1157977
1157977
عمان اليوم

هيماء ..أشكال ممتدة للحياة الجيولوجية والمناظر الطبيعيـة ذات القيـمـة العلمية والجمالية الفريدة

21 نوفمبر 2017
21 نوفمبر 2017

إنشاء مشاريع تنموية واعدة -

هيماء - خالد بن إبراهيم الجنيبي -

تتميز ولاية هيماء بموقعها الجغرافي الذي يتوسط الطريق العام (مسقط - صلالة) بالإضافة إلى امتلاكها مساحات شاسعة قابلة لقيام مشاريع استثمارية وخير دليل على ذلك توقيع اتفاقية استثمار أربعة عقود انتفاع بمساحة 47 مليون متر مربع لإقامة مزارع للدواجن ضمن مشروع الأمن الغذائي للسلطنة وغيرها من المشاريع التي يمكن أن تقام إلى جانب انتشار حقول آبار النفط والغاز في ربوع الولاية.

وتعتبر الولاية مركز محافظة الوسطى حيث وجود معظم المؤسسات الحكومية على مستوى المحافظة والتي تقدم خدماتها للمواطنين والمقيمين ولمزيد من الحديث عن هذه الولاية تحدث سعادة الشيخ سهيل بن محاد بن علي المعشني والي هيماء قائلًا: ولاية هيماء تتميز بموقع استراتيجي يتوسط السلطنة وتقع على ملتقى الطرق بين محافظات السلطنة ومحافظة ظفار كما أن وجود الشركات العاملة في قطاع النفط والغاز تعطي الولاية أهمية أكبر لمزيد من الاستثمار في مختلف المجالات بالإضافة إلى المساحات الشاسعة وهي مؤهلة للكثير من المشاريع، وعن مشروع الأمن الغذائي الموقع مؤخرًا لاستثمار أكثر من 60 مليون ريال عماني بإقامة مزارع للدواجن بولاية هيماء قال سعادة الشيخ والي هيماء: يعتبر هذه المشروع من المشاريع الرائدة الذي نأمل أن يعود بالنفع على الولاية والمحافظة والسلطنة كافة، والأهالي مستبشرون بهذا المشروع خيرًا ويأملون الاستفادة منه وتحقيق أهدافه الوطنية .

وأضاف سعادة الشيخ والي هيماء: إن الخدمات التي يتطلبها المواطن عمّت ربوع البلاد وحظيت هيماء بعدد من المساكن الاجتماعية التي تم توزيعها هذا العام بواقع (50) وحدة سكنية موزعة على ولاية هيماء والقرى التابعة لها.

وفي الجانب السياحي دعا سعادة الشيخ والي هيماء كافة المستثمرين والمهتمين بقطاع السياحة للاستثمار بالولاية من خلال المشاريع السياحية التي تنتظرها الولاية وذلك لوجود محمية الكائنات الحية والفطرية بمحافظة الوسطى ووقوع الولاية على الطريق العام وأصبحت محطة مهمة جدًا للمسافرين من العمانيين وغيرهم كذلك وجود عدد من الاستثمارات النفطية وعدد كبير من العاملين بهذه الشركات بالإضافة إلى انتشار عدد من المقومات السياحية بالولاية.

المشاريع البلدية

أخذت الولاية نصيبًا من الخدمات البلدية، وهناك مشاريع قادمة لها، ومن هذه المشاريع تصميم وتنفيذ مشاريع الطرق الداخلية المرحلة الثانية بأطوال 5 كم وكذلك اعتماد مشروعين بدعم من شركة تنمية نفط عمان الأول تصميم وتنفيذ حديقة هيماء العامة على مساحة تقدر بـ(36000) متر مربع والمشروع الثاني تصميم وتنفيذ مسلخ بلدي بالولاية على مساحة تقدر بـ(10000) متر مربع، وعملت البلدية أيضا على إنشاء عدد من دورات المياه بجامع هيماء بمركز الولاية.

برقيات وتهانٍ

وأضاف والي هيماء: إن يوم الثامن عشر من نوفمبر لهو يوم محفور في قلب كل عماني حيث ميلاد أمة عظيمة قادها قائد عظيم حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- الذي نرفع أكف التضرع إلى الله أن يحفظه ويمده بموفور الصحة والسعادة والعمر المديد كما يشرفني أصالة عن نفسي ونيابة عن كافة أبناء ولاية هيماء والمقيمين بها أن أرفع أسمى آيات التهاني وأعظم عبارات الأماني لمولانا -أعزه الله- بمناسبة العيد الوطني السابع والأربعين المجيد أعاده الله على جلالته، وهو ينعم بالصحة والعافية وعلى عمان وشعبها بالخير واليمن والبركات.

