1169647
1169647
صحافة

جام جم : الاتفاق النووي بين الواقع والطموح

19 نوفمبر 2017
19 نوفمبر 2017

تحت هذا العنوان أوردت صحيفة «جام جم» تحليلاً نقتطف منه ما يلي: بعد توقيع الاتفاق النووي بين إيران والمجموعة السداسية الدولية التي تضم أمريكا وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، ظهرت خلافات بشأن تنفيذ بنود هذا الاتفاق خصوصاً بعد تسلم الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» مهام عمله في 20 يناير 2017 والذي يصر على إلغاء الاتفاق أو تغيير بعض بنوده.

واعتبرت الصحيفة هذه الخلافات بأنها تشكل انتكاسة للاتفاق النووي، لاسيّما بعد فشل كافة الجهود الرامية إلى إقناع واشنطن بالعدول عن قرارها إزاء الاتفاق.

وأضافت إن عدم التوصل إلى تسوية لهذه القضية سيعمق عدم الثقة بين الأطراف المعنية، وهذا الأمر بدوره سيحول دون رفع الحظر عن إيران الذي يتضمن إطلاق الأموال المجمدة في البنوك الأمريكية وعدد من البنوك الأوروبية، وبالتالي فإن ذلك سيؤدي إلى حرمان الاقتصاد الإيراني من فرص مهمة لتطويره بما يخدم شرائح واسعة من المجتمع لاسيّما القطاع الخاص وتحديداً فئة الشباب والعاطلين عن العمل. واعتبرت الصحيفة أن بقاء الحال على ما هو عليه لن يبشر بخير، ولابدّ من اتخاذ إجراءات تسهم في تقريب وجهات النظر لحلحلة الخلاف النووي، مع الأخذ بنظر الاعتبار ضرورة رفع الحظر عن إيران وإطلاق يدها في الاستفادة السلمية من التقنية النووية.

وحذرت الصحيفة من استمرار انعدام الثقة بين طهران وواشنطن، لما لذلك من مردودات سلبية على الاتفاق النووي، فضلاً عن القضايا الأخرى التي تؤثر بشكل مباشر على الأمن والاستقرار في عموم المنطقة وفي مقدمتها الأزمة السورية.

وأعادت الصحيفة إلى الأذهان الظروف التي رافقت احتجاز الرهائن في السفارة الأمريكية بطهران عام 1979، والتي أدت إلى قطع العلاقات بين البلدين، معتبرة التداعيات التي تمخضت عن هذه القضية بأنها شكلت عقدة دبلوماسية لا يبدو أنها مقبلة على الحل في المدى المنظور، مشيرة إلى أن من ابرز آثار هذا التوتر هو انعدام الثقة بين الجانبين على الرغم من مرور نحو أربعة عقود على تلك القضية.

ورأت الصحيفة أنه وعلى الرغم من هذه الأجواء إلّا أنه كان بالإمكان ردم الهوة بين الجانبين الأمريكي والإيراني بعد توقيع الاتفاق النووي، ولكن هذا لم يحصل، ما تسبب بتعقيد الأوضاع بين البلدين خصوصاً وأنهما يتبنيان رؤى أيديولوجية متباينة انعكست بشكل واضح على مواقفهما سواء ما يتعلق بالاتفاق النووي أو غيره من القضايا الثنائية أو التي تخص المنطقة برمتها.