صحافة

القدس: ذكرى إعلان وثيقة الاستقلال والنضال المتواصل لتجسيدها عمليا

17 نوفمبر 2017
17 نوفمبر 2017

في زاوية حديث القدس كتبت الصحيفة مقالاً بعنوان: ذكرى إعلان وثيقة الاستقلال والنضال المتواصل لتجسيدها عمليا،جاء فيه: وافق يوم امس ذكرى مرور 29 عاما على إعلان الرئيس الراحل ياسر عرفات وثيقة الاستقلال وقيام دولة فلسطين في اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني الذي عقد في الجزائر.

حيث على اثر ذلك اعترفت العشرات من الدول بالدولة الفلسطينية رغم أن هذه الدولة لم يتم تجسيدها على الأرض بفعل الاحتلال الإسرائيلي الغاشم الذي رفض ولا يزال يرفض السلام والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني الوطنية الثابتة وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة على الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967 م.

وجاء إعلان وثيقة الاستقلال كاستثمار سياسي لنضال الشعب الفلسطيني على مدى عقود من الزمن، وخاصة انتفاضة الحجارة التي أذهلت العالم وبينت دولة الاحتلال على حقيقتهم، كدولة قمعية، خاصة عندما استخدمت سياسة تكسير العظام ضد المنتفضين من أبناء وفتية ونساء وشيوخ شعبنا، الذين واجهو ممارسات الاحتلال بكل عنفوان من خلال الحجارة فقط.

كما جاء إعلان هذه الوثيقة كتأكيد على عزم شعبنا على مواصلة نضاله الوطني حتى تحقيق كامل أهدافه في الحرية والاستقلال الناجزين، ودحر الاحتلال الغاشم على ارضه المحتلة.

وجاء أيضا الإعلان كتأكيد من قبل شعبنا على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي ممثله الشرعي والوحيد، خاصة في أعقاب محاولات النيل من المنظمة ومن قضية شعبنا الوطنية من خلا ل ضرب مسيرة النضال الوطني الفلسطيني والتآمر على القضية الفلسطينية في محاولة بائسة لتصفيتها.

كما أن مضامين وثيقة الاستقلال والمبادئ التي احتوتها لبناء الدولة الفلسطينية ساهمت مع نضال شعبنا المتواصل على تأكيد غالبية دول العالم في الاعتراف بالدولة الفلسطينية والسماح بفتح سفارات لها في هذه الدول لدرجة أن عدد الدول التي اعترفت بدولة فلسطين فاق عدد الدول المعترفة بإسرائيل.

وهذا تأكيد على حق شعبنا في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة.

منذ إعلان وثيقة الاستقلال وقيام الدولة الفلسطينية عام 1988 م حققت مسيرة شعبنا الوطنية العديد من الإنجازات السياسية والدبلوماسية من خلال إصرار شعبنا على مواصلة مسيرته النضالية التي مضى عليها مائة عام أي منذ وعد بلفور المشؤوم.

ورغم هذه الإنجازات السياسية والدبلوماسية، إلا أن تجسيد الدولة على ارض الواقع لا يزال يحتاج لمزيد من النضال الوطني، خاصة في ضوء الانتهاكات الإسرائيلية ورفض دولة الاحتلال للسلام ووضع العراقيل أمام إقامة الدولة الفلسطينية وفق الرؤية الدولية دولتين لشعبين الأمر الذي يتطلب ويقتضي مواجهة هذا التعنت الإسرائيلي وممارساتها على الأرض من استيطان ومصادرة أراضي وتهويد وأسر...الخ والتي ترمي من خلالها الحيلولة دون إقامة الدولة الفلسطينية.

وهذه المواجهة ستكون انجع ويمكنها إفشال السياسات الإسرائيلية في الإسراع في خطوات المصالحة التي بدأت منذ اتفاق القاهرة الجديد.

فتوحيد الساحة الفلسطينية جغرافيا وسياسيا ووضع البرامج والاستراتيجيات الموحدة والمتفق عليها، هي وحدها القادرة على صد الهجمات والمؤامرات والإجراءات الإسرائيلية التي تحاول من خلالها إفشال حل الدولتين بل وتعمل سلطات الاحتلال على وأد هذا الحل المعترف به دوليا.

فخطوات المصالحة لا تزال تسير ببطء، وهذا يشجع الاحتلال على مواصلة سياساته في الضم والتوسع والتهويد وفي النهاية القضاء على حل الدولتين.

فالوقت من ذهب وعلى الجميع ادراك ذلك واستغلاله لصالح المصالحة التي تصب في النهاية في خدمة قضية شعبنا الوطنية.