1167492
1167492
العرب والعالم

إسرائيل تستكمل ربط مستوطنات «غوش عتصيون» بالقدس

17 نوفمبر 2017
17 نوفمبر 2017

نتانياهو يأمر بملاحقة البدو في محيط المدينة لتعزيز الاستيطان للمخطط «E1 » -

رام الله - عمان-نظير فالح -

كشفت تقارير إسرائيلية النقاب عن إنهاء سلطات الاحتلال الإسرائيلية لمشروع ربط مستوطنات تجمّع «غوش عتصيون» المقام على أراضي المواطنين الفلسطينيين جنوب بيت لحم، بمدينة القدس المحتلة.

وقالت شبكة «كان» الإخبارية الإسرائيلية أمس إن الحكومة الإسرائيلية أنهت جزءا من مخطط توسيع حدود مدينة القدس بضم مستوطنات الضفة إليها.

وأوضحت أن الحكومة الإسرائيلية تبني ممرات أسفل الأرض تربط هذه المستوطنات بمدينة القدس، مبينة أن الهدف المعلن من هذه الممرات هو القضاء على الاختناقات المرورية في الشوارع، لكن الهدف الخفي هو ربط المستوطنات بالقدس من أجل ضمها عملياً على الأرض.

وأضافت «الساسة الإسرائيليون لا يخفون نيتهم من وراء هذه المشاريع وهي ضم مستوطنات معاليه أدوميم شرقي القدس المحتلة وغوش عتصيون (جنوب الضفة) والمستوطنات القريبة من القدس، إلى حدود المدينة».

وأكدت أن تصريحات الحكومة الإسرائيلية ومسؤوليها حول تجميد المشاريع الاستيطانية غير صيح، قائلة «الأمور على أرض الواقع مختلفة والمنطقة تتغير لصالح الاستيطان ومشاريع الضم التي ستغيّر وجه القدس».

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو يدعم خطة لفصل أحياء وبلدات فلسطينية وإخراجها من حدود بلدية القدس مما يعني طرد ما لا يقل عن 150 ألف فلسطيني من حدود نفوذ بلدية القدس بهدف تقليص عدد الفلسطينيين الذين يعيشون في القدس المحتلة، والمحافظة على أغلبية يهودية. وتعتبر إسرائيل القدس بشطريها عاصمتها «الأبدية والموحدة»، في حين يسعى الفلسطينيون إلى أن تكون شرقي القدس عاصمة دولتهم العتيدة.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية، قد ذكرت أمس أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو، أمر بإخلاء «البيوت» التي يعيش فيها فلسطينيون من البدو في تجمعات في محيط مدينة القدس المحتلة، بالقرب من شارع رقم( 1) باتجاه البحر الميت.

وذكرت هذه المصادر أن هذا القرار جاء ذلك في ختام جلسة عقدها نتانياهو، الليلة الماضية، مع ممثلي ما يُسمى «منتدى غلاف القدس» اليميني الممثل لتيار المستوطنين الإسرائيليين، بالإضافة إلى ممثلين عن المجلس الإقليمي لمستوطني «ماطيه بنيامين».

وأوضحت المصادر أن الحديث يدور عن خيام ومبان متنقلة للفلسطينيين البدو في مناطق فلسطينية مطلة على القدس، ما بين مستوطنة «معاليه أدوميم» ومستوطنة «متسبيه يريحو»، تصفها سلطات الاحتلال بأنها «بؤر سكانية أقيمت بشكل غير قانوني». وبحسب تقرير نشره موقع «يديعوت أحرنوت» الإلكتروني، أصدر نتانياهو تعليماته بإزالة هذه «البؤر الاستيطانية غير القانونية»، على حد وصف المصدر الإسرائيلي، و«نقل سكانها إلى أبنية في أريحا وفي قرية أبو ديس».

وفي السياق ذاته، ذكرت مصادر إسرائيلية أن قوات الاحتلال تسعى من خلال هذه الخطوة إلى تهجير التجمعات البدوية المتبقية من القدس وضواحيها من أجل إقامة مشاريعها الاستيطانية وربط مستوطنة «معاليه أدوميم» بالقدس.

وتلاحق سلطات الاحتلال السكان الفلسطينيين البدو بمحيط القدس لطردهم وترحيلهم في إطار تنفيذها للمشروع الاستيطاني «E1» الذي من شأنه أن يفصل مدينة القدس نهائيا وبشكل كامل عن امتدادها الفلسطيني.

وينشط ما يسمى بـ«منتدى غلاف القدس» بتنظيم حملات تحريضية تستهدف ما يسميه «كبح البناء» الفلسطيني وترحيل التجمعات البدوية إلى «قرية بدوية» في منطقة النويعمة في محيط أريحا.

وكانت سلّمت «الإدارة المدنية» التابعة لسلطات الاحتلال الإسرائيلي، أهالي تجمّع «جبل البابا» البدوي شرقي القدس المحتلة، أمرًا يقضي بترحيلهم عن الأرض التي يسكنونها.

وأفاد الناطق باسم تجمع جبل البابا، عطا الله مزارعة، بأن طواقم الإدارة المدنية برفقة قوات الاحتلال اقتحمت التجمع، وسلّمت الفلسطينيين أمرًا يقضي بترحيلهم من المكان خلال أسبوع.

وأضاف مزارعة في تصريح صحفي له،أن الاحتلال يُريد تدمير الأهالي من خلال ترحيل نحو 320 فردًا من النساء والرجال والأطفال إلى مناطق غير معلومة، ولم يحدّدها في قراره، مؤكدًا رفضهم بشكل نهائي قرار الترحيل المفاجئ. وأوضح أن تجمع البابا البدوي يحوي 58 منزلًا سكنيًا (متنقّلة)، ومثلها كمنشآت تُستخدم لتربية الحيوانات (أي أكثر من 100 منشأة سيتم تدميرها).

وأبدى مزارعة تذمّره من هذا القرار المفاجئ، مبينًا: «سيتم اتخاذ إجراءات قانونية فورية لمنع مثل هذه القرار الكارثي، وسيتم تقديم كتاب من بلدية العيزرية لإثبات أن هذه الأرض للفلسطينيين، لا مشكلة لديهم من وجود التجمع عليها».

وقال «إن الاحتلال بدأ في عملية الهدم بشكل مستمرّ وحاقد، فدمّر المنازل وشرّد العائلات، وحرم الطلاب من التعليم، واليوم ولأوّل مرّة يتم تسليمنا قراراً بالترحيل القسري».

وتُعد هذه الإجراءات الإسرائيلية ضمن مشروع القدس الكبرى الاستيطاني (المسمى E1 )، والذي يستهدف الاستيلاء على نحو 12 ألف دونم من أراضي القدس والضفة الغربية، لصالح مشاريع تخدم المستوطنين، إلى جانب فصل المدينة المقدسة عن الضفة.

يذكر أن البدو في محيط القدس يعدون وفق القانون الدولي، سكانا واقعين تحت الاحتلال، وبالتالي هم محميون حسب القانون الدولي الإنساني واتفاقياته وبروتوكولاته، وتسري عليهم اتفاقيات حقوق الإنسان المختلفة التي تؤكد على حق السكن وحق احترام خصوصية أسلوب الحياة وطريقة المعيشة.