1171954
1171954
المنوعات

باحـث إيطالـي يهـدم نظـرية «حصـان طـروادة»

21 نوفمبر 2017
21 نوفمبر 2017

يقول: الإغريق أخفوا الجنود داخل سفينة -

روما - «د ب أ»: من منا لا يتذكر مصطلح «حصان طروادة» عندما يتعلق الأمر برواية الشاعر الملحمي الإغريقي القديم هوميروس، حول كيفية فتح اليونانيين القدماء لمدينة طروادة، عن طريق حشد مجموعة من الجنود داخل حصان خشبي وتقديمه هدية لأبناء المدينة.

وكتب هوميروس وهو يصف مسرح الأحداث في ذلك الوقت يقول: «إن المدينة كتب عليها الهلاك عندما جلبت هذا الحصان إلى داخل أسوارها، وكان بداخله أشجع فرسان الإغريق كامنين وينتظرون لجلب الموت والدمار لأبناء طروادة». ويزعم باحث إيطالي في الآثار البحرية أنه تحقق من أن ثمة خطأ في الترجمة ظهر بعد حرب طروادة بقرون أدى إلى اختلاق أسطورة زائفة.

ويجادل الباحث فرانشيسكو تيبوني في كتاب من تأليفه صدر مؤخرا في إيطاليا بأن الحصان الشهير في الأسطورة كان في الحقيقة سفينة تجارية تحمل اسم «هيبوس» باللغة اليونانية القديمة، وكان يعلو مقدمتها تمثال كبير لرأس حصان كعلامة لها. وتعني كلمة «هيبوس» أيضا «حصان». وقال تيبوني لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) «على مدار التاريخ طرح كثير من الأكاديميين ترجمة الكلمة هيبوس على أنها تعني سفينة.

وأضاف «غير أنه كان هناك شيء مفقود على الدوام، واستطعت باعتباري عالما في مجال الآثار البحرية وضع المعلومات المتفرقة جنبا إلى جنب لتكتمل الصورة». ووفقا للأسطورة قام الإغريق الذين يحاصرون مدينة طروادة - التي كانت تقع فيما يعرف اليوم بالمنطقة الشمالية الغربية من تركيا - بالتظاهر بأنهم ينسحبون من ميدان المعركة، تاركين خلفهم حصانا خشبيا ضخما تختفي بداخله مجموعة من الجنود.

وقبل مواطنو طروادة الحصان باعتباره هدية ونقلوه داخل أسوار المدينة، مما عرضهم لهجوم من الغزاة الماكرين الذين كانوا كامنين بداخله.

وظهرت هذه القصة لأول مرة في ملحمة الإلياذة التي أبدعها هوميروس في الفترة بين القرنين الثامن والسابع ما قبل الميلاد. ويرى إرنست بيرنيكا وهو بروفيسور أجرى أبحاثا في الموقع الأثري عند مدينة طروادة أن «قصة حصان طروادة كخدعة عسكرية تعتبر بسيطة ويسهل تذكرها، وكل الناس سمعوها على الأقل مرة واحدة في حياتهم». وأوضح تيبوني أنه في القرن الثاني قبل الميلاد كتب عالم الجغرافيا اليوناني باوسانياس أن فكرة استخدام الإغريق حصانا «لا تحمل مصداقية، حتى لو تم استخدام شكل الحصان ليمثل هذه الأسطورة».

ويقسم تيبوني وقته بين أبحاث الاستكشافات تحت سطح الماء حول حطام السفن القديمة في البحر المتوسط وبين دراسة النصوص وصور الأيقونات القديمة، وهو ممارس محترف للغطس إلى جانب كونه باحثا بجامعة «إيكس مارسيليا» الفرنسية.

وقال تيبوني إنه أكثر توافقا مع المنطق التفكير في هدية الإغريق الغادرة لأهالي طروادة على أنها سفينة وليست حصانا، لأنه كان من المعتاد استخدام السفن التجارية في حمل الإتاوات مثل المعادن الثمينة إلى الأعداء المنتصرين في المعارك.

كما أن تجويف السفينة يمكن أن يتيح مكانا أفضل لإخفاء الجنود مقارنة ببطن حصان، ومن ناحية أخرى فإن الإشارة التي جاءت في القصيدة الملحمية للشاعر الروماني القديم والشهير فرجيل بعنوان «الإلياذة» بدعوة أهالي طروادة إلى إغراق هدية الأغريق، تبدو خارجة عن السياق إذا استبعدنا تفسير السفينة.

وكتب الباحث تيبوني عام 2016 في الدورية الأكاديمية «أرشيولوجيا مارتيما ميدترانيان» أي الأبحاث الأثرية بالمتوسط، يقول إن «كثيرا من جوانب الأحداث التي حكاها المؤلفون القدماء تبدو أكثر وضوحا مقارنة بالتفسيرات المتداولة في الوقت الحالي، إذا استخدمنا كلمة «هيبوس» بمعنى سفينة. وبينما نشر المؤرخ الفني أندريا شيونشي هذه الاكتشافات في صحيفة «لاستامبا» الإيطالية، قال تيبوني لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): «إن زملاءه الباحثين في الدراسات الكلاسيكية يواجهون وقتا عصيبا في تقبل أن أسطورة راجت طوال قرون قد تكون زائفة».

وأضاف: «لكن هدفي هو عدم رفض قصة سقوط طروادة على الإطلاق ولكن جعلها أكثر مصداقية».