الشيخ العبد بن الشرقي الحرسوسي: باسم كافة أهالي ولاية هيماء نشكر الحكومة بكل مؤسساتها على الاهتمام المتواصل بمتطلبات المواطنين واحتياجاتهم كما يسرنا أن نرفع للمقام السامي لجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -أعزه الله- أسمى عبارات التهاني والتبريكات بمناسبة العيد الوطني السابع والأربعين المجيد أعاده الله على عمان وقائدها وشعبها أعوامًا عديدةً وأزمنةً مديدةً وهي تنعم بثوب الأمن والعزة والسؤدد.

الشيخ خليفة بن محمد بن حمد الحرسوسي قال: عمان بعد مضي 47 عامًا من نهضتها تفتخر بما أنجزت وكل الخدمات التي نراها من صحة وتعليم وكهرباء ومياه وطرق ورعاية للشباب والمرأة كل هذا دليل على ما وصلت إليه عمان من تقدم ولله الحمد على يد باني النهضة جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم الذي نزف إليه أجزل عبارات الشكر والدعاء وأن يمن عليه بثوب الصحة والعافية ونرفع لمقام جلالته -حفظه الله ورعاه- أزكى عبارات التهاني والتبريكات بمناسبة العيد الوطني السابع والأربعين المجيد أعاد الله هذه المناسبة وأمثالها على جلالته أزمنة عديدة.

وقال سعادة الدكتور حمود بن محمد بن خلفان الحرسوسي عضو مجلس الشورى ممثل ولاية هيماء: نيابة عن أهالي ولاية هيماء لا يسعنا إلا أن نشكر الله على سلامة القائد -حفظه الله ورعاه- وكما يسرنا أن نرفع أسمى آيات التبريكات والتهاني بهذه المناسبة العظيمة العيد الوطني السابع والأربعين إلى المقام السامي -حفظه الله ورعاه- والى كافة الشعب العماني وأن يديم على جلالته الصحة والعافية والعمر الطويل، وأضاف سعادة الدكتور: كما يرى الجميع أن جلالته ما قاله قد تم ووصلت عمان إلى دولة عصرية حديثة بكل المجالات نفتخر بها جميعا، وأما ولاية هيماء فلا شك هناك العديد من المشاريع التي تحققت للولاية على مدى 47 عامًا من عمر النهضة المباركة وإننا نشعر بالفخر والاعتزاز عندما نتحدث عن المعطيات والمنجزات التي تحققت، فالحمد لله نالت هذه الولاية أسوة بغيرها من ولايات السلطنة نصيبًا وافرًا من مختلف المشاريع الحكومية والخدمات كالتعليم والصحة والطرق والكهرباء والمياه والاتصالات ولا تزال المكرمات تتوالى على الولاية، وأشار حمود الحرسوسي إلى أن الفرق واضح في ولاية هيماء بشكل خاص ومحافظة الوسطى بشكل عام حيث أصبحت المنجزات واضحة للجميع سواء من خلال الخدمات الموجودة وان ما خفي وما زال في أجندة حكومة مولانا -حفظه الله- أكثر بكثير مما هو موجود على الواقع وان الآمال والحدس في حقبة الدولة الكثير من التطور والتنمية وبلا شك هي للمواطن أينما حل، وأضاف عضو مجلس الشورى ممثل ولاية هيماء: إن وصول رسالة التعليم إلى بوادي عمان ما هي إلا رسالة من القائد المفدى على أن تنمية الإنسان العماني من أولويات الحكومة.

