salem
salem
أعمدة

نوافـذ: مواسم الفرح

20 نوفمبر 2017
20 نوفمبر 2017

سالم بن حمد الجهوري -

[email protected]  -

يطل نوفمبر هذا العام كموسم فرح واشتياق إلى التجديد والانطلاق، خلاف شهور العام التي تمضي عابرة إلى ذاكرة الماضي. يمر وكل منا يترقب ما يحمله من علامات فارقة في مسيرة عمان التي استطاعت أن تعيد نهضة أمة كان لها مكانة بين الأمم.

نوفمبر ليس ككل الشهور، ولم يكن عابرا خلال نصف القرن الماضي، بل عهدا نلتقي عنده لنجدد المسير ونشحذ الهمم ونراجع الخطوات ونقيم العمل ونتفكر في المستقبل، حرصًا على استمرار البناء والعطاء والبقاء بروح متوهجة مضيئة لتستمر الأجيال في حمل المسؤولية.

وفي نوفمبر تتوالى المكارم ويتنفس المواطن العطايا في الرخاء والجدب، التي لم تتوقف عاما بل توالت على قدر المتاح، وهي كذلك في هذا العام الذي أسعد أصحاب الدخل المحدود من أبناء السلطنة في أكثر من مكرمة.

ولأن نوفمبر موسم فرح، فإن عمان تدشن العديد من المشاريع فيه وما يليه، التي تمس حياة المواطن وتساهم في تطوير حياته المعيشية، وتدعم البنية الأساسية التي سهر قائد هذا البلد في توفيرها على مدى العقود الأربعة والنيف من أجل غد أكثر إشراقا ورخاء.

ولعل افتتاح مشروع «خزان» واحد من أهم مشاريع هذا العقد كونه سيوجد فارقًا ماليًا، وافتتاح المطار خلال الأشهر القادمة سيرفع من مستوى حركة المسافرين والسياحة أيضًا، ويجعل عمان أبرز الوجهات في المنطقة، أضف إلى توقع افتتاح طريق الباطنة السريع الذي سيوجد رابطًا بريًا بين ميناء صحار ومحافظات السلطنة.

وهناك العديد من المشاريع المتنوعة التي بالتأكيد سيكون لها الأثر القريب والبعيد على حياة كل مواطن في هذا البلد.

نوفمبر محطة مهمة وسيبقى محور انطلاقة كل المشاريع الداخلية التي تضيف فارقا في هذه المسيرة التي ما زالت تعطي نتائجها من عام إلى آخر، وما زالت تجعل المواطن هدفها الأسمى الذي راهنت عليه منذ فجر السبعينات من القرن الماضي.

اليوم تقف عمان رغم الصعاب المحيطة بالمنطقة ثابتة راسخة داخليًا وخارجيًا، واستطاعت أن تكون منارة للقاصي والداني في حكمة تعاطيها مع محيطها الذي يشهد انفجارات من وقت لآخر.

استطاعت أن تساهم في إطفاء العديد من النزاعات وتهدئ عديد التوترات، وتمكنت من تقريب المسافات بغية توحيد الطاقات، وبعث الهمم بين الأشقاء والفرقاء، وأن توجد فلسفة نادرة في معالجة القضايا الشائكة التي رأت أن الحوار أفضل طريق للانتصار. وحققت مكانة بين الدول والأمم ومع كل من يناصر الحقوق، ويدعم المحتاج في المنابر الدولية لاستعادة الحقوق، وقدمت كل جهد يساهم في الاستقرار ويبني لغد أفضل تسعد فيه الإنسانية دون أن يكون لها أي غاية أوهدف.

نوفمبر مناسبة مهمة للمواطن، يراجع فيه ما تحقق! وماذا قدم هو لوطنه!، وماذا يمكن أن يقدم ليصنع فارقًا في مسيرته!

وكيف يمكن أن يكون هذا المواطن إضافةً يستفاد منها ! خاصة وأن العالم يتطور بشكل متلاحق، وتضيف شعوب الأوطان فيه إنجازات شبه يومية، وهو ما يجعل أبناء هذا الوطن أمام تحدٍ غير مسبوق.