عمان اليوم

«الشؤون القانونية»: النهضة الحديثة رسمت ملامح السياسة الخارجية باستقلالية وتوازن

20 نوفمبر 2017
20 نوفمبر 2017

كتبت – مُزنة بنت خميس الفهدية -

احتفلت وزارة الشؤون القانونية بالعيد الوطني السابع والأربعين المجيد بتنظيم من صندوق الزمالة، تحت رعاية معالي الدكتور عبدالله بن محمد السعيدي وزير الشؤون القانونية، وبحضور سعادة الدكتور يحيى بن ناصر الخصيبي وكيل وزارة الشؤون القانونية، وعدد من المسؤولين.

في بداية الحفل افتتح معالي الدكتور عبدالله بن محمد السعيدي معرض «بيت قرش» وهو معرض عماني تراثي من تنظيم جمال الكندي صاحب المعرض باحث في التراث العماني، حيث تضمن المعرض المصكوكات الإسلامية، والوثائق والمخطوطات وأدوات الكتابة الخاصة بها، والنحاسيات بصفة عامة والفخاريات والخزف، و4 أسلحة وغيره، وشارك المعرض في معارض على المستويين المحلي والدولي.

بعدها تمّ تلاوة آيات عطرة من القرآن الكريم، وألقى معالي الدكتور عبدالله بن محمد السعيدي كلمة قال فيها: تعيش بلادنا العزيزة سلطنة عمان هذه الأيامَ أزهى لحظاتِ تاريخها المجيد، حيثُ ولادة النهضة المباركة، على يديْ أولِ مَنْ عَبَّدَ لها طريق النور والنهضة، وبصَّرها بسبيل الفخر والعزة، مَنْ كرَّس حياته الكريمة لصالح بلده، وشعبه، ووعَد فوفَّى، وقال فصَدَق، إنه جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه-.

وأضاف السعيدي: تزهو كلُّ محافظاتِ ومُدُنِ عُمان الحبيبة بعيدِها الوطني المجيد، وهي اليوم تحتفي وتحتفلُ بذكرى الـسابعةِ والأربعينَ، مستذكرةً ميلاد نهضتِها الحديثة، التي أنجزتْها على مدى نصف قرن من الزمان، حيث سعت خلالها بكل ثبات إلى تحقيق أهمَّ أساسيات بناء الدولة المعاصرة على الصعيد المؤسسي، واستطاعت بفضل الله، ثم بفضل حكمة قائدها وجهده الدؤوب أن تخطو في رسم ملامح سياسةٍ خارجيةٍ مستقلة ومتوازنةٍ، ومتبصرةٍ، نائيةً بنفسها عن الصراعات والاستقطابات، وجعلها الله بمنأى عن كل تلك النزاعات، وأمست البلد الآمن المطمئنَّ الهادئ المستقرَّ، ومضتْ في طريقِ حضارتها، وارتقاءِ سُلَّمِ التطور، تحدوها في كل خُطاها حكمةُ قائدها، حيث تقتدي بنصائحه، ورؤاه، وفكره، وتتأسى بأخلاقه، وصنائعه، وسياساته الحكيمة.

وأشار السعيدي إلى أن السلطنة بكلّ مؤسساتها تضع كلَّ توجيهات جلالته دليل عملٍ وتعمل جاهدة ما وسعها الجهد على تحقيقها وإنجازها، مع بذل كلِّ الجهود الممكنة من أجل إحلال الأمنِ، والاستقرار، وترسيخ سبلِ التسامح، وطرق الوئام في المنطقة بأسرها، ودعم كل جهد بنَّاء ومخلص لتحقيق السلام الذي ينشده العالم اليوم عبر الحوارِ المشترك، وبكلِّ الوسائل السلمية المتاحة، وبما يحقِّق المصالح المشتركة لجميع الشعوب، وفي الوقت ذاته تحشد طاقاتِها، وتتلاقى أيادي أبنائِها وقلوبهم نحو بناءٍ عصري وحضاري متفردٍ، موضحا معاليه أن بناء الدول، ونهضةَ الأممِ يعتمد على عاملين اثنين حققتْهما عمان بكل ثقةٍ، ورسوخِ أقدام، هما عاملا التخطيط، والزمن، وخطَتْ السلطنة - بفضل من الله- خطوات مهمة وواسعة في استكمال بناء الدولة المعاصرة، من خلال بنائها الاجتماعي الداخلي القوي، بالاعتماد على سياسة داخلية حكيمة، حافظت على قيم المجتمع العربي، والإسلامي، بالتزامن مع الحداثة من جهة، وبالتناغم مع المستجِدَّات المتتابعة على الساحة الإقليمية والدولية من جهة أخرى، وعزّزت برامجَها في جميع المجالات.

وأكد السعيدي أنّ منطلقات وأسس سياسة السلطنة هو أن تقوم على قاعدة صلبة؛ هي العمل، ثم العمل من أجل تحقيق السلام والأمن والاستقرار، ليس فقط على الصعيد الداخلي، ولكن على الصعيدين الإقليمي، والدولي، انطلاقًا من أن السلام والأمن والاستقرار هي من أخص الضرورات الإنسانية والاجتماعية التي لا غِنى عنها للبناء والتنمية، وصنع حياةٍ أفضل، وتكريس كلِّ الجهود لتحقيق المصالح المشتركة، والمتبادلة مع الأشقاء، والأصدقاء على كل المستويات.

واختتم معاليه كلمته بتقديم خالص الشكر والتقدير لكل من ساهم في النهوض بالوطن، وحث الجميع على بذل المزيد من العطاء للرقي بالوطن والمواطن، وكلَّ عامٍ وسلطنة عمان العزيزة، وسلطانها المفدَّى - حفظه الله ورعاه-، وشعبها الطيبُ الكريم المعطاء بخير وسلام، وأمن وأمان.

من جانبه ألقى سلطان بن محمد القاسمي قصيدة بعنوان «قابوسها...وعماني» بمناسبة احتفال السلطنة بالعيد الوطني السابع والأربعين المجيد تغنّى فيها بالقائد المعظم معبراً عن شكره وثنائه لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه -، ومن ثمّ قدّم طلبة مدرسة البراعة للتعليم الأساسي عرضا فنيا، كما تمّ تقديم عرض مرئي يحكي قصة عُمان وتاريخها وعمر النهضة المباركة، واختتمت فقرات الحفل بالميدان من تقديم يوسف بن محمد الغزيلي.

وكرّم معالي الدكتور عبدالله بن محمد السعيدي المشاركين والمساهمين والمنظمين للاحتفال، واختتم الحفل بتقطيع الكعكة وأخذ صورة تذكارية مع الحضور والمشاركين.