وتحدث عبدالرحيم بن زايد الجنيبي مدير غرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة الوسطى قائلا: نشيد ونفاخر بما تحقق على أرض السلطنة الغالية في كافة المجالات المتنوعة وعلى مختلف الأصعدة والذي ساهم في التنمية الشاملة ورفد كافة القطاعات وتطوير الأداء في الخدمات والإنجاز المتواصل للتنمية وبشكل يواكب التطور التكنولوجي والتقني والمتطلبات ويخدم الإستراتيجيات الاقتصادية المتنوعة، وقد حظيت محافظة الوسطى بنصيب «وافر» من منجزات النهضة تمثل في تطوير وتأهيل البنية الأساسية وتوفير الخدمات المتنوعة للمواطن والمقيم بما يكفل الحياه الكريمة والتسهيلات في الإجراءات وتطوير الأداء بما يواكب التنمية وساهم القطاع الخاص مساهمة إيجابيه في التنمية بالمحافظة، وبمناسبة العيد الوطني الـ47 المجيد نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- وسدد على طريق الخير خطاه، ويضيف مدير غرفة الوسطى: وإن من أهم المنجزات التجارية والصناعية حديثا في ولاية هيماء ومحافظة الوسطى جاهزية مبنى غرفة تجارة وصناعة عمان الجديد بولاية هيماء والذي سيسهم في تطوير العمل مستقبلا حيث بلغت المساحة الكلية للمبنى (3113) مترًا مربعًا تبلغ مساحة البناء منها (779) مترًا مربعًا كما يشتمل المبنى على صالة استقبال للمراجعين ومعرض بمساحة (11.6) طول وعرض (8) أمتار وكذلك قاعة مدرجة بطول (15) مترًا وعرض (8) أمتار تتسع تقريبا لـ(100) فرد مع مسرح للمحاضرين وغرفة تحكم للمترجمين وتقنية المعلومات بالإضافة إلى مكاتب للموظفين، حيث بلغت تكلفت المبنى (250) ألف ريال عماني.

شبكات حديثة لتوزيع المياه

تعمل «ديم» حاليًا على تنفيذ مشروعي إنشاء خط الدقم هيماء وشبكة توزيع المياه لهيماء ومنطقة العجائز التابعة لولاية هيماء، حيث يشتمل مشروع خط الدقم هيماء على إنشاء شبكة لتوزيع المياه لكل من هيماء والعجائز وإنشاء (4) محطات متكاملة لضخ المياه في كل من الدقم، العجائز، أبو مضابي وهيماء. بالإضافة إلى خط نقل مياه من الدقم إلى العجائز بطول (65 كم)، وخط نقل من العجائز إلى أبو مضابي لمسافة (62 كم)، وخط نقل آخر من أبو مضابي إلى هيماء لمسافة (51 كم). كما يتم إنشاء شبكة لتوزيع المياه في كل من هيماء والعجائز بطول أكثر من (155 كم) وإنشاء خزان أرضي في أبو مضابي. بسعة وقدرها (1000 م3) وإنشاء خزانات مياه أرضي بسعة (5000 م3) وعلوي بسعة (600م3) في هيماء وبتكلفة تصل إلى أكثر من (24.500.000) مليون ريال عماني.

العملية التعليمية

وفي مجال التعليم حظيت ولاية هيماء ومحافظة الوسطى بشكل خاص باهتمامٍ كبيرٍ من الدولة من أجل إتاحة فرص التعليم أمام المواطن إلى أبعد مدى يمكن الوصول إليه وإعداده وتأهيله لأفضل المستويات وقال الدكتور سالم بن سعيد بن مسلم المعشني مدير تعليمية الوسطى: حظيت محافظة الوسطى كباقي محافظات السلطنة بتطور ملحوظ في قطاع التعليم مواكبة لعصر النهضة المباركة في مختلف المجالات التربوية والإنشائية وتنمية قدرات العاملين فيها، حيث تم تنفيذ العديد من البرامج الإنمائية للمعلمين الجدد وتنفيذ عدد من الورش التعليمية المختلفة لتنمية الموارد البشرية في الحقل التربوي، وفي هذا العام شهدت المحافظة العديد من المشاريع التربوية الجديدة والإضافات بالمدارس التي افتتحت مع بدء العام الدراسي 2017/‏‏‏‏2018م وأهمها مدرسة وادي السيل الجديدة للبنين بولاية محوت، التي تواكب تطور منظومة التعليم بالسلطنة وتزايد عدد الطلبة في المحافظة، حيث استقبلت مدارس المحافظة لهذا العام 6460 طالبًا وطالبةً موزعين على 26 مدرسةً بمختلف ولايات المحافظة وقد حظيت المحافظة كذلك باستقبال 165 معلمًا ومعلمةً من التعيينات الجديدة لهذا العام. وأضاف المعشني: هناك مشاريع وإضافات جاري العمل فيها وأخرى تم الانتهاء منها كإضافة أربعة فصول دراسية جديدة بمدرسة هيماء للتعليم الأساسي وإضافة غرفة مصادر التعلم ودورات مياه وإضافة فصل دراسي بمدرسة أبو مضابي للتعليم الأساسي وغرفة إدارية وغرفة حضانة. وجار العمل في ترميم وصيانة مدرسة صراب للتعليم الأساسي بولاية محوت وصيانة مدرسة الدقم للتعليم الأساسي ومدرسة ظهر للتعليم الأساسي بولاية الدقم وإنشاء مظلات لبعض المدارس، وأضاف المعشني: تم تهيئة أكثر من 175 سكنًا مؤثثًا لاستقبال المعلمين والمعلمات بمختلف مدارس المحافظة. وفي جانب وسائل نقل الطلبة قال: بلغ عدد العقود في وسائل نقل الطلبة أكثر من ٥٥٠ عقدًا موزعةً على مدارس المحافظة لنقل الطلبة من منازلهم إلى المدرسة والعكس.

