1167143
1167143
عمان اليوم

وزيرة التعليم العالي: ندرك أن التعليم كان ولا يزال يشكل ركيزة من ركائز الفكر المستنير لجلالته

17 نوفمبر 2017
17 نوفمبر 2017

قالت معالي الدكتورة راوية البوسعيدية وزيرة التعليم العالي بمناسبة العيد الوطني الـ47 المجيد: نبارك للمقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظّم -حفظه الله ورعاه-مقدم العيد الوطني المجيد السابع والأربعين ... الذي يمثل استهلالا لموسم الفرح الذي يغمر كل أرجاء الوطن ... ويلامس أحاسيس أبنائه .. ويسعد المقيمين على أرضه الطيبة ..

وإننا إذ نستحضر من الخطابات السّامية قول جلالته: ((عندما نصل بالتعليم إلى الدرجات العليا فنحن مطالبون بأن نضيف إلى تلك المعارف معارف جديدة، أن نبحث، أن نستنبط، أن نفكر، أن نتدبر، وعلينا -أيضا- أن نصحّح معارف من سبقنا لأنّه في كثير منها نظريات والنظريات تكون متجددة، فلا نقول إنّ ما وصلوا إليه في الماضي هي المعرفة ...لا...المعرفة ليست مطلقة، المعرفة متجددة.))؛ ندرك أن التعليم ... إنما كان .. وما زال يشكل ركيزة من ركائز الفكر المستنير لجلالته .. وهو الذي من خلاله تم تفعيل برامج التنمية التي أسهمت في بناء شخصية الإنسان العماني.

وفي وقفات موجزة مع إنجازات التعليم العالي لهذا العام نجد أن حصول الوزارة ــ كأول جهة حكومية ــ على شهادة التميز المؤسسي الأوروبي ... وإصدارها لأول ميثاق لخدمات المراجعين من بين وحدات الجهاز الإداري للدولة المختلفة ...، وارتفاع نسبة التحول إلى الحكومة الإلكترونية ... ومركز القبول الموحد وسياساته القائمة على الشفافية والعدالة والتنافس بما يسجله من أعداد الطلبة الملتحقين بالدراسة داخل السلطنة وخارجها، وتنامي تلك الأعداد، وما يصدره من إحصاءات وإصدارات ودراسات ... وما يشارك فيه من معارض وورش لرفع مستوى الوعي المجتمعي بكل ما هو ذو ارتباط بالقطاع التعليمي تعد من الدلائل الملموسة التي عملت على الارتقاء بمنظومة التعليم العالي لمواكبة متغيرات العصر، وتلبية احتياجات التنمية المستدامة في مجتمع المعرفة.

بالإضافة إلى ما يتوالى على كليات العلوم التطبيقية من التخريج السنوي لدفعاتها المتتالية ... مؤكدة على العلاقة الوثيقة بين هذه المؤسسات وسوق العمل الوطني؛ من جانب ... وارتباطها الوثيق بالمجتمع من خلال مناشطها المتعددة من جانب آخر .. ولذا عمدت الجهات المختصة إلى المساهمة في تحقيق بنية أساسية مكتملة لتستوعب المتطلبات التعليمية للتخصصات والبرامج المطروحة فيها، ولتهيئ الكوادر الطلابية .... بما من شأنه تمكينهم من التخصصات التي يلتحقون بها. وقد جاء تحويل كلية العلوم التطبيقية بالرستاق إلى كلية التربية شاهدا على استجابة البرامج المطروحة لاحتياجات سوق العمل، والتفاعل مع المتغيرات التنموية التي تتجه إليها السلطنة، كما أننا نشيد بما وصلت إليه هذه الكليات من تنامي نسبة التعمين فيها؛ حيث حققت أعلى نسبة في مؤسسات التعليم العالي تمثلت بــ(T) لأعضاء الهيئة الأكاديمية، ونسبة (0) في الوظائف المساندة والإدارية في العام الأكاديمي 2016/‏‏‏‏ 2017م، وتوجهها نحو دعم الشركات الطلابية متمثلة بافتتاح أول حاضنة لريادة الأعمال (أميفكو) بكلية العلوم التطبيقية بصور.

ولم تأل الوزارة جهدا في تحقيق الشراكة الجادة مع القطاع الخاص، ووضع اللوائح التي تنظم قيام مؤسسات التعليم العالي الخاصة من الكليات والجامعات مع مراعاة توفيرها تعليم عال ذي جودة تنسجم مع معطيات العلم الحديث ... بتطوير آليات الزيارات الميدانية، دراسة وتحليل التقارير التقييمية الصادرة من جهات الارتباط الخارجية، دراسة مذكرات التفاهم/‏‏‏‏ التعاون بين المؤسسة المحلية ومؤسسة تعليم عال خارجية، واللقاءات السنوية مع عمداء تلك الكليات بما يكفل ويضمن جودة التعليم فيها.

أما عن الاستراتيجيات والخطط المستقبلية لوزارة التعليم العالي.. فإنها تسعى إلى رفع معدل التحول الإلكتروني للخدمات التي تقدمها، ورفع معدل أمن المعلومات، وتسهيل إجراءات تبادل البيانات مع الوحدات والمؤسسات الحكومية الأخرى، كما تعمل على رفع معدل الالتحاق بمؤسسات التعليم العالي، وتطوير البحث العلمي في المؤسسات التعليمية، واستكمال تطوير البنى الأساسية لكليات العلوم التطبيقية ،ومواصلة المشروعات التي من شأنها مواكبة خطط التنمية لهذا الوطن العزيز.

وفي الختام فإننا نسأل الله ــ العلي القدير ــ أن تستمر مسيرة الوطن بعناية الله، وقيادة جلالته -حفظه الله- بخطاها الوثابة .. ليتحقق لعمان واقع أرقى ومستقبل أمثل .. حفظ الله عمان وسدد خطى جلالة السلطان وأيده من لدنه بنصره وتوفيقه .. وأدام عليه نعمة الصحة والعافية .. وكل عام والجميع بخير.