1168402
1168402
العرب والعالم

الجيش السوري يسيطر على «البوكمال» آخر مدينة تحت سيطرة «داعش»

18 نوفمبر 2017
18 نوفمبر 2017

فيتو روسي ضد تمديد مهمة المحققين الدوليين -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات-

سيطر الجيش الحكومي السوري وحلفاؤه أمس على معظم مدينة البوكمال، آخر مدينة تحت سيطرة تنظيم (داعش) في سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وتبادل الطرفان السيطرة على المدينة الواقعة في محافظة دير الزور (شرق) لمرات عدة قبل أن يتمكن التنظيم من استعادة السيطرة عليها قبل أسبوع.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس: «سيطرت القوات النظامية السورية مع حلفائها حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني والميليشيات العراقية على أكثر من ثمانين في المائة من مدينة البوكمال إثر هجوم واسع بدأته ليل الجمعة». ودخلت القوات النظامية الى المدينة الخميس وتمكنت من «دفع التنظيم الى التراجع الى القسمين الشمالي الشرقي والشمالي من المدينة، حيث تتركز المعارك حالياً».

وترافقت المعارك مع غارات سورية وأخرى روسية كثيفة بحسب عبد الرحمن الذي قال ان القوات النظامية تتقدم «بحذر» في محاولة لتثبيت وجودها في المدينة وصد أي هجوم معاكس محتمل للمتطرفين.

وكان الجيش الحكومي السوري أعلن في التاسع من نوفمبر استعادة البوكمال لكن المتطرفين نجحوا بعدها ببضعة أيام في انتزاع السيطرة عليها مجدداً.

ونقل التلفزيون السوري الرسمي أمس مشاهد مباشرة من البوكمال، تظهر أعمدة من الدخان الأسود تتصاعد من أحياء في المدينة فيما يسمع دوي القصف.

وذكر أن الجيش يعمل حالياً على «اقتحام المناطق المتبقية للتنظيم في الجهة الشرقية من البوكمال» موضحاً ان «أكثر ما يعيق تقدم وحدات الجيش الحكومي السوري هو التفخيخ الكبير من قبل داعش ومحاولته استخدام الأهالي كدروع بشرية».

وتشكل البوكمال آخر معقل بارز للتنظيم في سوريا، حيث لا يزال يسيطر على 25% من مساحة محافظة دير الزور الغنية بالنفط والحدودية مع العراق.

ومني التنظيم في الأشهر الأخيرة بسلسلة خسائر ميدانية بارزة في سوريا وفي العراق المجاور.

وفي ريف دمشق الغربي شنت قوات الجيش هجوماً واسعاً على مواقع «هيئة تحرير الشام» في التلال الفاصلة بين حينة وكفر حور على سفوح جبل الشيخ أقصى ريف دمشق الجنوبي الغربي المتداخل إدارياً مع القنيطرة وسط تقدم كبير للجيش وسيطرته على نقاط عدة باتجاه موقع السوادي وطال القصف المدفعي مواقع المسلحين في بيت جن هناك.

وتابع الجيش الحكومي السوري وحلفاؤه عملياتهم العسكرية في ريف حماه الشمالي الشرقي ويسيطرون على قريتي «حران» غرب قرية «عرفة» و«حردانة» شمال غرب قرية «عرفة» بعد مواجهات مع «جبهة النصرة».

كما نفذت عملية عسكرية نوعية اقتحمت خلالها أوكار إرهابيي «جبهة النصرة» في قريتي قصر علي وعرفة شمال شرق مدينة حماة بنحو 90 كم واستعاد ت من خلالها السيطرة على قريتي قصر علي وعرفة حيث قام خبراء الألغام في وحدات الهندسة بالجيش الحكومي السوري بتفكيك العبوات الناسفة والمفخخات التي زرعها المسلحون بكثرة في منازل المواطنين والأراضي الزراعية لعرقلة تقدم وحدات الجيش.

ولقي, يوم الجمعة 20 شخصا حتفهم وأصيب 30 آخرون إثر قيام تنظيم «داعش» بتفجير سيارة مفخخة، في قرية الفرج، بريف محافظة دير الزور.

وذكرت أخبار إعلامية متطابقة، أن «مسلحي (داعش) ارتكبوا مجزرة بحق المدنيين في قرية فرج، الواقعة بين قرية الجفرة ومعمل كونيكو للنفط والغاز، التي تسيطر عليه قوات سوريا الديمقراطية» من خلال تفجير سيارة مفخخة بين المدنيين أسفرت عن مقتل 20 مدنيا، وإصابة 30 آخرين بجروح.

وقال نشطاء معارضون: إن قتلى وجرحى سقطوا في تفجير سيارة مفخخة بالقرب من دوار المحراب في مدينة ادلب ولم تتبن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير.

وأعلن الموفد الخاص للرئيس الأمريكي لشؤون التعاون مع الدول الأخرى في مجال مكافحة «داعش» بريت ماكغورك أن مسلحي التنظيم، فخخوا كل المباني في وسط الرقة.

وقال ماكغورك في تغريدة على تويتر، إن الإرهابيين من داعش زرعوا العبوات الناسفة في كل المباني تقريبا بوسط مدينة الرقة، في محاولة لمنع عودة الحياة الطبيعية إلى المدينة.

ونشر الموفد الأمريكي في تغريدته صورة لمستشفى المدينة الرئيسي حيث لقي مقاتل سوري تدرب لدى التحالف الدولي حتفه هناك خلال محاولته تفكيك الألغام.

