر يختلف.

طموحات

وعن طموحها تقول: أتمنى أيكون لدي مركز متخصص بعيد عن التدريب التقليدي ويختلف عن بقية المراكز الموجودة في عمان ويشار له بالبنان.

فالمكان الذي سوف أنشئه في المستقبل القريب -متى ما حصلت عونا ودعما ماديا- أتمنى أن يتميز بتقديم برامج جديدة ومتنوعة هادفة تجمع ما بين النظري والعملي، فهناك من المدربين من لديه أسلوب جميل ويستطيع أن يدير مجموعات كثيرة من المتدربين ويكون مدربا مميزا في التعامل مع جميع الفئات التي يستهدفها.

- تقديم برامج تدريبية هل يخدمك في مجال عملك؟

نعم يخدمني كثيرا، وحاليا عدت كمديرة مدرسة، حيث إنني تركت الوظيفة الإدارية في الوزارة وتوجهت لبيئة المدرسة، لأنني وجدت نفسي غير قادرة أن أكمل العمل المكتبي فرجعت للميدان التربوي، والعمل الميداني بالنسبة لي هو الحياة لكي أستطيع أن اقدم مجموعة من الحلقات التدريبية للمعلمات اللاتي معي في المدرسة، لأنني أريد أن يصبحن مدربات وأن يجمعن بين طريقة التدريس والتدريب، لكي يكون هناك نتاج هادف من العملية التعليمية التعلّمية ليستفيد من خلالها الطالب المدرسي.

ولقد وضعت في الخطة العامة مشروع إعداد معلمات مدربات، حيث أريد تغيير بعض الأفكار التربوية في المدرسة، وأحب أن تكون مدرستي مميزة بين بقية مدارس السلطنة.

- ما أهم ما تحمله رسالة التدريب ؟

اهم رسالة احب أن أوجهها لكل مسؤول في أي جهة من الجهات الحكومية والخاصة، أن التدريب قد لا يكون الحل الأمثل لبعض المشكلات او النقص في المهارات المعرفية والمهارية وغيرها، وإنما قد يعاني الموظف من سوء فهم او أسلوب سيء في المعاملة هو ما يجعل الإنتاجية تنخفض، لذا لا تزج بأي موظف في التدريب إلا بعد التأكد أن التدريب يمثل احتياجا حقيقيا للموظف او المؤسسة.

والرسالة التي ابعثها لأي مدرب أن التدريب ليس تجارة وإنما رسالة وأثر بالغ في نفوس من تدربهم، فاجعل تلك البصمة ظاهرة، فما اجملها من لحظة حين تلتقي بمتدرب قمت بتدريبه ليقول لك: ( لقد غيرت حياتي -أو أنت السبب الذي جعلني أتغير).

الهوايات

وتقول: لدي العديد من الهوايات أهمها عندي القراءة، فهي مغذية للعقل والروح، واعتبرها من الأمور الأساسية التي لابد من ممارستها، فالقراءة والاطلاع لهما دور بارز في إثراء المدرب بالعديد من المعارف والمفاهيم والمعلومات الجديدة وغيرها، كما أنني أحب الطبخ وأتفنن في إعداد مجموعة من الأكلات الشهية.