القطاع الصحي

أما في الجانب الصحي فيقول خليفة بن سيف اليعقوبي مدير عام الخدمات الصحية بمحافظة الوسطى: فبلا شك أن ولاية هيماء حظيت بالعديد من الخدمات الصحية خلال الفترة الأخيرة بالإضافة إلى المؤسسات الصحية القائمة فيها حيث تم مؤخرًا إعادة تأهيل وحدة رعاية الخدج بمستشفى هيماء واستحداث عيادة خارجية للأطفال وتجهيزها بالمعدات كما تم تجهيز ثلاث نقاط لتقييم الحالات المرضية قبل مناظرة الطبيب، ويضيف اليعقوبي: كما تم مؤخرًا تجهيز وتفعيل خدمة الأزمات والطوارئ بالمديرية وربطه بمركز الطوارئ بوزارة الصحة وأيضًا إضافة خدمات الأسنان بمركز العجائز الصحي وإنشاء حديقة للأطفال بمستشفى هيماء.

الشباب والرياضة

وقال حمد بن سالم الجنيبي مدير دائرة الشؤون الرياضية بالوسطى: نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات للمقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم بمناسبة العيد الوطني ٤٧ المجيد وللشعب العماني الأبي وأضاف الجنيبي: القطاع الرياضي والشبابي في محافظة الوسطى يحظى باهتمام الحكومة، حيث تم إنشاء دائرة للشؤون الرياضية بالمحافظة في عام ٢٠١٣ ومنذ ذالك الوقت والدائرة مسؤولة عن تنفيذ برامج وأنشطة الوزارة في المحافظة، وإذا تطرقنا للمنشآت توجد صالة متعددة الأغراض وملعب كرة قدم في ولاية محوت وكذلك أخرى في ولاية هيماء تحت الإنشاء، وأخرى في ولاية الجازر متوقفة حاليا ولكن من المؤمل أن استكمالها قريب -إن شاء الله- هذا بالإضافة إلى منشآت قادمة للمحافظة -إن شاء الله- منها منشأة نادي الوسطى ومركز رياضي في ولاية الدقم.

وأضاف الجنيبي: ولله الحمد دائرة الشؤون الرياضية لم تنس فئة من فئات المجتمع إلا وأعطت لها اهتماما ونصيبا وعلى سبيل المثال المدارس - ندعم الرياضات المدرسية سواء كان ماديًا أم معنويًا ونشرف على الفعاليات التي تقيمها وزارة التربية والتعليم، والنادي -‏‏ عمل خططًا وفعاليات والإشراف عليها أيضًا مع نادي الوسطى، والقطاع الخاص نحن ندعم القطاع الخاص ونستقبل اقتراحاتهم وكذلك مستعدون للتعاون معهم أيضًا ماديًا ومعنويًا، وللمرأة أيضًا نصيب من ذلك، وهنالك توجه للجانب الرياضي للمرأة وعمل لها أكثر من برامج ومحاضرات ورحلات ومعسكرات ويوم مفتوح في كل ولايات المحافظة.