وشدد ماكغورك على أنه لا يزال هناك الكثير من العمل في الرقة، ودعا الشركاء في التحالف لزيادة وتسريع التدابير اللازمة لتحقيق الاستقرار هناك.

من جهة أخرى، استخدمت روسيا صباح أمس، حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار تقدمت به اليابان ينص على تمديد تقني لمدة شهر واحد لمهمة الخبراء الدوليين المكلفين بالتحقيق في استخدام أسلحة كيميائية في سوريا، وذلك للمرة الثالثة خلال شهر.

وذكرت وكالات أنباء أن روسيا تصدت لمحاولة الدول الغربية في مجلس الأمن، تمرير اقتراح اليابان بتمديد آلي لبعثة التحقيق المشتركة في استخدام أسلحة كيميائية في سوريا، كونه «لا يراعي التعديلات التي تطالب بها».

وصوّت 12 عضوا من أصل 15 في مجلس الأمن لصالح مشروع القرار الياباني، فيما عارضته بوليفيا.

واقترحت اليابان، يوم الخميس، أمام مجلس الأمن مشروع قرار بتمديد مهمة الخبراء الدوليين الذين يحققون في استخدام أسلحة كيميائية في سوريا لـ30 يوما.

وحمل ميخائيل أوليانوف، مدير دائرة عدم الانتشار ومراقبة التسلح بالخارجية الروسية، واشنطن مسؤولية عدم تمديد ولاية آلية التحقيق الدولية بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا.

وفي حديث لوكالة «إنترفاكس»، أكد أوليانوف استعداد موسكو لمشاورات حول تمديد صلاحيات الآلية المشتركة (بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية) المعنية بالتحقيق في حوادث استخدام هذه الأسلحة في سوريا.

وذكر الدبلوماسي أنه «لن يكون هناك تمديد تلقائي (لصلاحيات الآلية)، مضيفا: «نحن مستعدون لإجراء مشاورات وبحث الحلول المناسبة، وليس التمديد ممكنا إلا إذا تم إصلاح نشاط الآلية كي تتماشى مع الأعراف الدولية، وخاصة مناهج المعاهدة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية».

وتابع أوليانوف: «ما لم يحدث ذلك، لا فائدة من تمديد (الصلاحيات)»، واصفا الآلية المشتركة بصورتها الحالية بأنها «دمية تصدر أحكام إدانة واحدة تلو الأخرى دون أن تعتني حتى بإعطائها ولو ظلا من المصداقية».

وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن الدول الغربية «تعمل جاهدة على اصطناع صورة لروسيا التي «قتلت الآلية»، لكن ذلك «كذب في كذب». وأوضح أن المشروع الروسي الصيني الذي كان ينص على تمديد صلاحيات الآلية لمدة سنة واحدة، بل وعلى تعزيز هذه الصلاحيات، تمت محاصرته من قبل الدول السبع، وعلى رأسها الولايات المتحدة، أثناء تصويت أعضاء مجلس الأمن عليه، أمس الجمعة.

وذكر أوليانوف بهذا الصدد: «كان بإمكانهم الامتناع عن التصويت، لجعل اعتماد القرار ممكنا..

إذن هم الذين قتلوا الآلية المشتركة وليس نحن». وأعلن مندوب إيطاليا لدى منظمة الأمم المتحدة سباستيانو كاردي، أن مجلس الأمن سيواصل العمل في أقرب وقت، للتوصل إلى موقف موحد بخصوص التمديد لبعثة التحقيق في استخدام الكيميائي في سوريا. وأكد كاردي أن «المجلس سيبدأ عملا بناء في الساعات والأيام القليلة القادمة، من أجل التوصل إلى موقف موحد حول هذه المسألة المهمة».

وتعد هذه المرة الثانية، التي تستخدم فيها روسيا حق النقض خلال يومين، ضد مسودتي قرارين بخصوص تمديد مهمة البعثة المشتركة للتحقيق في استخدام أسلحة كيميائية في سوريا.

فيما،أعلنت وزارة الخارجية التركية، عن اجتماع روسي تركي ايراني اليوم الاحد في مدينة انطاليا التركية, تحضيراً للقمة الثلاثية في مدينة سوتشي الروسية, لبحث الملف السوري.

وأوضح بيان صادر عن الخارجية، نشرته (هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية) أن وزير الخارجية مولود تشاوش أوغلو، سيجتمع بنظيريه الروسي سيرغي لافروف، والإيراني محمد جواد ظريف، الأحد، في مدينة أنطاليا.

وجاء الاجتماع في إطار التحضير لقمة تجمع قادة الدول الثلاثة، مقرر عقدها الأربعاء المقبل، بمنتجع سوتشي في روسيا (جنوب غرب)، لبحث الأزمة السورية والتطورات في المنطقة.

وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان قال, الجمعة, ان السبب الرئيس لعقد القمة المرتقبة «هو مسألة إدلب»، في إشارة إلى خطر تنامي المنظمات الإرهابية شمال غربي سوريا.

كما أعلن الناطق باسم الرئاسة التركية، أن قمة سوتشي ستتناول تقييم مناطق خفض التوتر في سوريا، وإيصال المساعدات الإنسانية، ودور الدول الضامنة الثلاث في التسوية السياسية ضمن خريطة اجتماعات جنيف الخاصة بالأزمة السورية.

وتأتي القمة المزمعة في وقت تعمل روسيا بالتنسيق مع شركائها على التحضير لعقد مؤتمر الحوار السوري في مدينة سوتشي، بمشاركة ممثلي الحكومة السورية والقوى الموالية لها، ومختلف الفصائل المعارضة، لكن الموعد لم يتحدد بعد.