1168186
1168186
العرب والعالم

زيمبابوي: الآلاف يتظاهرون للمطالبة باستقالة موجابي

18 نوفمبر 2017
18 نوفمبر 2017

بعد أن تخلى عنه أقرب حلفائه -

هراري - (أ ف ب) - نزل آلاف الزيمبابويين الى شوارع هراري أمس للمطالبة باستقالة الرئيس روبرت موجابي، الذي تخلى عنه تدريجيا أقرب حلفائه، وقد حصل هذا التحرك على دعم الجيش الذي سيطر على البلاد هذا الأسبوع.

وكتب متظاهرون مبتهجون من السود، وأيضا من البيض الذين تشكل مشاركتهم تحركات مماثلة أمرا نادرا، على لافتات كانوا يلوحون بها، «لقد طفح الكيل، على موجابي ان يستقيل» و«أرقد بسلام يا موجابي» و«لا لسلالة موجابي».

وتختتم هذه التظاهرات المعادية لموجابي، والتي بدأت سلمية صباح أمس اسبوعا شهد ازمة سياسية غير مسبوقة في زيمبابوي حيث بسط الجيش سيطرته ووضع رئيس الدولة الذي يتولى السلطة منذ 1980، في الإقامة الجبرية.

ويشكل تدخل الجيش منعطفا في فترة حكم موغابي الطويلة، والتي تميزت بقمع كل معارضة، وأزمة اقتصادية حادة.

ويعاني حوالي 90% من الشعب من البطالة.

وفي الثالثة والتسعين من عمره، يعاني اكبر رئيس دولة سنا في العالم، مزيدا من العزلة، وقد تخلى عنه اقرب حلفائه: فبعد الجيش والرفاق القدامى، تخلت عنه مساء الجمعة الفروع المحلية للحزب الرئاسي زانو-بي.اف وطالبت باستقالته.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس أمس قال المتظاهر كلفين شونهياوا الذي كان يلوح بعلم زيمبابوي، «انا في الثلاثين من عمري.تخيلوا. لم اشتغل ابدا، وذلك بسبب نظام موجابي.لذلك نطالب بالتغيير».

وأكدت ايما موشينجي (37 عاما) وسط صخب الأبواق الذي يصم الاذان، «انتظرنا فترة طويلة هذا اليوم».

وشارك في التظاهرات ايضا ستيفانوس كرينوف، المزارع الابيض الذي طرد في اطار الإصلاح الزراعي المثير للجدل الذي اطلقه موجابي في عام 2000..

وقال «منذ فترة طويلة لم يحصل شيء مماثل اي ان نكون سوية»، الأكثرية السوداء والأقلية البيضاء المتحدرة من أحفاد المستوطنين البريطانيين.

ولبى المتظاهرون دعوة قدامى المقاتلين في زيميابوي، -اقطاب اساسيون في الحياة السياسية- وحركات المجتمع المدني، ومنها حركة «ذيس فلاغ» التي يرأسها القس ايوان ماوارير، أحد ابرز اقطاب التمرد على موغابي الذي قمعته قوى الأمن في 2016.

وانتشر الجنود أمس في شوارع هراري، لكن المتظاهرين ألقوا عليهم التحية هذه المرة، وصافحوهم.

وكان البعض منهم يرفع صور رئيس الاركان الجنرال كونستانتينو شيوينغا الذي يقدم دعمه الكامل للتظاهرات.

وتدخل الجيش ليل الثلاثاء الاربعاء الماضيين من دون اراقة الدماء في هراري، دعما لإيميرسون مانانغاغوا الذي عزل قبل اسبوع من منصبه نائبا للرئيس.

وفرض الجيش الإقامة الجبرية على موجابي لكنه سمح له بالتنقل بحسب الضرورة.

وقام موجابي الجمعة بظهوره العلني الاول منذ الانقلاب العسكري خلال حفل تسليم الشهادات الجامعية في هراري.

ولم يلق خطابا بل استغرق في اغفاءة على غرار ما يفعل دائما في الاماكن العامة، وهو جالس في كرسي كبير من الخشب والجلد.

يقول انطوني فان نيوكيرك، استاذ العلوم السياسية في جامعة فيتفاترسراند في جوهانسبورغ ان الجيش يريد من خلال السماح لموجابي بالخروج من المقر الرئاسي، أن يعامله «بكرامة واحترام» حتى ايجاد حل للأزمة، كما قال لوكالة فرانس برس إلا ان النقاشات تراوح مكانها حتى الآن ويتمسك الرئيس موجابي بالسلطة.

لكن الجيش اعرب أمس الأول عن ارتياحه لتمكنه من تسجيل «تقدم كبير» في عملية التطهير التي يقوم بها ضد المقربين من الرئيس وزوجته غرايس التي سعت الى اسقاط ايمرسون منانغاغوا (75 عاما) الذي اصبح منافسا كبيرا جدا في سعيه لخلافة الرئيس.

وقامت بحملة نشطة لتشويه صورة منافسها.

وكانت في نهاية المطاف محفز الازمة السياسية الحالية.

وقال الرئيس الواسع النفوذ لقدامى مقاتلي حرب الاستقلال كريستوفر موتسفانغوا، مخاطبا موجابي «انتهت اللعبة». وأضاف «عليه ان يستقيل.

يمكننا ان ننهي العمل الذي بدأه الجيش»، داعيا الى التعبئة ضد موجابي.

وقد عاد ايمرسون منانغاغوا الى زيمبابوي الخميس الماضي بعدما فر من البلاد اثر عزله، لكن اسمه مطروح لتولي قيادة مرحلة سياسية انتقالية.

ورفع متظاهرون صوره أمس.