محمية الكائنات الحية والفطرية

الغزال العربي والوعل النوبي والطيور المهاجرة... لوحة بيئية زاخرة بالتنوع تتميز بها ولاية هيماء كونها تتضمن محمية الكائنات الحية والفطرية، ومن المفاجآت الجميلة التي يمكن أن تسعد الزائر لمحافظة الوسطى، وتبعث فيه الحنين إلى الماضي مشاهدة قطعان المها العربية وهي تسير بخيلاء. حينها قد يتذكر المشاهد لها ما قاله شعراء العربية قديمًا في مدح هذا الحيوان الذي كان يضرب به المثل في الجمال وخاصة جمال العيون، حيث قال الشاعر علي بن الجهم فيها: «عيون المها بين الرصافة والجسر جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري».

لكن المها ليست وحدها المفاجأة وإن كانت هي الأبرز، وإنما هناك الكثير من المفاجآت في انتظار الزائر لها تتمثل في العديد من الكائنات الفطرية.

وتسير قطعان المها في مأمن بعد أن أعيد توطينها في مطلع الثمانينات من القرن المنصرم، وبعدها أنشئت لها محمية لحمايتها وللمحافظة على الموئل والحيوانات الأخرى المهددة بالانقراض بموجب المرسوم السلطاني رقم 4/‏‏‏‏94 والمعدل بالمرسوم السلطاني رقم (11/‏‏‏‏ 2007) على مساحة (2824) كم م2 تحت مسمى محمية المها العربية والتي تم تغيير مسماها فيما بعد إلى محمية الكائنات الحية والفطرية، وتقع في محافظة الوسطى ضمن حدود ولايات هيماء والدقم ومحوت، وتبعد عن محافظة مسقط بأكثر من 500 كم.

وتحتوي المحمية على نماذج متعددة من أشكال الحياة الجيولوجية والمناظر الطبيعية ذات القيمة العلمية والجمالية الفريدة، وتعتبر المحمية أول موقع بالمنطقة يتم الاعتراف به من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو).

ويساعد الضباب في هذه المنطقة بالتحديد على وجود النباتات التي من شأنها الإبقاء على حياة العديد من الحيوانات التي تتغذى على الأعشاب والتي بدورها توفر الطعام للحيوانات آكلة اللحوم، ويعتبر سهل الجدة المفتوح موطنًا للعديد من الحيوانات العشبية مثل المها العربي والغزال العربي والأرانب.

إلى الشرق من سهل الجدة يقع جرف الحقف الذي يوفر الماء والمأوى للعديد من الحيوانات المفترسة كالذئب العربي والثعلب الأحمر والوشق والثعلب الرملي والضبع المخطط ، كما تعتبر المحمية أيضًا موطنا للوعل النوبي، ولقد خضعت قطعان الوعل النوبي لدراسة طويلة من قبل المختصين منذ 1987 وذلك بعد القبض على بعض الحيوانات وتزويدها بجهاز راديو لقياس المسافات التي يقطعها الحيوان خلال الرعي وللإلمام بسلوك الحيوان خلال الرعي.

وتشير بعض الإحصائيات إلى وجود (21) نوعًا من الزواحف بالمحمية منها الضب المشوك والورل وعدة أنواع من الأفاعي منها الأفعى المقرنة والأفعى المقرنة الكاذبة.

وأصغر أنواع الثدييات الموجودة بالمحمية هي القوارض المتمثلة في اليرابيع والفئران وحيوان العضل وتتناول هذه الحيوانات طعامها الذي يتكون من الحبوب أثناء ساعات الليل، كما توجد بالمحمية العقارب والعناكب الجملية (أبو شبك)، كما تزيد أعداد الحشرات مثل الخنفساء بعد فترة هطول الأمطار.

وتضم المحمية ثلاث مناطق بيولوجية عالمية، إضافة إلى ذلك تقع المحمية على طرق الهجرة الرئيسية للطيور، ونتيجة لذلك تشهد المحمية ثراء منقطع النظير بأنواع الطيور المختلفة.

تزخر المحمية بالعديد من أنواع الطيور وهنالك تحديدا ثلاثون نوعًا من الطيور تتواجد طوال العام بالمحمية، ومن هذه الطيور العداء الذي يفضل أن يكون متواجدًا بالأرض لخداع العدو، ويقوم بالطيران فقط في حالة تعذر اختفاؤه من العدو. وعندما يكون في الهواء يمكن رؤيته بكل وضوح بسبب أطراف أجنحته الزرقاء.

بعض الطيور الصحراوية تستعيض بالماء المتوفر بالطعام عن تناول الماء بصورة مباشرة ، أما طائر القطا أو الطيهوج فيقوم بتناول المياه بانتظام لذا يقوم بالطيران لمسافة 70 كلم بحثًا عن مصادر المياه ، حيث يقوم ذكر الطيهوج ذو التاج بحمل الماء إلى صغاره في رياشه البطنية.

تقع المحمية في مفترق طرق هجرة الطيور بين أفريقيا وأوروبا وآسيا الوسطى، حيث تمر في فصل الربيع بمنطقة المحمية العديد من الطيور ذات الألوان الزاهية مثل طائر الشقراق الأوروبي، وتتجه العديد من هذه الطيور صوب الجنوب في فصل الخريف سالكة طرق مختلفة.

وتشير آخر الدراسات الميدانية إلى وجود (189) نوعًا من النباتات البرية في المحمية منها (12) نوعًا مستوطنًا، ويشكل الغطاء النباتي أهميةً كبيرةً للحياة الفطرية، حيث يوفر الغذاء والملاذ الآمن ومصدرًا للمياه للكائنات الحية الأخرى التي تعيش في المحمية من خلال قطرات الندى التي تتكثف على أوراق بعض النباتات أثناء تكون الضباب.

إن المياه المتوفرة بفعل الضباب تعتبر السبب الرئيسي في وجود الحياة النباتية بالمحمية، حيث تكيفت شجرة السمر مع مناخ المنطقة واستفادت من هذا المصدر المحدود والمؤكد للمياه، وذلك لأن الشكل الذي يشبه المظلة لشجرة السمر وأوراقها الشائكة تساعد على امتصاص المياه من الضباب بفعالية كبيرة كما تمتص هذه الشجرة المياه من خلال الجذور السطحية.

وأكثر الأشجار انتشارًا هي أشجار السمر التي تنبت في المناطق الجبلية، حيث يجمع الأهالي أوراق وحبوب هذه الأشجار لاستخدامها كعلف للحيوانات.

بعد هطول الأمطار تنبت الحبوب التي ظلت موجودة بالصحراء لعدة سنوات كما أن الأعشاب من النباتات التي تدب فيها الحياة بعد هطول الأمطار، وهذه الأعشاب هي الطعام المفضل لحيوان المها، ويكون للضباب أثر كبير في مساعدة هذه الأعشاب على النمو مرة أخرى بعد الرعي وتظل الأعشاب محتفظة بخضرتها إلى مدة طويلة بعد فترة هطول الأمطار.

وتشكل معظم النباتات الموجودة بالمحمية مرعى جيدًا للأغنام والجمال، كما يتم استخدامها من قبل السكان المحليين للظل وكمصدر للدواء العشبي، وتستخدم أيضًا أوراق الغضف لأغراض النسيج. وتنص القواعد المعمول بها بالمنطقة والممارسات العامة للأهالي على عدم قطع أي شجرة أو أي شكل من أشكال الحياة النباتية وذلك حفاظًا على البيئة المحلية.

ويمكن تقسيم المحمية جغرافيًا إلى قسمين:

1- هضبة الجدة: وهي عبارة عن سهل حصوي منبسط تتخلله مساحات منخفضة تتكون من مزيج من الرمل والحصباء تسمى محليا بالهيلات، والتي تتجمع فيها مياه الأمطار مشكلة بركا مائية تظل لعدة أسابيع.

2- منطقة الحقف: والتي تتألف من منحدر الحقف الصخري الذي يصل (عمقه) إلى أكثر من 100 متر ومن منخفض الحقف الذي هو عبارة عن سبخات ملحية رملية.

وتشكل منطقة الحقف معلمًا جيولوجيًا فريدًا من نوعه على مستوى العالم حيث يحتوي على متحجرات وصخور منبثقة من أعماق الأرض تقدر أعمارها بأكثر من 800 مليون سنة.

إنَّ جولة في منطقة الحقف كفيلة بأن تطلعك على شواهد ملموسة عن الحياة قبل وجود الإنسان فهي منطقة غنية بالمعالم والمتحجرات فتجد الصخور النيزكية والصخور المتشكلة من الانبثاقات البركانية التي كانت ناشطة قبل ملايين السنين، كما تجد المتحجرات من القواقع والرخويات شاهدة على تلك الفترة السحيقة من الزمن حيث كان البحر هو المحتضن الأوحد لهذه المنطقة.